> «الأيام» عبدالقادر باراس:
أماكن يصعب على الفقراء الدخول إليها
انتهى العيد وترك بصمة في قلوبنا أناس لم نحس بهم.. ذهب العيد بعد أن خلف وراءه غيمة من الحزن والحسرة حزت في نفوس الفقراء حين وجدوا كل من حولهم لا يهتمون ولا يشعرون بهم، وانتابهم إحساس بأنهم منسيون.. من منا فكر بحالهم في العيد ونظر إلى الدموع في أعينهم والشحوب ظاهر على وجوه أطفالهم.
ثمة أناس يحاولون أن ينسوا أويتناسوا المواقف الأليمة عندما تصادفهم أعين أطفال الفقراء التي تحاول الاستمتاع بمناسبة العيد أسوة بغيرهم، لكن لا يملكونه، وتظل فرحتهم في وجوههم منزوعة، لأن آباءهم لا يجدون المال لشراء كسوة العيد، ويبقى سؤال طفله لكسوة العيد كالسهم الملتهب يخترق قلبه ليمزقه تمزيقا، وهو عاجز عن إدخال الفرحة إلى قلب طفله، بينما يرون سواهم يلبسون الملابس الجديدة، ويتمتعون بذبائح العيد ويقضون أوقاتهم في أماكن النزهات وملاهي الألعاب.. هؤلاء الأطفال الفقراء يحدقون في عيون آبائهم وأمهاتهم وحلمهم المرسوم بملابس جديدة، ويسألون من حولهم: «هل جاء العيد؟! .. وفي أي شارع مر؟! .. وهل نحن لم نشاهده ..؟؟».
ملاهٍ للفقراء من دون رسوم
كيف لهم أن يفرحوا وظروف الحياة تكالبهم من كل جانب عكس غيرهم الذين يملكون كل مقومات الفرح والسعادة، حتى أن محدودية الدخل صعبت عليهم مجاراة الحياة المعيشية في إيقاع الغلاء الرهيب، ولم تعد المعارض وأسواق المحلات التجارية ترحب بهم كزوار نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم تمكنهم من شراء متطلبات العيد بأثمان باهضة لاتتكيف مع دخولهم بسبب الزيادات المتوالية التي مست حاجيات معاشهم التي يحتاجونها في حياتهم اليومية.
لايحتاج الفقراء إلى أكثر من حمار لزرع الابتسامة