عبدالقادر هلال بين مطرقة غازي القصيبي وسندان اللواء سالم حلبوب

> نجيب محمد يابلي:

> تفاعل الناس في مختلف الجهات الأصلية والفرعية، وعلى المستويين الرأسي والفقي والكمي والنوعي مع الخبر الصاعق الذي نشرته «الأيام» في عدد السبت 15نوفمبر عن استقالة الوزير (الجنتلمان) عبدالقادر علي هلال، ونص استقالته التي نشرتها «الأيام» في عدد الأحد 16نوفمبر 2008م، ولأن الوفاء من طبيعة الأسوياء والغدر من طبيعة السيئين، ولذلك فقد رأيت علامات الدهشة والأسى على وجوه الناس الذين تعاملوا مع هذا الرجل الذي لا يختلف اثنان على طبيعته وحبه للناس. وقبيل أسابيع قليلة حدثت واقعتان: واقعة مقروءة، ذلك أن قرأت موضوعا في إحدى الصحف المحلية للدكتور محمد عبدالملك المتوكل عقب فيه على طروحات للوزير هلال، وقال الرجل بما معناه أن الخلاف لا يفسد للود قضية، وأنه يكن احتراما كبيرا لشخص الوزير هلال، وواقعة أخرى ميدانية أن طبيبا حضرميا تخرج حديثا ويعمل في السعودية (في أحد المستشفيات) وقدم إلى صنعاء ليسجل في الـ(بورد) فرُفض طلبه لحجة مردودة إلى أصحابها لأن نظراءه قبلوا في الـ(بورد).

اتصل الوزير هلال بالوزير راصع (وزير الصحة) وشرح له الأمر ولم يكتف بذلك، حيث رافق الطبيب الشاب إلى مكتب الدكتور راصع الذي استجاب مشكورا للطلب المشروع للطالب الشاب ومزكيه الوزير (الجنتلمان) هلال، لأن الهلال لا يكون إلا في السماء.

بعث لي الأخ العزيز اللواء سالم علي حلبوب قبل أسابيع بمجموعة وثائق مصورة طلبتها منه وأرسل مع طلبي نسخة مصورة من قصيدة عصماء للدكتور غازي القصيبي (وزير وسفير سعودي سابق وشاعر كبير)، وهي عبارة عن رسالة شعرية نشرتها له «الجزيرة» السعودية بتاريخ 1404/6/3هـ، وهي موجهة إلى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وذلك قبل أن يقيل جلالته الدكتور القصيبي بتاريخ 1404/7/17هـ وما أشبه الليلة بالبارحة.

فور قراءة اللواء حلبوب الخبرين المنشورين في «الأيام» اتصل بي، وقال: هل تذكر قصيدة الدكتور القصيبي التي بعثت بصورة منها لشخصك الكريم؟ أجبت: نعم. قال حلبوب: إن الإسقاط مناسب الآن وعبدالقادر هلال يستحق كل الخير. فأجبت: نعم الواجب يقتضي منا ذلك.

قصيدة الدكتور القصيبي الموجهة لجلالة الملك فهد تقع في (50 بيتا) ومطلعها:

بيني وبينك ألف واش ينعب

فعلام أسهب في الغناء وأطنب

صوتي يضيع ولا تحس برجعه

ولقد عهدتك حين أنشد تطرب

وأراك ما بين الجموع فلا أرى

تلك البشاشة في الملامح تعشب

وتمر عينك بي وتهرع مثلما

عبر الغريب مروعا يتوثب

بيني وبينك ألف واش يكذب

وكظل نسمعه.. ولست تُكَذَّبُ

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن

من قبلُ بالزيف المعطر تعجب

سبحان من جعل القلوب خزائناً

لمشاعر لما تزل تتقلب

وأصوغ من شفة السراب ملاحمي

إن السراب مع الكرامة يشرب

أزف الفراق.. فهل أودع صامتاً

أم أنت مصغ للعتاب فأعتب

هيهات ما أحيا العتاب مودة

تغتال أو صَدَّ الصدود تقرب

يا سيدي! والظلم غير محبب

أما وقد أرضاك فهو محبب!

فالمادحون الجائعون تأهبوا

دعوى الوداد تجول فوق شفاههم

أما القلوب فجال فيها أشعب

لا يستوي قلم يباع ويشترى

ويراعة بدم المحاجر تكتب

لا حاجة للإسهاب فالقصيدة تقوم بمهمة التنقيب والاستخراج والتكرير والتحضير والتسويق والتصدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى