عدن مدينة الفرح وقبلة العيد .. الألعاب النارية تقلق المواطنين والمعاكسات تحرم الشباب من دخول الحدائق والمتنزهات

> «الأيام» فردوس العلمي - خديجة بن بريك:

> العيد فرحة ننتظرها كل عام لكي يسكن فينا الفرح، فرغم ما يصاحب العيد من زحمة وغلاء، إلا أن إشراقة شمس صباح العيد، وتكبيرات وتهليل العيد تنسينا الهموم لنفرح بسويعات العيد قبل أن ترحل الفرحة وننتظرها عاما آخرا.

عدن مدينـــة الفرح وقبلة العيد، هكذا وصفهـــا زوارهـــا الذين يأتـــون إليهـــا لتكتمل فرحتهم بــالعيد، فكما قالوا لايكون العيد عيدا إلا إذا عيدنـا في عدن مدينة الفرح.

كثيرة هي المناظر التي تشد انتباهك في أيام العيد، فكعادتنا كل عيد ونحن نرصد فرحة العيد وما يصادفها من صور نرويها لكم على صفحات «الأيام».

شد انتباهنا الكثير من الصور، وخلف كل صورة حكاية، اليوم نسرد لكم حكايات تلك الصور التي مازالت عالقة في أذهاننا.

في العيد يتكاثر الشباب في طرقات مدينة عدن، وازدحام الأطفال الذين يرمون المفرقعات النارية فوق النساء وفوق بعضهم البعض، ولو أنها صورة تتكرر في كل عيد، ولكن في هذا العيد زادت حدتها، ما جعلنا نبحث لنعرف السبب.

طه محمد عبدالله ناشر، جاء من مدينة الحديدة، يقول: «لم نجد حديقة أو ملاهي نقضي فيها وقتنا، فكل مكان نذهب إليه يقولون لنا: خاص للعائلات. لهذا لم نجد مكانا غير الطرقات للتنزه عليها، نتمنى أن تكون هناك متنزهات أو حدائق خاصة بالشباب لكي نستطيع أن نقضي أيام العيد ونفرح». ويضيف مبتسما: «أو يعملوا العيد يوم بيوم».

ويقول طه أيضا: «كثرت السيارات، مما أدى إلى ضيق الطرقات، ومهما توسعت الطرقات فلن يفيد أمام هذا الكم الهائل من السيارات».

إبراهيم أنيس، طالب في الصف الأول ثانوي من تعز، يقول: «أول العيد يمر مع الأسرة، ولكن باقي أيام العيد نقضيها على الطرقات أنا و أولاد خالي، أو في مقاهي الإنترنت». وعن السبب يقول: «تكون الأولوية للعائلات، فلا نجد مكانا نقضي فيه العيد».

مصطفى يطالب بالعدل بين الشباب والعائلات لكي يفرحوا مثلهم بالعيد.

منذر عبده من العاصمة صنعاء يقول: «لم نجد مكانا لكي نعبر عن فرحتنا بالعيد سوى الطرقات أو مقاهي الإنترنت، ففي كل مكان يقال لنا: ممنوع، الدخول للعائلات. وعليك أن تأتي بنساء العائلة لكي تستطيع أن تدخل متنزها أو حديقة».

فلما سألناه لماذا لاتذهب مع أفراد العائلة لكي تدخل الحدائق والمتنزهات؟ تبسم وقال: «ماذا نعمل، عندما تقول لك أخواتك لا، اليوم معنا صديقاتنا، لاتروح معنا، فالعيد كل واحد يبحث عن أصدقائه، والنساء دائما يكسبن».

أبو محمد، يقول: «تزاحم الشباب أمام بوابات المتنزهات يثير الاشمئزاز، ودخولهم وسط العائلات لايقبله العقل، فأغلب الشباب لاتجد منهم غير المعاكسات مما يسبب الكثير من المشاجرات».

ربى وليد حسرت، تقول: «العيد بالنسبة لي حلو، ففي اليوم الأول والثاني نكون مع أفراد الأسرة واليوم الثالث يخصص للصديقات».

وعن دخولها الحدائق أو المتنزهات، قالت: «نذهب في بعض الأحيان إذا لم تكن هناك زحمة، خاصة من الشباب، فالمعاكسات تكثر، ونحن لانقبلها على أنفسنا كبنات، في مكان من المفترض أن نقضي فيه ساعات مرحة».

وتنصح ربى الشباب المعاكس بأن «يتذكر عندما يعاكس فتاة في الطريق بأن له أختا ربما يعاكسها آخر».

منى بدر، تقول: «جميل أن يمنع الشباب من دخول المتنزهات لكي تجد العائلة راحتها، فأغلب الشباب يذهبون إلى تلك المواقع للمعاكسات، والمشكلة أنهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 14 سنة، ولكنهم يعتقدون أنفسهم رجالا قادرين أن يلفتوا انتباه امرأة حتى لو كانت بعمر أمهاتهم.. لانعلم أين ذهب دور الأسرة في الرقابة على أطفالهم؟، وليس الشباب الذكور من تزدحم بهم الشوارع، ولكن نجد أيضا فتيات في عمر الزهور تصدر منهن تصرفات مخجلة».

مجموعة من الأطفال لايتجاوز سنهم 13 سنة، أحدهم يمضغ القات، وكلما مرت امرأة اسمعوها ما يخجل القلم من كتابته، وحين سألناهم لماذا يفعلون ذلك، أجاب أكبرهم بسخرية: «هذه تعاليم الدنيا، فهي من علمتنا». وعن المنطقة التي ينتمون إليها، قال أحدهم: «من اليمن السعيد»!!.

أولئك لم يكونوا أطفال شوارع، لايجدون من ينصحهم، فهيئتهم تدل على أنهم أولاد ناس، أفسدهم الدلع وانشغال أسرهم عنهم.

مساعد أول محمد السلفي، من مرور عدن، يقول: «استطعنا أن نسيطر على زحمة السيارات بفضل توجيهات قيادة المرور والأمن، أغلب السائقين من دول الخليج ومن المحافظات، لذا فأغلبهم لايعرفون الطرقات، فنعمل على إرشادهم. لانجد صعوبات معهم ولكن الصعوبات التي تواجهنا عندما ننتقل إلى مكان بعيد ولانجد سيارة بعد انتهاء الدوام».

السلال علي منصور، يقول: «سبب الاختناقات وجود بعض المشاريع الاستثمارية على الخط العام، وتلك المشاريع يجب أن تكون بواباتها الرئيسة في الجهة الخلفية، أو مشاريع واقعة بين خطين، وهذا ما يسبب الاختناقات وتزاحم المواطنين، وربما الحوادث».

السلال وجه تحية ومعايدة لصحيفة «الأيام» ولكل منتسبيها.

سعيد الشرعبي القادم من محافظة البيضاء، يقول: «جو عدن في العيد جميل، كل شيء جميل في العيد حتى الألعاب النارية جميلة لو كانت فقط بعيدة عن أماكن تواجد الناس». ويضيف: «في البيضاء لاتوجد متنزهات أو حدائق، وعدن مدينة البحر والحدائق الجميلة، لهذا يحلو فيها العيد».

اتفق أغلب حراس بوابات الملاهي والحدائق والمتنزهات على منع دخول الشباب، وإفساح المجال للعائلات. وحسب قولهم فإن الشباب يكثر من المعاكسات، وللحد منها تم منعهم من الدخول إلا بصحبة عائلاتهم.

جياب محمد صالح، حارس في ملاهي عدن مول، يقول: «لانسمح بدخول الشباب، فالشباب خاصة أيام الأعياد يسببون الزحمة، ولانجد منهم إلا معاكسة الفتيات. صحيح ليس كل الشباب من هذه العينة، ولكن هي الفئة الغالبة، وأثرت على كل الشباب».

محمد إبراهيم، قال: «العيد بهجة وفرحة، لذلك أجتمع مع أصدقائي لنتنزه ونذهب للمتنفسات، ولكن حين نذهب لمتنزه يرفضون إدخالنا بحجة أنها للعائلات، وأن الشباب الذين يحضرون إلى هذه الأماكن لايأتونها إلا لإزعاج العائلات، وهذا يعني أنه يجب أن نخرج مع عائلاتنا ونترك أصدقاءنا من أجل أن ندخل المتنزهات».

علي محسن قاسم، قال: «حُرمنا من دخول المتنزهات لكوننا شبابا، والخوف ناتج من أن بعض الشباب قد يزعجون العائلات وقد تنشب الخلافات بينهم، ونحن نؤكد أن هذا الخوف ليس مبررا ليمنعونا من دخول المتنزهات بمفردنا، فنحن نذهب إلى البحر ونقوم بجولات على الشوارع وفي الساعة السابعة نذهب إلى سينما هريكن لحضور العرض المسرحي (سيدتي الجميلة) برغم أننا قد شاهدناها مرتين، ولكن ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، فالمسرح استقطب العديد من الشباب الذين وجدوا مكانا يستمتعون به خلال أيام العيد».

سامي المنصور، قال: «جئنا إلى سينما هريكن من أجل أن نقضي وقتا ممتعا، خاصة بعد سماعنا أن مسرحية (سيدتي الجميلة) تعد من المسرحيات الرائعة التي يقدمها المخرج عمرو جمال، ولكن تفاجأنا بأن التذاكر قد نفدت، وقد أصابنا إحباط شديد لكوننا لم نجد تذاكر في اليوم التالي أيضا، وقد برر المسئول عن التذاكر ذلك بأن تذاكر الشباب هي التي نفدت، وأن هناك مكانا خاصا للشباب وقد ازدحم، فانتظرنا عسى أن نجد مكانا مناسبا للجلوس».

وقال محمد عمر: «العيد بهجة وفرح وأيضا ترويح عن النفس، وفي أول أيام العيد ذهبنا إلى عدن مول، ولكن لم نستطع البقاء فيه عشر دقائق بسبب الزحمة الخانقة، ثم توجهنا إلى الكورنيش، فوجدناه كذلك، لم نرتد مكانا إلا وجدناه مزدحما، ناهيك عن الشوارع، فما كان منا أنا وأصدقائي إلا أن توجهنا إلى سينما هريكن لمشاهدة العرض المسرحي، ولكن تفاجأنا أيضا بالزحمة الشديدة على نافذة التذاكر، فعدنا أدراجنا إلى صيرة التي لم تختلف عن بقية الأماكن».

في الختام نقول: «حُرمنا من صور كانت جميلة، حيث كنا نرى الأطفال بصحبة آبائهم من سن يوم إلى سن 15 سنة، ولكن تلك الصورة الجميلة اختفت، ليجد الأطفال مرتعا خصبا لممارسة هواياتهم باللعب، واللعبة التي حازت اهتمامهم سواء كانوا أطفالا أم شبابا هي الألعاب النارية التي قضت مضاجع الأسر وأربكت الفتيات في الطرقات، حيث يعمد بعض أولئك على رميها فوق النساء والفتيات، ولا رادع لهم رغم القوانين والقرارات الصارمة، فتلك الألعاب وجدت بعض الأبواب المفتوحة من أصحاب الضمير الميت الذين لايهمهم سوى الكسب».

نهمس في آذان الشباب: أيام الأعياد ليست للمعاكسات، فقبل أن تعاكس تذكر أنه «كما تدين تُدان»، وليست الرجولة بمغازلة الفتيات على الطرقات، فالعيد عيد الخير والمحبة، فلم تجعلونه بهذه البشاعة؟!.

عيدكم سعيد، وينعاد علينا وعليكم بالخير والبركات، مع تمنياتنا أن نرى العيد القادم بدون ألعاب نارية وبدون معاكسات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى