سبيت شاعر مسكون بنار مقدسة

> «الأيام» د. يحيى قاسم سهل:

> أصاب الزملاء في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع لحج في تسمية المهرجان الأول للثقافة والأدب بـ( دورة عبدالله هادي سبيت)، الذي أقيم في أواخر نوفمبر 2008 تحت شعار (من أجل تعزيز دور الثقافة والأدب في ربوع يمننا الحبيب).

ويستحق عبدالله هادي سبيت أكثر من ذلك بكثير، لإسهامه الكبير في المشهد السياسي والثقافي في اليمن، ولن أضيف جديدا إذا ما عددت إسهامات سبيت في النضال الوطني والقومي، أما مكانته كشاعر غنائي، فالجميع يعرفون ذلك كما يعرفون أسماءهم.

وذكرت أن تسمية الدورة الأولى لمهرجان الثقافة والأدب في لحج كانت عين الصواب، لأننا بحاجة ماسة للدخول إلى عوالم سبيت وروافده وأنساقه الجمالية والفنية وإضافاته للمشهد الثقافي والأدب بكافة فنونه وأجناسه، وحتى سبيت الفقيه في مسجد الخير في الشيخ عثمان بعد تركه منصب وكيل الزراعة في لحج، لا نعلم عنه إلا هذه الجملة المذكورة.

ومن نافل القول، أن سبيتا كفقيه للمسجد قد ترك مجموعة من الدروس والخطب، لأن اختياره المسجد لم يكن اعتباطا أو صدفة، فالرجل يبحث عن منبر ليقدم مشروعه، وفي تلك الظروف - مستعمر في عدن وسلطنة في لحج- كان المسجد هو المؤهل لتقديم خطابه.

أقول ذلك لأن المادة المتوفرة عن سبيت لا ترقى البتة إلى حجمه والمكانة التي يحتلها في حياتنا بكل نسيجها.

والمؤسف، أن المادة المكتوبة على ندرتها تختلف في يوم ميلاده، ففي موسوعة «شعر الغناء اليمني في القرن العشرين» من مواليد (1921)، وفي كتاب التأبين (1918) وكذلك تذكر الموسوعة (55) نصا غنائيا لسبيت، وكتاب التأبين (91)، وبالرغم من أهمية الأوراق التي قدمت في هذه الدورة وتقديرنا لأصحابها، وكذلك الفعاليات التي أقامها فرع لحج لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في مقرة وخارجه، و جلها كرست للحاضر أبدا عبدالله هادي سبيت، فإنها لن تكون إلا (خميرة) للولوج في فضاءات سبيت الثرية ثراء حياته ذاتها.

ويكفي الإشارة إلى أنه من بين (91) نصا غنائيا التي كتبها، لحّن (71) منها.. لذلك يستحق سبيت دورة تخصص لدراسة هذه الألحان الـ (71) موسيقيا.

وإذا كان الختام لابد منه، فأختم بإحدى روائع سبيت التي كانت تطرب والدي في أواخر أيامه التي تجاوزت المئة بأربعة أعوام رحمهما الله جميعا:
(ساعة تلاقينا)

ساعة تلاقينا
وجت يده على يدي

فيسع تصافينا
ولا عنده ولا عندي

والقلب كم جفجف
والجفن كم رفرف

من حين ما شرّف

وحط يده على يدي

ودق القلب له لحنين

ورحب به ملا الجنبين

وضاع الليل في ليلين

قسمهم مفرقه نصين

ذلك هو سبيت الصوفي والشاعر المسكون بنار إلهية مقدسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى