الصناديق.. شمعة واحدة تكفي!!

> علي عمر الهيج:

> الحديث عن الصناديق والنخبة والاقتراع لم يعد يوصل للناس بأن ثمة شيئا جديدا قادما يرفع عنهم هذه الاحتراقات والنيران اليومية، التي طالت الموظف والطالب والمعلم والصحفي والمرأة والطفل والمسن والمتقاعد.

ثم إن هذه الصناديق أقفالها معروفة مسبقا ومفاتيحها محددة سلفا، وهي بحوزة الوطنيين الجدد من الغالبية الذين يكرهون المنافسة النظيفة والحوار الهادئ والرؤية السليمة, الانتخابات ليست نشرة أخبار مطرزة بالتقارير وأحجار الأساس يتلوها علينا الإعلام الرسمي مع كل صباح ومساء .. كما أنها ليست حفلة أو مهرجانا موسميا ترتفع فيه الأناشيد الوطنية والرقصات والبرع والتغني بالإنجازات .. الانتخابات مشروع وطني كبير صادق ينبغي أن تجتمع فيه كل العقليات والأفكار والرؤى لمصلحة الوطن والناس والتنمية. وإذا لم تشع من جوانبه أضواء حقيقية للعمل والتفاعل والبناء والمشاركة الواسعة والسير على خطوط النظام والدستور والقوانين وروح المبادرات السلمية الهادئة.. إذا لم يلحظ هذا فالأجدر الاجتهاد بصياغة أخرى أكثر شجاعة كالتعيين المركزي، و(مشي حالك..) (ابتسم أنت في اليمن..) فلا داعي للكذب ومغالطة الناس بالشفافية وغيرها من مصطلحات الديمقراطية المقتبسة من قاموس (الحريات).

نحن بلد نام صغير.. لدينا وطن مثقل بالمتاعب والأحزان والاختلالات بسبب النظرة القاصرة في هامس الحرية، ومطالب الناس التي ابتلعتها الوعود والتصريحات الثائرة.

هناك مشروع وطني ضخم أمامنا يفترش الساحات والمدن والمحافظات الشرقية.. هناك أناس شباب وطلاب ونشطاء مسالمون يجولون الوطن، رافعين رايات الصلاح والحوار والمواطنة .. فيما مالكو الصناديق يحتضنون صناديقهم الممتلئة بالمصالح غير النبيلة غير مكترثين لتلك الحناجر الطيبة التي بحت من الصياح وهي تطالب بالشيء اليسير من المسؤولية والانضباط والقانون والمواطنة والتعقل.

الأزمة الحقيقية اليوم ليست في نجاح الانتخابات أو تعثرها.. الأزمة والكارثة الحقيقية هي عدم الاعتراف والالتقاف إلى هذا الحراك الواسع في المحافظات الشرقية، واعتبار كل ذلك مجرد تخريب من بعض العقول الانفصالية.

الكارثة الحقيقية هي عدم الاعتراف بتلك الجموع الواسعة التي تطوف الوطن يوميا بحثا عن الرغيف والأمان والمواطنة والعدالة.. كما أن الاستقرار والسلام ليسا صندوقا انتخابيا يفتقد الكثير من الانضباط والشفافية، وهو يلوك يوميا مصلحة الوطن العليا.. الاستقرار الحقيقي هو الوقوف بمسئولية ووطنية وانضباط أمام حركة الشارع التي ترفع رايات الحوار الهادئ ومعالجة قضاياهم ومطالبهم .. عندها فقط يمكن للناس أن يهرولوا بحب نحو الصناديق ابتغاء لإطلالات تنموية جديدة، أو حتى شمعة واحدة تكفي.

العقول النظيفة تشع أمامنا لخدمة القضايا الوطنية .. والعالم الحر يتحرك أمامنا ويرقب .. فهل من اتعاظ ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى