المخيم الجراحي الـ(29) والثالث لمؤسسة طيبة بعدن.. فرج يزرع الابتسامة في قلوب مرضى بعد معاناة

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
جمعهم هم واحد هو المرض وتعددت المعاناة في طلب العلاج الذي غالبا ما يصطدم بسوء الحال وشح المال، فأصبح المريض على فراش الموت ينتظر فرج الأزمات المالية ليزيح هم المعاناة، غير أن رحمة الله بالعباد تسخر الأيادي الطيبة لتمسح من على قلوب المرضى هما كبيرا رافقهم أياما وشهورا ولربما سنين.

وما مخيم طيبة الجراحي الثالث إلا أحد أسباب القدر الإلهي، فهاهي مؤسسة طيبة الخيرية تنفذ مخيمها الجراحي في مستشفى الجمهورية بعدن وتنجز فيه عمليات نوعية وصلت إلى مايقارب 180عملية جراحية حتى صباح أمس، نفذت من قبل طاقم طبي متخصص من المملكة العربية السعودية.. فماذا قدم المخيم الثالث لأبناء عدن والوافدين من المحافظات المجاورة أطفالا ونساء ورجالا من علاج؟

> حين سمع صادق عبده علي، بقدوم المخيم لم يتخلف عن التسجيل والحضور، وبعد عام من المعاناة والشعور بالمرارة بالأمس كان يستلقي على أحد أسرة مستشفى الجمهورية وقد انزاح عنه هم تلكم الأيام القاسية.

أجريت له العملية على يد الطاقم السعودي المتخصص وتخلص من حصوة في كليته لازمته لأكثر من عام وكان يرجع سر ذلك الصبر إلى قلة الحيلة، فصادق كان يعلم أن عمل منظار يحتاج 80 ألف ريال وإجراء العملية يكلف 50 ألف ريال ناهيك عن مصاريف أخرى تقصم الظهر.

بيد أن سماعه بالمخيم لم يكن السبب الوحيد الذي جعله يهرول إليه بحثا عن العلاج، لكن زيارة صديق له في وقت سابق للمخيم الثاني وخضوعه للعلاج فيه وتحسن حالته الصحية بعد أن من الله عليه بالشفاء جعله يترقب قدوم المخيم الثالث ليهرع إليه داعيا الله أن يكتب له ولغيره من أبناء المحافظة القادمين إلى المخيم للعلاج أن يمن عليهم بالشفاء، ويرفع عنه معاناة المرض التي يرى ابن عمه عزيز عبده أحمد، أنها قد زالت بفضل الله والأيادي البيضاء في مخيم طيبة الجراحي، دون أن يدفعوا فلسا واحدا مقابل ذلك.

وقال: «نحن نشكر البعثه الطيبة والمؤسسة بكل كوادرها، فالعملية تمت لصادق والحمد لله وكل تكاليفنا وصلت إلى 40 ألف فقط، فالعملية مجانية ونشكرهم عليها».

> مريم باسل، التى لم يمض على ولادتها سوى عامين وشهرين كانت قد أجريت لها عملية ناجحة يوم السبت 22/11 بعد فحوصات وكلفها ذلك 2700 ريال فقط، ومن الله عليه بالشفاء بعد أن أزيح عنها شبح الأصبع الزائدة.

> أما الطفلة غالية خالد، التي قدمت من مودية (الجرشاء) يوم الخميس 20/11 وأجريت لها عملية يوم السبت 22/11، فعائلتها كانت ماتزال تبحث عن مصدر للفرج، وكانت رحمة الله بها حاضرة حينما توافق موعد إجراء عملية لها مع فترة وجود المخيم الجراحي الخيري بعد أن خسرت عائلتها مايزيد على 100ألف في العام الماضي على عمليتها الأولى فكان موعد العودة رحمة من الله تعالى من بها عليها وعلى ذويها.

فقبل هذا الموعد من العملية كانت العائلة تبحث هنا وهناك عن معين، وكانت تأمل بتقديم التقرير الطبي للطفلة المريضة إلى المجلس المحلي عله يخرجها من مأزق ضيق الحال بتوفير منحة علاجية للطفلة.

> بعد جولة في غرف المرضى وغرف العمليات حيث كان الأطباء يعملون بهمة ونشاط وبروح يملؤها الشعور بالمسئولية وحب العمل الخيري، كانت لنا وقفة مع الأستاذ عبدالرحمن خرد، مدير المكتب التنفيذي بمؤسسة طيبة الخيرية جرى خلالها الحديث عن الدور الذي قام به المخيم والمعوقات التي واجهته، فقال: «المرحلة الأولى كانت هي مرحلة التسجيل والمعاينة والفرز وتم فرز قرابة 2000 حالة من 15نوفمبر وحتى 18نوفمبر وسجلت 2500 واختيرت 400 حالة في جراحة العيون والمسالك البولية والأذن والحروق والتجميل».

وأضاف: “وأكثر العمليات تمت في العيون لأن عددها كبير في إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات وكانت من 19- 21 نوفمبر وإجماليها 99عملية حتى اليوم (الأحد 23/11) والأطفال في المرحلة الثانية 35عملية ثم جراحة الحروق والتجميل 30 عملية، ثم الحروق والتجميل 22 عملية، ثم الأذن والأنف 7 أمس، واليوم 10 لأنها تأخذ وقتا».

وفيما يتعلق بالمرضى من الأطفال، قال: «بالنسبة للأطفال فالعمليات مفتوحة فأحيانا تتداخل التخصصات فأشياء تكون باطنية أو غيرها لكنها بالمجمل مسئولية كاملة لجراحي الأطفال وهناك حالات محددة تحتاج إلى منظار لأن المستشفى هنا ليس به المنظار».

وعن المعوقات قال: «المخيم في مستشفيين وكانت النظافة والمكان الصغير سببا في تقليل المشكلات والعوائق في مستشفى 22 مايو بخلاف الجمهورية، نظرا لأنه قديم وإمكانات الأجهزة والإمكانات المادية علها سبب آخر، وبالتالي هناك عمليات ألغيت بعضها بسبب الإمكانات وبسبب مناظير الأطفال غير المتوفرة وندرة في التخصصات فالكادر محدود خاصة في مرحلة المعاينة حيث إن المعاينة على الكادر اليمني ومن جانبنا كان الطبيب الاستشاري المختص في المسالك البولية جاءه ظرف طارئ وللأسف ألغيت كثير من العمليات، أما مشكلات التنظيم والترتيب فتحل في الإطار الودي بلاشك».

وقال:«إن المخيم موزع على مستشفيي 22 مايو والجهورية، في الجمهورية جراحة المسالك البولية والأنف والأذن والأطفال وأما مايو العيون والحروق والتجميل وعدد العمليات المستهدفة 500عملية.

وحتى اليوم (أمس الأحد) أنجزنا قرابة 180 عملية ونحن نبحث عن عمليات نوعية تستدعي أن يقوم بها الاستشاريون حتى اليمنيون ، ومجموعة وصلت الجمعة ومجموعة ستصل غدا (اليوم الإثنين 24/11) وهم استشاريو الأطفال».

وأضاف:«هذا المخيم 29 قبله 28 وإجمالي العمليات المنفذة 17000 في المخيمات فقط ولدينا برنامج جراحة القلب المفتوح بصنعاء وبرنامج الطبيب الزائر على مستوى الجمهورية من محافظة لأخرى وفي أكثر من تخصص ومراكز الحروق بصنعاء بالجمهوري وهو مركز متكامل كأول مركز نوعي بكل عمليات التجميل على مستوى الجمهورية، ونأمل أن يخرج هذا المخيم بمخرجاته ويحقق أهدافه، كما نأمل أن نزور عدن كل عامين ونشكر الجانب الإداري وقبله قيادة المحافظة».

> أما الوكيل المساعد لمحافظة عدن أحمد الضلاعي، فقال: «نشاط طيبة شمل معظم محافظات الجمهورية - وجزاهم الله خيرا- والعلاقه اليمنية السعودية علاقة أخوية متميزة، ونحن سعداء بهم في قطاع صحي أواقتصادي أو جامعي، واليمن والمملكة على قارب واحد في مواجهه كل التحديات

وما هذا الجهد الطيب إلا ثمرة من ثمار العلاقه الطيبة وكلمة الشكر لا تفي بحقهم ونسأل الله أن يبارك فيهم ويجزيهم خيرا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى