رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
هذه الصورة التقطت للوفد اليمني برئاسة السيد وزير شؤون الهجرة والمغتربين وذلك أثناء زيارة الوفد لمدينة ديترويت في أمريكا الشمالية في رمضان 1382هـ ، الجالسون يتوسطهم وزير المغتربين السيد محمد مهيوب ثابت، وعن يمينه نائب وزير المغتربين السيد عبدالرحمن عبدالله الحكيمي، السيد محسن مسعد المريسي وعن يساره السيد محمد سعد القباطي الوزير المفوض في الجمهورية الصومالية والسيد صالح محمد الشغدري
هذه الصورة التقطت للوفد اليمني برئاسة السيد وزير شؤون الهجرة والمغتربين وذلك أثناء زيارة الوفد لمدينة ديترويت في أمريكا الشمالية في رمضان 1382هـ ، الجالسون يتوسطهم وزير المغتربين السيد محمد مهيوب ثابت، وعن يمينه نائب وزير المغتربين السيد عبدالرحمن عبدالله الحكيمي، السيد محسن مسعد المريسي وعن يساره السيد محمد سعد القباطي الوزير المفوض في الجمهورية الصومالية والسيد صالح محمد الشغدري
الأحكوم:جاء في الكتاب المرجعي (من أنساب عشائر محافظة تعز) للدكتور قائد محمد طربوش صـ 228 -249 أن «مديرية حيفان بمحافظة تعز تشمل:( الأثاور، الأحكوم، الأعبوس، الأعروق والأغابرة)».

من ضمن الإفادات التي وردت في سفر الدكتور طربوش أن «تسمية الأحكوم اشتقت من بني حكم العشيرة، وتعيش في الأحكوم عشائر مختلفة مثل بني الأشعري».

الأشاعر:

انتقل الأشاعر من تهامة إلى الأحكوم ومناطق أخرى من محافظة تعز ويتفرع الأشاعر في الأحكوم إلى:

1- الرميدة: الرمادي منهم الشيخ عبدالله علي الحكيمي شيخ الطريقة الصوفية وقائد حركة الأحرار اليمنيين ومؤسس جريدة «السلام» بكاردف في إنجلترا ومؤلف (دين الله واعد) وكتب أخرى، ومن الرميدة أحمد ملهي سعد.

2- البقيشة: وهو أخ الرمادي منهم الحاج سفيان مقبل نعمان ونعمان مقبل والحاج سلام غالب (والد الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي)، ومنهم الأساتذة عبده علي عثمان أستاذ جامعي ووزير سابق ومن أوائل الناشطين في حركة البعث ود. نبيل عبده علي عثمان.

3- الهساهيس (جمع هسوس) منهم سيف سعيد عثمان سعيد الهسوس وعبدالكريم سلطان عبدالكريم (عالم كيمياء في ألمانيا حسب رواية الأستاذ عبده علي عثمان).

عدن تفتح صدرها للأحكوم:

اتسع صدرعدن للعديد من الشخصيات البارزة المعروفة من الأحكوم أمثال الشيخ عبدالله علي الحكيمي (والد عبدالرحمن الحكيمي) والحاج سلام الحكيمي (والد الأستاذ السفير عبدالله سلام الحكيمي) وثابت عبده نعمان (والد الدكتور عبدالحافظ نعمان عضو القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي)، ومحمد عبده نعمان الشخصية الوطنية والنقابية والرياضية والمعروفة وأحد مؤسسي (حزب التجمع الوحدوي اليمني) مع عمر الجاوي والمهندس حسن الحريبي - سنأتي على تفاصيل ذلك لاحقا- ودرهم عبده نعمان رئيس الهيئة العامة للمناطق الحرة وعبدالله سعيد القاضي قاضي السلطنة الفضلية في منطقة الوضيع (والد الدكتور أحمد عبدالله القاضي عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للمناطق الحرة سابقا) وكان لهم حضور نوعي في مدينة عدن في مضامير شتى الحركة الوطنية والنقابية والتربوية والقضائية والصحفية والطباعة والتجارية أيضا، وعلي سبيل كان الحاج سلام غالب الحكيمي (والد الأستاذ السفير عبدالله سلام) صاحب مطعم مشهور في التواهي وأثبتت التجربة انتماءهم الصلب إلى المجتمع الحضري حتى اليوم.

الولادة والمنشأ:

عبدالرحمن عبدالله بن علي سعد أحمد الأشعري الحكيمي هو ثاني أبناء الشيخ الشهيد العلامة والحبر الفهامة عبدالله علي الحكيمي من مواليد الشمايتين عزلة الأحكوم قضاء الحجرية في 4 ذي القعدة 1345هـ الموافق 6 مايو 1937.

وفيها تلقى علوم في القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية، وواصل تعليمه في المدرسة والزاوية التي أسسها والده في عزلة الأحكوم عام 1359هـ 1940.

ورد في الموسوعة اليمنية الصادرة من مؤسسة العفيف المجلد الثاني (ص 1127) ترجمة الأستاذ عبدالرحمن الحكيمي التي أعدها الأستاذ أحمد شرف سعيد الحكيمي أن المغفور له بإذن الله الأستاذ عبدالرحمن الحكيمي انتقل إلى عدن وواصل دراسته في مدارسها وتتلمذ على أيدي علماء أجلاء من رجال الحركة الوطنية الذين كانوا يتولون التدريس على المدرسة والزاوية التي أسسها والده في مدينة الشيخ عثمان (قسم ج شارع رقم 2).

وكان من أبرز الشيوخ الأجلاء في تلك المدرسة والزاوية الشيخ عثمان عبدالله الأزهري الذي خاض مناظرة مشهورة في المدرسة مع الأستاذ عبدالمجيد محمد سعيد الأصنج (والد المناضل الوطني البارز عبدالله الأصنج) وكان محور المناظرة: (أيهما الأجدر بالصلاح الراعي أم الرعية) ورأي الشيخ الأزهري أن يكون الصلاح في الراعي بينما رأى الأستاذ الأصنج أن يكون الصلاح في الرعية، ومن ضمن الشباب الذين نشطوا في تجهيز القاعة للمناظرة حسين الحبيشي وعبدالباري قاسم صالح وعبدالله فاضل فارع. «فتاة الجزيرة» غطت أبز ماقيل في المناظرة.

عبدالرحمن الحكيمي هذا الشبل من ذاك الأسد:

عنى الشيخ عبدالله علي الحكيمي بإعداد ولده عبدالرحمن بتعليمه وتثقيفه والدفع به إلى ساحة العمل الوطني، وتولى الفقيد عبدالرحمن الحكيمي في الفترة من عام 1365هـ، 1946 حتى مطلع عام 1372هـ 1953 مهمة تأمين نقل الرسائل السرية المتبادلة بين والده ورجال الحركة في الداخل وطبع المنشورات الصادرة من الحركة في مطبعة والده (مطبعة السلام) بعدن التي أسسها عام 1948 وتوزيعها في القرى والنواحي والألوية وإيصالها إلى الأحرار في سجون الإمام عبر الخلايا السرية للحركة. (الموسوعة اليمنية مرجع سابق صـ 1173).

شهادة محمد عبدالواسع الأصبحي:

ورد في كتاب (تأبين الفقيد عبدالرحمن الحكيمي) صـ 31 الموضوع الموسوم (الحكيمي التواصل والاستمرار) للأستاذ محمد عبدالواسع حميد الأصبحي أنه تعرف على الفقيد عام 1953 عند استقبال والده في عدن القادم من بريطانيا بعد إغلاق جريدته «السلام» في كارديف. حط الأصبحي الرحال في عدن عام 1958، وزار الفقيد في منزله في الشيخ عثمان- وكان المنزل ملاذا للهاربين من سياط الإمام، وأضاف الأصبحي أن «عبدالرحمن الحكيمي كان عضوا بارزا في الاتحاد اليمني».

كما ورد في الموسوعة اليمنية (مرجع سابق- أحمد شرف سعيد الحكيمي) أن «عبدالرحمن الحكيمي لعب دورا كبيرا من خلال الاتحاد اليمني بعدن في قيادة النشاط الوطني والنقابي والاجتماعي والتربوي للاتحاد بين صفوف الشباب والعمل في النوادي والجمعيات الخيرية القروية، وفي التعبئة الوطنية وتنظيم إرسال البعثات الطلابية من أبناء اليمنيين لمواصلة دراساتهم في جامعات مصر والعراق وسوريا ليتواصل بذلك دوره بعد وفاة والده الشيخ عبدالله علي الحكيمي في عدن في 5 ذي الحجة 1373هـ 4 أغسطس 1954.

الحكيمي لايكون إلا في موقعه الطبيعي:

بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، (26 ربيع آخر 1382هـ) تم تعيين عبدالرحمن الحكيمي نائبا لوزير شؤون المغتربين (محمد مهيوب ثابت رحمه الله) وسافر ضمن وفد رسمي لزيارة المغتربين اليمنيين في عدد من دول أوربا وأمريكا، وأسهم بدوره الوطني في تعبئة طاقات المغتربين للإسهام في دعم جهود الثورة وفي الدفاع والبناء و التنمية، وحث عدد كبير من المغتربين اليمنيين على شراء أسهم البنك اليمني للإنشاء والتعمير (أول مؤسسة اقتصادية وطنية تنشأ بعد الثورة) (الموسوعة اليمنية- مرجع سابق).

بعد أقل من عامين قدم عبدالرحمن الحكيمي استقالته عام 1964 من مناصبه الرسمية وعاد إلى مدينة عدن ليدير (مطبعة السلام) التي أسسها والده عام 1948 في مدينة كارديف البريطانية وأصدر منها صحيفة «السلام» بعد فشل الثورة في نفس العام 1948.

كرس الفقيد الحكيمي حياته وطاقته واكتحلت عيناه بالسهر، امتدادا مع ساعات النهار، وهو يبحث ويوثق ويجمع الكثير من الأدبيات المتعلقة بالحركة الوطنية ودور روادها الأوائل الذين لايتكررون، ولن يجود الزمان بمثلهم، ونشر عبدالرحمن الحكيمي الكثير من نتائج تنقيباته وتمكن من إخراج الكتاب الأول (دعوة الأحرار) عام 1981 على نفقة وزارة الإعلام والثقافة بصنعاء، وكان والده الشيخ عبدالله علي الحكيمي قد بدأ بتأليفه ولم يكمله وهو في سجن عدن بعد عودته من بريطانيا عام 1953، وضمن نجله عبدالرحمن مذكراته (أي مذكرات الوالد الشيخ عبدالله) في الفترة التي قضاها في السجن واستأنف الحكم في نيروبي بكينيا الذي قضت ببراءته في قضية كيدية، كما أنجز الفقيد عبدالرحمن الحكيمي طبع المقالات التي نشرها والوثائق التي جمعها وأعدها في كتابين يتضمنان جزءا من تراث الحركة الوطنية من التاريخ الحديث للوطن.

وورد في كتاب (التأبين) المكرس للفقيد صـ 21 أنه فرغ من تجهيز الكتابين تمهيدا لتقديمهما للطبع إلا أن الظروف المادية حالت دون ذلك إلا أن آماله انتعشت بعد قيام دولة الوحدة وإمكانية طباعة هذين الكتابين، بالإضافة إلى كتابي (دين الله واحد) و(الأسئلة والأجوبة) اللذين ألفهما والده أثناء الفترة التي قضاها في بريطانيا بين العام 1936 والعام 1953 كرئيس للجمعية الإسلامية في بريطانيا وداعية إسلامي في أوربا ومناضل وطني في سبيل حرية الشعب وتقدم الوطن.

نشط عبدالرحمن الحكيمي- رحمه الله- في إطار اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين منذ تأسيسه عام 1971 وفي إطار مجلة الاتحاد «الحكمة»، كما أحسن عبدالرحمن الحكيمي اختيار إطاره الحزبي ضمن كوكبة من أشرف الرجال، يتقدمهم: محمد عبده نعمان وعمر عبدالله الجاوي والدكتور عبدالرحمن عبدالله (طريح الفراش ولا من أحد يسأل عنه و هو صاحب رصيد وطني وثقافي وصحافي ورياضي واجتماعي كبير) وخالد فضل منصور وعبدالعزيز طرموم والغسيل وغيرهم، وكان ذلك الإطار الحزبي هو (التجمع الوحدوي اليمني) الذي أعلن عنه في 6 جماد الآخر 1410هـ 4 يناير 1990.

عبدالرحمن الحكيمي في رحاب الخالدين

بدأت أعراض المرض الخبيث تستشري في يناير 1992 في جسم الفقيد، فأدخل المستشفى العسكري بصنعاء ونقل في فبراير 1992 إلى الأردن، حيث تم ترقيده في الغرفة رقم 14 بمستشفى مدينة الحسين الطبية بعمان، ولم يلح في الأفق أي مؤشر للتحسن فعاد إلى العاصمة صنعاء ولبى نداء ربه يوم 28 يوليو 1992.

ورد في كتاب (التأبين) المكرس للفقيد عبدالرحمن الحكيمي مقدمة في صفحتين للراحل الكبير عمر الجاوي عنوانها (الراحلون همو..) تحدث عن المشوار الكفاحي الطويل للفقيد الذي كان امتدادا لتاريخ والده الشيخ عبدالله علي الحكيمي، وأنه كان من مؤسسي اتحاد الأدباء ومن كتاب (الحكمة) وكتب في أغلب الصحف التي تصدر في عدن، وحضر الندوات والمحاضرات واللقاءات بصورة منتظمة. كما جاء في شهادة الجاوي للتاريخ «أن عبدالرحمن الحيكمي ليس مجرد مؤسس لحزب التجمع الوحدوي وإنما أحد القادة الذين اضطلعوا بدور كبير لمده بالكينونة والبقاء وبذل جهودا ومالا من أجل أن يستقيم التجمع..».

خلف عبدالرحمن الحكيمي وراءه سجلا ناصعا بالأعمال النافعة وقيما بلورية وولدين هما (عبدالله وأسامة) وست بنات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى