صحيفة «الأيام» والناس !!

> عبدالرحمن خبارة:

> تسير بالسيارة من عدن إلى صنعاء أو العكس أو من عدن إلى المكلا .. في كل منعطف وكل مدينة تقع على الطريق تجد بائعي الصحف وكأنهم على اتفاق، يحتضنون حزمة من الصحف في أيديهم اليسرى وعلى صدورهم، وفي أيديهم اليمنى يستعرضون للقارئ صحيفة «الأيام» الغراء.

> في الضالع وفي يريم وذمار سألت عددا من بائعي الصحف، لماذا تستعرضون صحيفة «الأيام» بالذات؟ قال لي بائع في الضالع: «لأنها الصحيفة التي تباع بسرعة، مقارنة مع الصحف الأخرى»، وفي يريم تحدث البائع: «أستعرضها للقارئ لأضمن لقمة العيش اليومي، فهي أكثر الصحف قبولا عند الناس».

وفي ذمار أجاب بائع الصحف: «أنا لا أعرف القراءة والكتابة، وسؤالك وجهته لأخي المدرس فقال :لأن «الأيام» هي الصحيفة اليومية التي تغطي الأحداث في كل اليمن، وأنها صحيفة محترمة تتناول قضايا وهموم المجتمع اليمني بصدق وأمانة».. هذا على المستوى الداخلي.

> وفي الخارج قال لي ماريوف فان سيمون الصحفي في صحيفة «ليموند» الفرنسية: «هي صحيفة محترمة لا في فرنسا وحدها، وإنما في سائر البلدان الأوروبية والبلدان الناطقة بالفرنسية»، وهو يجيد اللغة العربية، وزار اليمن أكثر من مرة، وله صداقات مع بعض الصحفيين اليمنيين، وهو حديث له عدة سنوات وأذكره الآن في إطار الحملة الظالمة على «الأيام»، وأضاف: «أنا أستقي ما يدور في بلادكم يوميا عبر الانترنت من صحيفة «الأيام»، وهي صحيفة لبرالية ومعتدلة تصدر بتقنية عالية، وتمارس العمل الصحفي بكفاءة ومقدرة عالية، وفي تقديري أنها دعاية للنظام الحالي في اليمن بأن هناك حرية تعبير لاتوجد في كثير من الأقطار العربية باستثناء طبعا لبنان وإلى حد ما دولة الكويت».

> هذه شهادات أسوقها للقارئ، فما الذي يزعج نظامنا القائم من «الأيام»؟، و«الأيام» كما قال بحق رئيس التحرير الأستاذ هشام باشراحيل، في افتتاحية يوم السبت 15/11/2008م بأنها لاتصنع الأخبار، بل تلتقط من أحداث تمر بها اليمن بحيادية ومهنية، ونضيف عالية.

> تردد السلطة في أجهزة إعلامها وصحفها أن البلاد تسير في إطار التعددية والديمقراطية وحرية التعبير والنشر، فما أحوجنا إلى ربط الأقوال بالأفعال.

> هل الحملة على «الأيام» جزء من الحملة على الجنوب وأهله، لكون الناس هنا يطالبون بطرق مشروعة بحقوقهم المنهوبة ظلما وغدرا.

> ليس هناك طريق لليمن إلا بممارسة المساواة وتطبيق العدل، ورفع الظلم والحيف، وذلك من خلال الاعتراف بالقضية الجنوبية والدخول في مفاوضات مع الحزب الحاكم، ومن دون ذلك فاليمن ستواجه الكثير من الصعاب والأزمات، بل والكوارث.

> على السلطة أن تعي جيدا أننا في القرن الواحد والعشرين، لا ستينات ولا سبعينات القرن المنصرم، حيث سادت الشمولية والحكم الفردي، فبسبب ثورة الاتصالات- الثورة الثالثة- أصبح عالمنا بمثابة قرية واحدة، ويعيش في سياق تاريخي مختلف، وأن ممارسة القمع والغطرسة والهيمنة والتفرد أصبحت كل هذه المقولات في مزبلة التاريخ.

> تحية لـ«الأيام» المدرسة الصحفية الفريدة، ولهيئة تحريرها التقدم والازدهار..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى