رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- الشيخ سليمان بقشان:الميلاد والمنشأ:ورد في كتاب (دوعن الوادي الجميل) ص 10 لمؤلفه سالم عبدالله بن سلمان: «إن الدوعاني نسبة إلى (دوعان) بضم أوله وسكون الواو ثم عين مهملة ثم ألف ونون.. وهذا اسم مركب من (دو) بكلام فارس (عدد) اثنين و(عان) العد المرتفع من الأودية وهذان العانان أحدهما يمنة والآخر يسرة، فالأيمن (مدينة الخريبة) والأيسر (مدينة الدوفة)».

كما ورد في الكتاب المرجعي (معجم بلدان حضرموت المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت) للعلامة المؤرخ السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف (ص 177): «وأما الوادي الأيسر فأوله على يمين الداخل إليه من أسفل حضرموت، بلدة العرسمة من كبريات قرى الوادي الأيسر ومن قراه صبيخ وثولبة.

وأول مايكون على يسار الداخل إلى الوادي الأيسر (حصن الخفابشة) ثم خيلة، ويفيد المرجع المذكور ص (181) بأن فيها حصونا قليلة لآل بقشان، ومنهم أحمد وعبدالله بن سعيد بقشان من الحالكة، لهم أشغال مهمة بالحجاز واتصال أكيد بحكومة الملك الجليل ابن سعود وعليهم يعتمد في كثير من الأمور.... ثم إنهم لايقصرون في حمل الكل وإعانة المنقطع وبذل المعروف ومساعدة المحتاج».

الشيخ سليمان سعيد بقشان من مواليد 1323هـ 1903م في خيلة بقشان بوادي دوعن، وكانت منطقة دوعن إحدى الواحدات الإدارية التابعة للسلطنة القعيطية الحضرمية. تلقى الشيخ سليمان بقشان تعليمه الابتدائي في القراءة والكتابة من مشايخ علم في صبيخ ومن علمائها الأفاضل الشيخ الفقيه الورع عبدالله بن عبدالرحمن باطويل العمودي، والفقيه المحقق الشيخ أحمد بن محمد العمودي، وكذلك الفقيه أحمد بن قاسم بن عبدالله بن محمد بن سعيد العمودي (مرجع سابق - دوعن الوادي الجميل - ص 95).

الشيخ بقشان ومدرسة الوالد المتعددة الفضائل

ورد في سياق نبذة قدمتها مجلة (شعاع الأمل) الحضرمية في عددها 54 الصادر في ديسمبر 2005 أن «الشيخ سليمان - رحمه الله - تعلم من والده مبادئ التجارة واكتساب صفات الكرم والجود والإصلاح منذ وقت مبكر من عمره.. عاش وقتا طويلا في خيلة بقشان يرعى مصالح أخيه الوجيه أحمد سعيد بقشان (والد الشيخين محمد أحمد بقشان وعبدالله أحمد بقشان)».

تمضي (شعاع الأمل) الحضرمية في إفادتها بأن «الشيخ سليمان - رحمه الله - ذاع صيته في الوسط الاجتماعي بحبه للعلم والعلماء ومجالستهم في (خيلة)، وعرف عنه (رحمه الله) بقراءته للقرآن الكريم على الطريقة البغدادية، ومن صفاته - رحمه الله - الزهد والعطف على المساكين والفقراء وبحب حياة البداوة ويشرف على أعماله الزراعية بنفسه».

الشيخ بقشان وحب الإنسان يعرضه للخطر

كما جاء في سياق نبذة (شعاع الأمل) أن «الشيخ سليمان سعيد بقشان صاحب رصيد كبير في لم الشعث وإصلاح ذات البين حتى يعم السلام الاجتماعي أرجاء المنطقة، إذ كانت له أياد بيضاء في الصلح بين القبائل في المنطقة وإحلال السلام الاجتماعي بين البادية والحكومة، منها قيامه مع أخويه أحمد وعبدالله سعيد بقشان في إنهاء النزاع الذي نشأ في 26 يونيو 1955 في كريف بابكر بين البادية والحكومة وإخماد الفتنة بين البادية والحكومة في عهد السلطان عوض بن صالح القعيطي، وبلغت ذروتها في معركة المدحر في يوليو 1961» (راجع «الأيام» أعلام حضرموت، الشيخ سليمان سعيد بقشان سند بايعشوت، وأسهم في وضع اللبنات الأولى لشق عقبة خيلة في سبعينيات القرن الماضي، واجه عدة عراقيل بغية شق وسفلتة طريق (خيلة - رأس حويرة)، أيام الحكم الشمولي، واعتقل في سجن الفتح في يوليو 1973 وأطلق سراحه مع آخرين عام 1974 بعدن لقيامه بعمل الخير لأهله وبلاده. (مرجع سابق (شعاع الأمل)).

تخليد الشيخ سليمان في طريق يحمل اسمه:

احتفل أهالي دوعن أبناء حضرموت كافة في يوم الأربعاء 7 مارس 2007 بالذكرى الخامسة لتأسيس هيئة تطوير خيلة بقشان في الموقع نفسه الذي شهد إشهارها في عقبة خيلة بقشان شارك في الحفل الأساتذة الأفاضل م. عمر محسن العمودي وزير النقل السابق وعبدالقادر علي هلال محافظ حضرموت السابق والشيخ محمد أحمد بقشان والشيخ أحمد سليمان بقشان (نجل المترجم له) والشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان وأعضاء الهيئة كافة.

جاء في سياق الكلمات أن إجمالي ما أنفقته أسرة آل بقشان من خلال هيئه تطوير خيلة بقشان ما يقارب 13 مليار ريال، وقدرت الكلمات إسهامات سخية تقدمها أسر حضرمية أخرى منهم آل بن محفوظ وآل بغلف وآل العمودي وآل بن لادن.

من ضمن المشاريع التي يسهم فيها آل بقشان إقامة مشاريع البنية التحتية وإطعام وكسوة الفقراء وابتعاث الطلاب للدراسات الجامعية في الخارج، وكذا نيل درجتي الماجستير والدكتوراه وجاءت كل هذه الإفادات في تغطية (شعاع الأمل) الحضرمية لوقائع حفل 7 مارس 2007.

كما وردت إفادة إضافية بأن هيئة تطوير خيلة بقشان «قد أسهمت إسهامات كبيرة في خدمة المجتمع في مختلف المجالات في مشاريع الطرق بإنشاء طريق الشيخ سليمان سعيد بقشان - يرحمه الله - وتطوير طريق عقبة خيلة بقشان وطريق الصلب غيل الحالكة - رأس حويرة، وطريق خيلة - كوكة...».

«الأيام» تنعى وفاة الشيخ سليمان سعيد بقشان:

نعت «الأيام» في عددها 4364 الصادر يوم الأحد 26 سبتمبر 2004 الموافق 14 ذوالقعدة 1425هـ نبأ وفاة الشيخ سليمان سعيد بقشان عميد أسرة آل بقشان عن عمر ناهز 102 مائة عام وعامين.

2- الحاج علي أحمد علي الإبي

الميلاد والمنشأ:

ورد في الموسوعة اليمنية (الجزء الأول) الصادرة عن مؤسسة العفيف أن «(إب) بحسب التقسيم العثماني كانت قضاء تابعا للواء تعز وصارت عاصمة للواء كبير منذ عام 1939، حيث أضيف لها قضاء العدين، ويحدها من الشمال الغربي محافظة ذمار ومن الجنوب محافظة تعز ومن الشرق والجنوب الشرقي محافظة الضالع ومن الشمال الشرقي محافظة البيضاء ومن الغرب محافظة الحديدة».

وصف الرحالة وفيلسوف الفريكة أمين الريحاني عند زيارته لمنطقة إب عام 1924 بالقول:« كأنها قبضة لؤلؤ على بساط أخضر». الحاج أحمد علي مهدي الإبي من مواليد إب في العقد الثاني من القرن الماضي، وغادر قريته إلى عدن، وهو في ربيعه التاسع، واستقر به المقام في حافة حسين العريقة بكريتر (عدن)، حيث اشتغل في أحد المطاعم، ثم صعد درجة السلم، حيث التحق بالمستشفى الأهلي (NATIONAL HOSPITAL) بكريتر في الموقع نفسه الذي يحتله مركز الشرطة حاليا، وسكن في إحدى البيوت التابعة لذلك المستشفى الذي كان المستشفى المركزي لعدن قبل افتتاح مستشفى الملكة إليزابيت الثانية بخورمكسر عام 1958.

الحاج الإبي إلى مصوع والعودة إلى عدن:

عند اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 شد أحمد علي الإبي الرحال مع بعض زملائه إلى مصوع، وبعدها وضعت الحرب أوزارها عاد إلى عدن ليصبح جزءا من نسيجها، ويشبع بروح المجتمع المدني الذي يسوده النظام والقانون.

وعند افتتاح مستشفى الملكة إليزابيت (مستشفى الجمهورية التعليمي) حاليا انتقل إلى قسم مختبر الدم، وكان - رحمه الله - بحسب سيرته الذاتية التي أعدتها أسرته الكريمة قد حصل على شهادة تقديرية وميدالية برونزية من جلالة الملكة إليزابيت عند زيارتها لعدن في 27 أبريل 1954، وممن اشتغل معهم أحمد علي الإبي الدكتور مزهر وياسين شوالة وسليمان بازلة ومحمد سعيد علي الأكحلي وجعفر علي سيف.

الحاج الإبي يحفر الصخر بأظافره:

قدم أحمد علي الأبي استقالته من الوظيفة الحكومية وغسل يديه منها إلى الأبد ليتجه إلى العمل الحر.

واختار لنفسه طريق المقاولات لبناء المساكن في منطقة شعب العماصير، ومنطقة كود الحشيش بكريتر، وكان من أصدقائه في تلك الفترة المغفور لهما بإذن الله الشيخ عمر سالم باعبيد والشيخ علي محمد باحميش.

بدأت السلطات في إدارة عدن التفكير بالتخطيط للأرض لبناء مدينة جديدة في منطقة مجاورة لمدينة الشيخ عثمان وسميت بـ(المنصورة) وفي أبريل من العام 1960، تم إعادة إنشاء إدارة الأراضي في إدارة الأشغال العامة كإدارة مسئولة عن بيع الأراضي (خالد سيف سعيد: المنصورة من الصحراء إلى الحضر - ص 11).

الحاج الإبي يدخل التاريخ من بوابة (قصر المنصورة) و(جامع الرضا)

ورد في الإعلانين (576) و(595) لعام 1962 والصادر في 12 سبتمبر من العام نفسه عن بيع تسع بقع تجارية سكنية من أراضي التاج في مدينة المنصورة، وذلك بواسطة المزاد العلني.

وقد أيد صاحب السعادة الحاكم (GOVERNOR) بيع هذه البقع للمزايدين الناجحين الموضحة أسماؤهم في الجدول أدناه.وكان ترتيب الحاج أحمد علي الإبي الثاني من بين الناجحين التسعة (مرجع سابق خالد سعيد سيف ص 20)،

قام الحاج أحمد علي الإبي ببناء مسكن في بلوك (31) بالمنصورة، كما بنى مساكن لبعض أصدقائه في بلوك (24)، ثم قام ببناء صرح سكني تجاري، وكان حينذاك شبها بالقصر، فأوحى المشهد للحاج الإبي تسميته بـ( قصر المنصورة).

كما ورد في كتاب (حلقات القرآن الكريم ومجالس العلم في مساجد عدن) لمؤلفه الأساذ أمين سعيد عوض باوزير (ص 95) بأن الداخل إلى مدينة المنصورة من الشارع الرئيس يقف أمامه مسجد كبير تطل منه مئذنة عريضة شامخة ذلك هو مسجد الرضا الذي تم إنشاؤه عام 1387هـ 1967، وتكفل ببنائه الحاج أحمد علي مهدي الإبي وعبدالملك أسعد ومجموعة من رجالات الخير.

الحاج الإبي يواصل مشواره مع مشاريع دولة الكويت:

فقد الحاج أحمد علي مهدي الإبي عقاراته بعد التأميم الذي شمل المساكن والمتاجر في أغسطس 1972، وتبقى له من حطام هذه الدنيا الدور العلوي من مسكنه، وبفضل علاقته الطيبة بالأستاذ طه أحمد غانم محافظ عدن آنذاك استرد الدور الأرضي من المسكن واسترد معه أنفاسه.

بدأت مشاريع دولة الكويت المتنوعة تأخذ طريقها في اليمن الجنوبية بواسطة مكتبها في عدن، وكان الأستاذ سالم أحمد معدان يديره ونفذ الحاج أحمد علي الإبي عددا من المشاريع منها:

(بناء مستشفى الوهط - بناء مدرسة نشوان (المنصورة) - بناء الجزء المحروق من ثانوية لطفي (كريتر) - بناء مختبر مراقبة الجودة (جزيرة العمال) - بناء هنجرين في جبل حديد - بناء ثلاجة أسماك في منطقة أحور ومشاريع أخرى).

الحاج الإبي وقدسية أذان مسجد الرضا:

غادر العديد من أصدقاء الحاج أحمد علي الإبي أرض الجنوب في سنوات الشدة، أما الحاج أحمد الإبي فقد حال صوت الأذان من جامع الرضا دون سفره، وكان يردد:« لا أستطيع أن أفارق أذان مسجد الرضا».كان الحاج أحمد في آخر أيامه - يرحمه الله - يستأنس بزيارة كوكبة من أصدقائه منهم هاشم الشعبي والمساوى (عاقل الحارة) ومحمود محفوظ (مدير مرور عدن السابق) وغيرهم.

الحاج الإبي في رحاب الخالدين

انتقل الحاج أحمد علي الإبي إلى جوار ربه عام 1992 وكان يوم وفاته الـ(18) من رمضان.

خلف الحاج الإبي وراءه ملحمة كفاحية كبيرة وسمعة عطرة وأربعة أولاد الذكر منهم اثنان هما: فيصل، محمد وإحدى الاثنتين تحمل درجة الماجستير في القياس والتقويم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى