30 نوفمبر.. الذكرى والذاكرة

> د.صالح يحيى سعيد:

> لم يأت أو يتحقق نصر الثلاثين من نوفمبر 1967 المجيد صدفة أو بسهولة، ولكنه أتى بعد معاناة الجماهير وتضحيات المناضلين والتنظيم السياسي الفدائي المحكم الذي قامت به الجبهة القومية وسائر الفصائل والشخصيات والفئات الوطنية والاجتماعية الأخرى، وفي هذه المناسبة العزيزة على الجميع، نود الإشارة وباختصار إلى بعض المسائل المهمة، ليس من باب الذكرى فحسب، ولكن لتجسيدها في الذاكرة أيضا، فالذكرى تنفع المؤمنين.

إن إرادة الشعوب هي الأقوى والمنتصرة أبدا ودوما، والدليل على ذلك أن شعبنا قد انتصر على الإمبراطورية البريطانية رغم إمكانياته البشرية والمادية المتواضعة.

وإذا كان شعبنا وثورته الأكتوبرية قد مرا بعدد من الصراعات الدموية والسياسية نتيجة لعوامل داخلية وخارجية، فإنه يجب الاستفادة، وعدم تكرار أية سلبيات حصلت في هذا الجانب، وهذا يعني أنه يجب على الجميع تجسيد مبادئ وأهداف التسامح والتصالح والتضامن عمليا على أرض الواقع.

يمكن القول إن ثورة 14 أكتوبر، رغم ما واجه مسيرتها النضالية من صعوبات وما رافق نظامها من سلبيات، قد استطاعت توحيد الجنوب الذي كان مقسما إلى أكثر من 21 إمارة وسلطنة ومشيخة، وبناء دولة قوية ذات مؤسسات، استطاعت توفير الأمن والاستقرار والمتطلبات الأساسية لمواطنيها وحماية السيادة الوطنية، كما كانت هذه الدولة تتمتع بسمعة ووزن على المستويين العربي والدولي.

لا أحد ينسى على الإطلاق الدعم الذي قدمته الثورة المصرية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر، وكذا مناضلو ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في الشمال، ثم دور الصحافة والأدباء والكتاب والفنانين في الجنوب.

لقد جاء انتصار ثورة 14 أكتوبر والجنوب في أوج المحن التي أصابت العرب في تلك الفترة، فقد جاء ذلك الانتصار بعد هزيمة الأنظمة العربية وجيوشها أمام العدوان الإسرائيلي في يونيو 1967، وهو نفس العام الذي انتصرت فيه ثورة الجنوب على الاستعمار البريطاني، كما كان ذلك الانتصار لثورة أكتوبر بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 الذي أصاب ثورة 26 سبتمبر في الشمال، حاول إعادتها عشرات السنين إلى الوراء، وذلك يعني أن تحقيق النصر في الثلاثين من نوفمبر قد ساعد إلى حد كبير في رفع الروح المعنوية لدى الجماهير العربية والرأي العام المحلي والعربي.

إن ما يعانيه الذين صنعوا فجر الثلاثين من نوفمبر وأسر الشهداء والجرحى والسواد الأعظم من مواطني الجنوب اليوم لايتفق مع مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

يتوجب على المناضلين عدم التنازل عن المبادئ والأهداف الأساسية، فالشيء الذي لايتحقق اليوم سيتحقق غدا.

وأخيرا نهنئ شعبنا وكافة قواه وفئاته وشخصياته الوطنية والاجتماعية بمناسبة حلول عيد الاستقلال الوطني المجيد الثلاثين من نوفمبر، كما نؤكد أننا صامدون مهما كانت الصعوبات والتضحيات، ولايسعنا أيضا إلا أن نكرر تضامننا مع أسر الشهداء والجرحى والصحف الحرة، وفي مقدمتها صحيفة «الأيام» وناشريها هشام وتمام باشراحيل، والنصر دائما لإرادة الشعوب المناضلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى