استهدفت العماد وأطاحت بالشامي وكادت تفعل بالآنسي.. مخابرات حول الرئيس

> أحمد أمين المساوى:

> الواقع إن استقالة الأستاذ عبدالقادر هلال فرمان قوي بوجه جهاز استخبارتي قال عنه عبدالله البردوني: قلت يوما أحب شعر المعري بلغو بي أن المعري عشيقي.

ولقد عرف عنه إنه جهاز أمني عبث عبر التاريخ الجمهوري بأداء المؤسسات الوطنية ومشاريع الأمة.

ولا أظن من يعرف هلال سيحمل الأمر بطابع شخصي بين الرئيس وهلال، فكلاهما يعرفان بعضا جيدا، وأذكر من مواقفه أثناء إدارته لمحافظتي إب أنه كان حنكا يعرف كيف يحدد مقام الدولة ويحفظ حق رئيس الجمهورية من الانتقاص والتطاول.

وللإنصاف في العدين لم يعرف المواطن الدولة إلا بولاية هلال للمحافظة عند إزالته لسجون المشايخ الخاصة.

كما أنه كان من أوائل من تركوا إنطباعات جيدة في أذهاننا عن الرئيس أثناء دراستنا بجامعة الأحقاف بتريم، وكيف كان يمعن بإخلاص في شرح كيف اختلفت مواصفات قبول الطلاب بالكليات العسكرية للأفضل بمجيء علي عبدالله صالح للحكم.

لذلك أكاد أجزم أن استقالة هلال ليست أمرا شخصيا بقدر ما هي تكتيك ثوري من مخلص لشخص رئيس الجمهورية ضد أداء هذا الجهاز المخابراتي الذي أوشك أن يشل الحياة اليمنية، وحاول أن يغلق كافة نوافذ القصر الرئاسي، بل كاد في وقت سابق أن يغلق باب القصر لولا النقلة الذكية من مدير مكتب الرئيس الأستاذ علي الأنسي الذي أجرى تغييرات وأعقبها تحصينه بتشكيله جهاز أمن قومي ليترأسه بذاته حفظا على توازن قوى كادت تطغى فتهلك القصر بمن فيه، وتشكك حتى بولاء الآنسي وبورجي وغيرهما، فتداركوا أنفسهم بعد خبرتهم بآلية عمل هذا الجهاز العبثي.

وقد لوحظ في السنتين الأخيرتين حرص هذا الجهاز الاستخباراتي على استهداف شخصيات مخلصة ومقربة من رئيس الجمهورية، بل من القرابة كبيت العماد الذين لم يكن يتوقع أن يصنفون من خصوم النظام، وهم من أكثر الناس إخلاصا، ويمثلون أكثر أركانه واقعية وقربا من العامة، ومع ذلك سجن منهم العديد من الشباب بلا محاكمات، بل إن أحدهم كان ضابطا بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، ومع ذلك ناله سجن لم يشفع له إلا المرض العضال الذي أصاب عمه أحمد العماد رحمه الله.

لقد حرصت الاستخبارات مؤخرا على إحاطة رئيس الجمهورية بكومة من الفحم البشري، لاتمثل أي قبول لدى المجتمع، كما أن الإجماع الشعبي على بغض شخصية بالبطانة يجعلها ميزة استقرار للشخص بخلاف الشخصيات المقبولة والمطمئنة للمجتمع وفئاته، فتلك بحسب تصور الاستخبارات مسألة مثيرة للريبة والشك.

وقد نالت تلك التصورات القاصرة والبليدة من العديد من العقلاء المخلصين للرئيس والبلد، بدءا من محمد أبو لحوم إلى يحيى الشامي وعبدالقادر هلال، وهو ما يقود المتابع لتذكر السيناريو الذي أطاح بالرئيس الحمدي، طبعا مع فارق استفادة الحالي من تلك التجربة.

ولما سبق، فالمؤمل أن يحفظ عبدالقادر هلال علاقة الود بالرئيس، لكونه يمثل قيمة إنسانية وتاريخية لليمن، من المهم الحفاظ عليها. نيوزيمن.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى