الملعب الرياضي .. التلال الـ (هايل) ضاع!!

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> عندما ترأس الأستاذ رشاد هايل نادي التلال كان النادي يعاني من فقدان توازن وفراغ قيادي وإداري وفني، وعدم استقرار، بل نقمة جماهيرية تجاه من أوصل النادي الكبير إلى حالة التشتت والتوهان.

وشهد النادي تحت رئاسة رشاد هايل استقرارا وانتعاشة كبيرة في كل الجوانب والألعاب ماليا وإداريا وفنيا وجماهيريا.. وفي عهده عاد التلال تلالا، كما كان زمان فريق البطولات والأحلام منافسا قويا في كل المسابقات والميادين، وعادت جماهيرالتلال الغفيرة تملأ الملاعب، وتهز المدرجات، وتصدح بأحلى الأناشيد وأجمل الألحان وأقوى الأهازيج.

وحقق العميد إنجازا أشبه بالحلم انتظرته جماهيره زمنا طويلا، وفاز ببطولته المفضلة الدوري العام لكرة القدم موسم 2004 - 2005م بعد سنوات عجاف امتدت ما يقارب 15عاما.. وأصبح التلال وفي فترة قصيرة وقياسية (هائلا).. وكان يمكن أن يستمر رشاد هايل رئيسا للتلال ويستمر النادي العريق في الريادة التي يستحقها وفي الطليعة التي يعشقها.. محتلا المكانة التي تليق بتاريخه وعراقته.. ويبقى سائرا بثقة على درب الإنجازات والانتصارات التي أدمنها، وإلى منصات التتويج التي طالما اعتلاها.

كما يمكن أن يصير التلال أكثر من (هايل).. ويبقى مستقرا ومتألقا وعاليا، لو ظل رشاد هايل على رئاسته فترة أطول لا سيما وأن الرجل كانت لديه خطط وأفكار مستقبليه لتحويل التلال إلى مؤسسة رياضية رائدة واستثمارية ناجحة، بحيث يصرف على نفسه بنفسه ويغطي تكاليف تشغيله وألعابه من موارده الذاتية دون الحاجة إلى أحد أو مد يده إلى أحد أو الاعتماد على (فلان) أو (علان).. لكن بعض التلاليين الذين لا يعجبهم العجب أو الذين يعشقون التلال على طريقة (من الحب ما قتل)، أو الذين لا يطيب له العيش والظهور والتكاثر إلا في ظل أزمات التلال كانوا السبب في تطفيش رشاد هايل واعتذاره عن عدم الاستمرار بعضهم بقصد وبعضهم بدون قصد، بل إن بعض المحسوبين على التلال، حينما لم يجدوا عيبا في الرجل الذي نجح في قيادة التلال وقيادة مجلس إدارة متجانس، وأعاد للتلال هيبته وبريقه وتألقه وبطولاته وجماهيريته أيضا..لم يجدوا ما ينتقدوا به الرجل سوى أنه ليس تلاليا، مع إننا نكاد نجزم أنه أحب التلال وخدمه وأخلص له، وربما مازال يحبه أكثر من بعض المحسوبين على التلال والمتبجحين بالانتماء إليه، والمتمصلحين بإسمه.

ولو حسبناها بميزان (الفائدة) و (الخسارة) سنجد أن رشاد هايل قدم للتلال الكثير من جهده ووقته وماله وأفكاره ولم يستفد شيئا.. والرجل لم يمن أبدا على التلال ولم يتبجح يوما بأنه قدم وأعطى وبذل، بل على العكس يعتبر الفترة التي قضاها في رئاسة النادي من أفضل وأجمل فترات حياته رغم أنه لم يكن قبلا قريبا بما فيه الكفاية من الرياضة وميادينها.

أدرك أن نادي التلال (الكيان) أكبر وأعظم من كل الأشخاص، وأن الأفراد مهما كانوا زائلون ويبقى التلال كيانا لايزول..لكن كل كيان مهما كان كبيرا وعريقا بحاجة إلى (رأس) و (قيادة) والحفاظ على العراقة والريادة والمكانة لابد لها من رجال مناسبين في الوقت المناسب وفي المكان المناسب.

قد يكون عهد الأستاذ رشاد هايل في رئاسة التلال أصبح بالنسبة للبعض وله مجرد ماض جميل، لكنه بالتأكيد تاريخ لا يمحى ولن يمحى من سجلات الرياضة اليمنية، ومن صفحات الفترات الجميلة والزاهية لنادي التلال.

وما دعانا للتذكير بعهد رشاد هايل هو حالة التوهان والتشتت التي عاد إليها النادي العريق على الرغم من أنه يلقى من الدعم المادي والمعنوي والرسمي والشعبي والمحلي ما لا تلقاه أندية كبيرة غيره.

هل يمكن أن يتصور أحد أن يصل التلال إلى درجة أنه يطالب بتأجيل مبارياته في الدوري العام لكرة القدم لأنه لا يملك حارس مرمى (ثالثا)!.. ياه.. إلى هذه الحالة وصل (العميد)؟!.. هذا ليس التلال!! ولا يمكن أن يكون التلال مع قناعتنا وتأكيدنا على أن الكبير يمكن أن يضعف .. يسقط ، لكنه لا يموت.. ولابد أن ينهض إلا أن الكبير بحاجة إلى كبير يقوده..والنهوض بحاجة إلى رجال مع احترامنا وتقديرنا للرجال المحترمين المخلصين والصامدين في قيادة نادي التلال الحالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى