لا جيوب في الأكفان..؟!

> أحمد محسن أحمد:

> «لا جيوب في الأكفان» هي عبارة لا أصدق.. ولا أوضح منها في رسم نهاية الإنسان.. الإنسان الذي لم ولن يطول الجبال علوا.. ولا اتساع الأرض مساحة!.. فمهما اعتلى هذا الإنسان كراسي المناصب والنفوذ ودانت له شؤون البلاد و(تكبيد) العباد، ليرفل في ثوب القوة والجبروت والبطش، واحتساء كؤوس نشوة الربح والاكتناز الخالي من الخسارة.. فإن كل ذلك لن يرحل معه شيء في لحظات وداعه وتركه (مجبرا) بحكمة وحُكم خالقه المولى (عز وجل) إلى مثواه الأخير تاركا كل ما كسبه بالحلال أو الحرام!.. فالحق القاطع هو أن ثرواته ستقف يوم الحساب لترد على كل سؤال يواجهه حول الطرق والسبل التي بطش بها ونهب الحق العام والحق الخاص!.. وسبب للناس العيش النكد والحياة القاسية.. فبماذا سيرد هذا المتعجرف والناهب لحقوق الناس؟!.. هل سيستعين بما في جيوب كفنه الوهمية لتخرجه من وقفته التي لا ولن يحسد عليها أمام الخالق يوم الحساب الذي لا مفر منه؟.. وأي أيد باطشة وناهبة في حياته ستسعفه في وضعه الأضعف، وهي الشاهد الأول على ما كان يسوقها إلى حقوق الناس لتنهب وتسلب وهي التي خلقها الله (عز وجل) لغير ما أجبرها عليه هذا الناهب والسالب لكل الحقوق العامة والخاصة؟!.

في بلادنا (تعفرت) الجبابرة و(طاحوا) في الأرض يتجبرون ويزرعون بؤر الفساد في كل شيء.. لا خوف ولا وجل من لومة لائم في الأرض.. ولا مراقبة للنفس الأمارة بالسوء في سلوكهم وأسقطوا بجبروتهم حسابهم الذي سينتظرهم في ذلك اليوم الذي سيقفون ضعفاء وأذلاء لا منقذ لهم ولا مساند يخفف عنهم عذاب الآخرة الذي لا محال ولا مفر منه هو الآخر.. تنتابنا هذه الأيام حالات الاستغراب من أولئك الذين يستغلون مواقعهم القيادية البارزة في السلطة.. فيمكنوا من أنفسهم في المواقع التي تدر الأموال الكبيرة ويقوموا بتسخير تلك السلطات ومساحات النفوذ للسيطرة على منابع ومنافذ ومصادر المال العام، بل أنهم يمدون نفوذهم وسلطاتهم للبسط على كل ما يخص البسطاء من الناس (ليكوشوا) ويتملكوا (بدون وجه حق) الحقوق العامة ومعها الحقوق الخاصة.

نحن لا نأتي بهذه الصورة البشعة لأصحاب النفوذ ونتائج أعمالهم الإجرامية من خارج المعاناة اليومية للناس.. ولكن من يمكن له أن يغفل أو يتغاضى عن ما يراه بالعين المجردة في الجزء المغلوب على أمره من الوطن وهو الجنوب وعدن بالذات.. فأصدق صورة تعكس لنا صدق ما نراه وما يجبرنا على القول بالفم المليان أن هناك فرقا وهناك تمايزا واختلالا بين شمال الوطن وجنوبه.. فتلك الصور التي تصدمنا هنا في عدن وفي المناسبات بالذات هي صور (إخواننا) الذين يفدون إلى عدن في الإجازات من المحافظات الشمالية.. فماذا نرى؟.. نرى صورا توجع القلب وتدمر الإحساس بالروابط الوحدوية بين الشمال والجنوب.. أفلا يؤلم رؤيتنا للسيارات الفارهة التي تملأ شوارع عدن يقودها (أطفال) المسئولين والقياديين من (إخواننا) أصحاب النفوذ والسلطة والسيطرة على مقدرات البلاد.. ثم كيف يرى ابن عدن والجنوب حاله وهو سائر على قدميه في شوارع عدن فتهدده السيارة الفارهة في سلامته وهو بعيد عنها وعلى الرصيف المخصص للمشاة؟.. ثم من منا سينكر أن أبناء عدن وأسرهم يفضلون قضاء الإجازات (محبوسين) في منازلهم أضمن وأسلم لهم من الذهاب إلى ساحات الترفيه والترويح عن النفس تجنبا لما يرونه من صور لا تعرفها ولم تواجهها الأسر العدنية في حياتها!.

لا أخفي عليك عزيزي القارئ.. إنني قد دخلت في جدل مباشر مع أحدهم قال لي ذلك الذي تشع منه صور الترفع والتمايز ونشر روائحها النافرة في محيط وقفتي معه قال: لماذا تشعرون بأن هناك فوارقا بيننا؟.. فقلت له: إنها ورب العرش لمصيبة إذا كنت وأمثالك مازلتم لا تشعرون بهذه الفوارق.. فما هي وظيفتك (مثلا) وأنت (كما أعرف) مدير قسم لا غير ومعك كل هذه الإمكانيات.. ولكن ألا ترى أن محدثك وأمثاله الذين لا يحصون، درجاتهم لا تقل عن مدراء عموم، وربما إذا وجد الإنصاف هم بدرجات الوزراء ونوابهم..

كيف ترى حالهم؟.. هل يملكون واحدا في المائة مما تملكونه وأنتم أقل وأدنى درجة ومستوى تعليميا؟!.

وحذار الاعتقاد أنني أحدثك عن حالات محدودة من الكوادر التي تم (رفسها) عن الخدمة، وأيضا الكوادر التي انتمت (قسرا) لحزب خليك في البيت من أبناء عدن والجنوب.. أما ما تبقى من الكوادر الجنوبية الذين مازالوا على ذمة الخدمة شكلا وبدون مضمون هي الحقيقة الدامغة والصادقة لحالات التباين والتمايز بين الشمالي والجنوبي.. مع كل هذا الغبن والظلم والقسوة التي تمارس بحقنا فنحن مازلنا في أنظاركم انفصاليين مشاغبين.. إطلاقا أيها (الأخ) الذي تسعى جاهدا مع أمثالك لتكريس سير أمور البلاد نحو التشطير.. فأنتم رجالات ودعائم الانفصالية.. والله على ما أقول شهيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى