كلنا مساكين ياوطني

> فضل النقيب:

> مسكينة الحكومة اليمنية، ومساكين وزراؤها وأبو المساكين كلهم رئيس الوزراء الموضوع دائما في فوهة المدفع. هذه الحكومة قصتها مع النواب والأحزاب مثل قصة جحا وحماره وابنه، إن ركب الأب المسن على الحمار قال الناس: ياله من أب بلا قلب يركب على الحمار وابنه الصغير الغض يسير حافيا، لقد عدمت الرحمة من الناس، وإن أركب ابنه ومشى إلى جانب الحمار قالوا : يالهذا الابن العاق يتربع على ظهر الحمار رغم حداثة سنه وخفة وزنه ويدع والده الكبير الذي أفناه الدهر يسير مترنحا، وإن ركبا معاً قالوا : أين الرفق بالحيوان ولماذا القسوة على هذا الأعجم المسكين الذي يتحمل فوق ما يطيق، وإن مشيا معا وتركا الحمار يبرطع على راحته، قالوا: انظروا إلى الغفلة وإلى هاذين المغفلين، ولماذا إذاً يشتري الناس الحمير إن لم يكن من أجل الوصول براحة إلى المكان الذي يقصدونه، وهذا يعني أن إرضاء الناس غاية لاتدرك، وقد تابعت جانباً من نقاشات النواب حول الميزانية ومتطلباتها واستهدافاتها ومواردها ومصارفها، فوجدت أصحابنا مثل العُمي الذين طلب منهم وصف الفيل، فكل واحد يصف من حيث وقعت يده، ويظن أنه قد امتلك الحقيقة، وهات: ماذا فعلتِ ياحكومة وماذا تركت وكيف ستسدين العجز، بل ماذا ستفعلين بالفائض، وكيف ستطعمين الفقير وتكسين الفقير وتعيدين بناء البنية التي سحبها الطوفان إلى البحار والقيعان، وياإخوان : كم الديك وكم مرقه، إن الميزانية العظيمة التي تريدونها تحمل الثقيل وتطلع النقيل وتسدد رواتب عشرات الآلاف من الموظفين وأنتم منهم، ولو أن لكم اسما أجمل وأشيك (نواب الشعب) تبلغ 8 مليارات دولار هل تعلمون أن ميزانية إمارة دبي (وليس الإمارات العربية خلي بالك) تبلغ 70 مليار دولار حلالا بلالا، علما أن مساحة الإمارة (أي دبي) 3885كم2، أي ما يوازي مساحة جزيرة سقطرى تقريبا (قارن بالجمهورية اليمنية، أكثر من نصف مليون كم2 وحوالي 23 مليونا، كلهم رؤوس مثلكم):

قومي رؤوس كلهم

أرأيت مزرعة البصل

وحتى لايغضب مني أحد، سأسري عنكم قليلا بقصة حمل الثقيل وطلوع النقيل في منطقتي (يافع)، وهي سلاسل جبلية وقبل (موسم الهجرة إلى الشمال) كانت النساء قبل أن يلبسن الجوانيته (أي الكندف) بفضل اليقظة المباركة هن العمود الفقري للزراعة وأعمال البيت والعناية بالحيوانات، وكان ينبغي أن تكون الواحدة منهن مثل محاربي إسبارطة الأشداء وإلا طاح الجمل، وقد طلب أحد الشبان الذي تربى في عدن من والده تزويجه، فقال له : انظر حواليك واختر ياولدي، ولكنه كلما اختار يرفض الأب، وهو يقول له: ياولدي اختر واحدة تحمل الثقيل وتطلع النقيل. وحمل الثقيل يبدأ من نقل الماء وحمل التراب ولاينتهي بأعمال الصراب وتسوية الأرض ثم إطعام الأبقار باليد كما يطعم الأطفال، أما طلوع النقيل فمعروف وليس هناك أصعب من الأحمال الثقيلة والسير بها ضد الجاذبية.. أخيرا، عجز الولد عن إرضاء والده، فقال له: اسمع يابه أحسن شيء تزوجني دابة (أنثى الحمار) فهي القادرة وحدها دون العالمين على حمل الثقيل وطلوع النقيل!. فهل ترون أيها السادة أن ميزانيتنا تستطيع مجاراة الأتان؟. ياإخواننا الأفاضل (خففوا الوطء) لأنه كما يقول المثل: إذا أردت أن تطاع مر بما يستطاع.

ولأنه إذا كثر الطباخون احترق اللحم، وشعبنا لايأكل اللحم إلا من العيد إلى العيد، ولايستطيع تحمل أن يحترق، وإلا والله ستتكسر النصال على النصال.. وبعدها كل واحد يأوي إلى جبل يعصمه من الماء.

أخيرا.. أيام الرجل الجميل أستاذنا عبدالعزيز عبدالغني كان (التطنيش) سيد الموقف، ومن كالأستاذ في قدرته على الامتصاص وإرضاء الجميع، حيث لاتملك إلا أن تحبه، وأيام الدكتور ياسين كان الطبل يدق والحلبة تشتعل ثم يؤوب الجميع إلى بيوتهم حامدين شاكرين للدكتور سعة صدره، وأيام باجمال شفاه الله وعافاه، فقد افتقدنا لسانه اللاذع، كان الرجل يرد الصاع صاعين رضي من رضي وأبى من أبى، والآن جاء الدور على الأستاذ مجور وهو بالغ التهذيب هادئ النفس، ولكن لنحذر ثورة الحليم إذا غضب.. وفقنا الله جميعا لأننا جميعا مساكين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى