ماذا بعد النكبة في حضرموت؟

> سالم العبد:

> الآن وقد مضت العاصفة، وبدأ الناس يتوازنون ويلتقطون أنفاسهم بعد هطول الصدمة، برزت وماتزال تبرز العديد من التساؤلات، وهي ترصد بعيون وأفئدة مكلومة، ولكنها نافذة ودقيقة كيف تدار تداعيات الكارثة ونتائجها المأساوية على مستوى الإنسان والممتلكات خاصة وعامة، وكذلك آثارها البيئية والصحية المنذرة بأخطار ماحقة.

وبرغم معاناة المنكوبين من أبناء حضرموت المكدسين في المدارس وغيرها من أماكن الإيواء غير المهيئة للسكن والمعيشة، فهم ينظرون إلى الأفق وما الذي سيحمله إليهم من تعويضات ربما لاتكون بحجم ما فقدوه، ولكنها تيسر لهم أسباب عيش كريم وعزيز، ولو في حدودها المعقولة، فهذه إرادة الله، ولا راد لقضائه وهو المعوض العادل.

ماذا بعد مرور العاصفة؟ لعله التساؤل الأكبر بعد أن زكم الأنوف ما صاحب عمليات الإغاثة وتوزيع المعونات من روائح متفسخة، قرأنا وسمعنا العديد من وقائعها في الصحافة المحلية، وتحديدا صحيفة «الأيام» التي تابعت وقائع الكارثة أولا بأول وبكل مهنية وصدقية واقتدار.

تجرع الناس الغصص والآلام وثقل معاناة فقدان الأهل والدار والممتلكات، ولكنهم الآن بانتظار الآتي الذي من المفترض أن يخفف عنهم، ولو جزءا من هذه المعاناة والبؤس، بعيدا عن تهويل الإعلام الرسمي الذي حول واجب ووظيفة الدولة والحكومة إلى خوارق أسطورية تتجاوز مسئوليتها الصميمة!.

الناس يهمهم الآن مسألة إعادة الإعمار، وفي المقدمة منها بناء مساكن بالمواصفات المعتبرة للمتضررين الذين فقدوا بيوتهم، وعددهم يتجاوز أربعة آلاف بيت، متى وكيف وأين؟!.

لقد سمعنا العديد من المانحين، مؤسسات وشركات وأفراد، يريدون المساهمة في هذا القطاع المهم من مشروع إعادة الإعمار، فقط ينتظرون تحديد المواقع والمساحات المناسبة وتخطيطها ومد شبكة الخدمات الأساسية فيها ليبدأ البناء، ثم تأتي مسألة إعادة إعمار مشاريع البنية التحتية، وليراهنوا عليها كيفما شاءوا، فهي في ميدانهم لوحدهم.

المسألة الثانية التي توازي في أهميتها الأولى تتلخص في تنقية البيئة من أنهار مياه الصرف الصحي والبرك المتخلفة من مياه الأمطار والسيول، التي تكاد تغرق المدن وبالذات مدينة المكلا، حيث تسببت كميات المياه النتنة وسحابات الغبار الهائلة في تكاثر الحشرات بأنواعها، خصوصا الذباب والبعوض، فالتهوين في إزالة أو تصحيح الأوضاع البيئية والصحية المتردية يعد استخفافا بصحة المواطنين وانتشارا للأمراض الفتاكة، وهو دمار حقيقي يهدد حياة الناس هنا، والوقت من ذهب.

نتمنى أن يعاد توظيف المعونات الهائلة التي قدمها الأشقاء والأصدقاء بالشكل الصحيح، وأن تواصل الجمعيات الخيرية الأهلية والأفراد جهودها المشكورة لتعود الحياة إلى طبيعتها في هذه المحافظة المنكوبة، فالخطب جلل، ولكن الله رحيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى