مصارحة حـرة .. قطبا (الرّمة)

> محمد العولقي:

> إنها الحقيقة بعظمها وشحمها ولحمها.. قطبا الكرة العدنية ضخا في مصرف دوري النخبة أهدافا بالجملة حركت السوق الراكد قليلا..لكنها أصبحت (مشكلة) لعشاقهما وللعشاق الذين تأثروا بحكاية العشق بين قيس بن الملوح وليلى العامرية تماما مثلما أن (الدولار) أصبح مشكلة للآخرين بعد انهيار بورصات العالم.

والحق يقال:«الفريقان العدنيان ركبا (موجة) الفضائح بعد (العشرة) التاريخية التي توزعت بين التلال (اللايص) والوحدة (الهايص) وبالتساوي..وعليهما الآن أن يجهزا (خشبة) المسرح العدني تحسبا للقاء (الإخوة الأعداء) الذي سيحمل قمة بلا طعم ولا لون ولا رائحة عنوانها (عمياء تخضب مجنونة).

عاد (التلال) من صنعاء يجر أذيال الخيبة التي حصدها فريقه (التعبان)..ومثله ركب (الوحدة) باصه وعاد تحت جنح الظلام خوفا من ردود أفعال الخمسة القاتلة.

المريب أن الإداريين في الناديين ممن تعودوا على النفخ في الكير التزموا الصمت ربما لأنه من ذهب عيار أهلاوي وشعباوي.. وأحيانا سلوك ديمقراطي يكيد العذال .. أما فرسان (التصريحات) و(التبريرات) فقد اكتفوا هذه المرة بالنوم باعتبار نوم الظالم عبادة.. وبعد أن طحن الغريمان (البليدان) طحينهما، ونشرا غسيلهما على حبال قلة الحيلة..فإنه لم يعد أمامهما سوى فتح (سرادق) العزاء عندما يلتقيان ليرقصا على (جثث) خماسيات الرعب والذهول..الغريب أن (قطبي عدن) لم يسبق لهما وأن تضامنا ولم يسبق لهما أن أبديا إعجابا بأغنية (الصلح خير) لنادية مصطفى..لكنهما الآن تضامنا على حرق أعصاب جماهيرهما حتى وإن كانت النتائج العامة في قالب (كوميدي) يذكر بالصعيدي الذي سمع آخر يقول:«خبطته عربية وبعدين طلعت روحه».. فكان أن تعجب الصعيدي وهو يسأل: «ومات؟» على حد تعبير الصعايدة الذين وصلوا.

لم يعد هناك فارق بين لاعبي التلال والوحدة كلهم يرفعون الضغط ويثيرون (الحموضة) والاقتراب منهم هذه الأيام خطر على الجهاز الدوري..فكيف سيكون حال (المتاعيس) عندما يلتقون في غياب (العروس والعريس)..أتصور أن حال الفريقين سيكون قريبا من فرسان مسرحية (باي باي لندن).

وقد تمتد (هدنة) التضامن بين الفريقين وتصل إلى «شاطئ المساواة في الظلم عدالة» بمعنى (زيرو) للتلال ومثله للوحدة، ولا عزاء للمتعصبين الذين انتقلوا على حين غفلة من حارس (القات) من المدرجات إلى (المقصورة) ليتواصل مهرجان (ذر الرماد) في العيون على إيقاع مباريات لا علاقة لها بكرة القدم.

في تصوري أن مباراة (الرّمة) بين الفريقين (المترنحين) لن تخرج عن سيناريو«إذا فاتت الكرة لا تفوت الرجل» .. وإذا حدث وأن سجل أحد اللاعبين عن طريق نيران صديقة فإنه سيصرخ أمام مقصورة «المتعصبين» :«أنا ثور الله في برسيمه!».

اللاعبون في مأمن من (طرشان) الأيدي فمباراة (الرّمة) ستكون هادئة في أجواء باردة..فبعد أن أرتدت (الطماطم) الفاسدة الكعب العالي فإن لا طريقة لتعبر الجماهير عن سخطها من (مقالب) الأحمر والأخضر أفضل من ضرب الأخماس التي يعشقها كومبارس القطبين في الأسداس التي يقال إنها قادمة وإن المسألة مسألة وقت بعدها فليقل كل تلالي ووحداوي غيور على تسريحة شعره:«حسبي الله ونعم الوكيل عليه العوض ومنه العوض».

وأختتم عمودي بتحذير مجاني (لوجه الله) إلى ضعفاء القلوب وإلى من يمتلكون خلايا مشاعر لا علاقة لها بتراجع أسعار الحديد قاطعوا مباراة الرّمة إذا لم يكن من باب التذكير بأن العمر (مش بعزقة) فعلى الأقل لتجنب أهلك وذويك تداعيات (الحانوتي) الذي يطلب هذه الأيام ما لا تطيقه استراتيجية (الجيوب).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى