> حسين حاجي :
ربما تبدو أعمال القرصنة في مياه خليج عدن مقدمة لذرائع التدخل في شؤون المنطقة، مثل هذه النظرة الاستباقية للأمور تدعمها وقائع وأحداث تاريخية عدة ارتبط مقدماتها بمثل هذه النذر التي قد لا يعيرها البعض أهمية كبيرة، رغم أن أعمال القرصنة في مياه الخليج والمحيط تلحق ضرراً شديداً بالجوار الإقليمي للصومال وتحديداً اليمن الذي أبلى بلاء حسنا في أزمتنا الصومالية منذ سقوط الدولة في عام 1991م وهو السقوط المرتبط أيضا بحساب وسوء ظن وتدخلات خارجية وإقليمية أدت في نهاية المطاف إلى صومال ممزق وغير آمن ولا مستقر.. وما القرصنة التي نشاهد أعمالها الخيالية إلا جزء من أزمة الصومال أو هي من نسيج الأزمة الصومالية التي طال أمدها، فهل ياترى المعالجات المتخذة بهذا الصدد والاستعانة بالدول الأوروبية تمثل حلاً جذريا للمشكلة ..؟ في تقديرنا إن مثل هذه المسكنات لا تحل المشكلة، فالقراصنة الذين لهم امتداد إلى داخل الأراضي الصومالية ليسوا نبتة بحرية، كما يعتقد أو يصور البعض، ما يجعل الحل مرهونا بحل أزمة الصومال وتدعيم دولته التي هي كفيلة ببعث الأمن والاستقرار وإنهاء الوضع برمته، ولا ننسى حقيقة من يدعمون هذا الاتجاه كي يغدو مع الزمن سببا وجيها للتدخل السافر في شؤون المنطقة وبسط النفوذ على أهم الممرات المائية .. فالأمر لا يمكن استبعاده بدليل أن القراصنة الذين يعملون اليوم على خلق وضع غير مستقر، وإلحاق الأذى بالسفن التي تمر بهذه الطريق البحرية شديد الأهمية، والذي ينبغي أن يكون آمنا.. بدليل إن القراصنة يمتلكون تجهيزات حديثة، بل إن بعضهم عاد من بعض الدول الأوروبية خصيصا لحماية أعمال القرصنة التي قد تؤدي على المدى القريب إلى تحقيق مآرب من نظنهم وراء ظهور أعمال القرصنة الراهنة في خليج عدن ومياه المحيط الهندي .
وعمليا لا يمكن التعويل على نتائج الحماية لهذا الممر المائي من الدول الأوروبية إذا لم تكن دول الجوار الإقليمي فاعلة في تلك الحماية .. كما إن بقاء الصومال منسيا في تلك الزاوية الجغرافية التي تربط آسيا بأفريقيا .. لا يوفر ظروفا وعوامل آمنة لا تنشط فيها مثل هذه العصابات وأخرى لاتقل خطورة عنها، إلى جانب أن أعمال قرصنة أشد ضرراً وخطورة وتلحق الأذى بثروتنا المائية تجري على قدم وساق منذ زمن بعيد في مياهنا، سفن تجرف الأعماق وتمارس عبثها الماحق إلا إن هذه القرصنة للأسف لا تذكر رغم خطورتها البالغة.. فسقوط الدولة لا شك شرع لمثل هذا النهب وتلك الأعمال المشينة والأدهى أن الوضع برمته قابل للمزيد من التعقيد والتداخل وتزاحم أفراد العصابات التي تنفذ مآربها ومآرب غيرها طالما والوضع مفتوح على مثل هذه الخيارات التي أحلاها مر .
فهل نعي ما يجري بتقديرات واقعية ومسؤولية ومعالجـــات تشــارك فيها دول الجوار الصومـــالي المتضررة من بقاء الأزمة الصومالية على هذا النحو المؤسف؟!
* نائب القنصل الصومالي بعدن
وعمليا لا يمكن التعويل على نتائج الحماية لهذا الممر المائي من الدول الأوروبية إذا لم تكن دول الجوار الإقليمي فاعلة في تلك الحماية .. كما إن بقاء الصومال منسيا في تلك الزاوية الجغرافية التي تربط آسيا بأفريقيا .. لا يوفر ظروفا وعوامل آمنة لا تنشط فيها مثل هذه العصابات وأخرى لاتقل خطورة عنها، إلى جانب أن أعمال قرصنة أشد ضرراً وخطورة وتلحق الأذى بثروتنا المائية تجري على قدم وساق منذ زمن بعيد في مياهنا، سفن تجرف الأعماق وتمارس عبثها الماحق إلا إن هذه القرصنة للأسف لا تذكر رغم خطورتها البالغة.. فسقوط الدولة لا شك شرع لمثل هذا النهب وتلك الأعمال المشينة والأدهى أن الوضع برمته قابل للمزيد من التعقيد والتداخل وتزاحم أفراد العصابات التي تنفذ مآربها ومآرب غيرها طالما والوضع مفتوح على مثل هذه الخيارات التي أحلاها مر .
فهل نعي ما يجري بتقديرات واقعية ومسؤولية ومعالجـــات تشــارك فيها دول الجوار الصومـــالي المتضررة من بقاء الأزمة الصومالية على هذا النحو المؤسف؟!
* نائب القنصل الصومالي بعدن