عملية مسح ميداني لعدادات المياه قريبا.. إدخال نظام أنظمة المعلومات في العمل الإداري لمؤسسة مياه عدن

> «الأيام» فردوس العلمي

> انتهت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن مؤخرا من تدريب 15 كادرا من الجنسين في مجال المياه والبيئة لإنجاز مشروع مسح ميداني من المقرر أن يبدأ تنفيذه خلال الأيام القليلة القادمة.

وحول هذا الموضوع استطلعت «الأيام» آراء عدد من الخبراء من الأردن وألمانيا حول أهمية هذا المشروع وأهدافه.

> المهندس بهاء الفقيه، مدير مشروع المسح الميداني الشامل وخبير قواعد بيانات شركة دورش للمياه والبيئة ، يقول: «لدينا مشروع خاص بدعم إدارة أنظمة التشغيل وهو من GTZ الوكالة الألمانية للدعم الفني لمؤسسات المياه في اليمن، وبدأ المشروع منذ خمس سنوات شمل خمس محافظات إب، تعز، الحديدة ، صنعاء، وعدن، ونحن الآن بصدد البدء في مشروع المسح الميداني في عدن والتحضير له» .

ويوضح: «التحضيرات للمشروع بدأت من تحضير المخططات والكادر التدريبي اعتباراًَ من أول شهر نوفمبر 2008 والمسح الميداني سوف يبدأ في 15 ديسمبر 2008م ويستمر لمدة ستة أشهر، سيتم خلالها مسح ما يعادل 20 ألف مشترك في مديرية صيرة منطقة كريتر ، ويرمي مشروع المسح الميداني لإيجاد عنوان واضح على المخططات، بحيث يصبح للمشترك عنوان في المؤسسة ثابت يتعامل معه جميع أفراد المؤسسة».

ويقول:«الوضع القائم حاليا في المؤسسات إن عنوان المشترك هو احتكار وملك لقارئ العداد فقط، فإذا تم فصل العداد أو الرغبة في قراءة العداد مرة أخرى لن يتم بدون القارئ، ونرمي حاليا إلى إيجاد عناوين واضحة لجميع المشتركين لتصبح هذه المعلومة متوفرة في المؤسسة، وهذا يسهل قراءة العدادات وتغييرها ، كما يسهل الرقابة على موضوع الجباية، فالجباية تعاني منها جميع المؤسسات (نقص الإيرادات ) بسبب عدم وجود عنوان واضح للمشترك».

ويتحدث المهندس بهاء عن الأهداف المستقبلية للمسح الميداني قائلا: «لدينا أنموذج مقسم إلى أربعة أقسام منها: أنموذج معلومات جغرافية يتم على الخارطة، أنموذج يتم من خلال سؤال صاحب المنزل والتعرف من خلاله عن عدد أفراد الأسرة واسم مالك العقار خلاف ما يتم مشاهدته نظرياً من نوعية العداد، هل هو مشبوك بالصرف الصحي أم لا، والآخر فاتورة المياه بهذا تجمع معلومات المؤسسة فيما يتعلق بالجانب الجغرافي وبمعلومات المواطنين فيتم خلالها تحديد قواعد البيانات».

ويضيف: «أثناء عملية المسح تظهر لنا الكثير من المعلومات منها الاستعمالات غير المشروعة للمياه، فيتم معالجاتها، العدادات المعطلة فيتم استبدالها، والموجودة في مواقع غير مناسبة ويصعب قراءتها من قبل قارئ العداد يتم إخارجها خارج المنزل، بالإضافة إلى معرفة العدادات التي فيها مشاكل والتي تعطي قراءة مرتفعة أو منخفضة لتتم معالجتها، والمواطنون الذين يستخدمون شبكة الصرف الصحي دون دفع رسوم انتفاع.

وحاليا المؤسسة تستفيد من الأمور التنظيمية، ففي حالة تقديم طلب اشتراك جديد كان يعتمد عنوان أقرب جار له، ولكن الآن يتم معرفة عنوان جاره ويتم تنزيل المخطط على الواقع للإدارة الفنية وتحديد موقع المشترك بما يسهل الاحتفاظ ببيانات المواطنين حتى الاشتراكات الجديدة منها ».

يواصل حديثه قائلا: «هذا المشروع دعم من الوكالة الألمانية بالتعاون مع إدارة مياه عدن، حيث ستلتزم الإدارة بتوفير الكادر، والجانب الألماني يلتزم بتوفير الخبراء من جنسيات أردنية وألمانية».

ويوضح أن «المشروع بدأ بتوفير صورة فضائية لعدن تكلفتها عشرة آلاف دولار، بالإضافة إلى توفير أجهزة كمبيوتر ورسيفر رئيسي، والآن بدأ العمل على تجهيز المخططات، وهذه التجهيزات لاتحسب من كلفة المشروع الأساسية البالغ بحدود 130 ألف دولار مقدمة من الجانب الألماني ومؤسسة مياه عدن بدورها وفرت 36 مليون ريال يمني لصالح المشروع».

وعن الصعوبات، يقول المهندس بهاء: «ما يهمنا تعاون المواطنين، فهذا يعود لصالحه وعدم تعاونه تبقى المعلومة محجوبة وغير متوفرة، وربما نلجأ لأساليب أخرى لتحصيل المعلومات، أما عن طريق المحافظ أو الجهات الأمنية، ولو أننا لا نتمنى أن نصل إلى هذا الأساليب، وأن يتعاون المواطن معنا وكذا المجالس المحلية والدوائر الحكومية والأجهزة الأمنية في إعطاء فريق المسح المعلومات المطلوبة».

ويقول: «لدينا فريق عمل مسح ميداني مكون من 15 ميداني ومشرفين مدربين ومؤهلين للتعامل مع المواطنين وامتصاص غضبهم »، ومؤكداً بأن «الهدف الأساسي من هذا المسح خدمة المواطن والمؤسسة وليس بهدف تحصيل النقود».

> المهندس عبد الحكيم سعادة، خبير نظم المعلومات الجغرافية GIS، يقول: «هذه الأنظمة تتعلق بالموقع المكاني لبيانات كل بيت سواء كان مشترك أو أي معلومة موجودة في موقع مكاني، وإنشاء وحدة GIS في المؤسسة تم إنشاؤها في عام 2005م تلقى الموظفون عدة تدريبات في الأردن وفي عدن حول أنظمة المعلومات الجغرافية، وما تلقوه من تدريب يتصف بالممتاز ومستوى الموظفين الحالي وقبل مجيئنا متميز» .

ويضيف: «نحن نحاول أن نبني خلال هذا المشروع على ما سلف، ولا نقول إننا نبدأ بشيء جديد، فالموظفون مؤهلون، و نحن فقط سنعمل على تنظيم الأمور أكثر، لإدخال أنظمة المعلومات الجغرافية، في العمل اليومي لكافة أقسام المؤسسة الفنية وأقسام المشتركين، وهذا العمل يساعد على تسهيل وصول الخدمة للمواطنين، وتسهيل تسريع عملية الصيانة في وقت الاستجابة لفرق عمليات الصيانة، حيث سيكون الاستجابة للشكوى مع عملية الرقابة المفروضة عليه من نظام المعلومات الجغرافية، ستكون الاستجابة خلال ساعات وبالكثير خلال يوم ونصف.

وأهم عملية سيتم العمل عليها ، هي إدخال نظام المعلومات في عملية إدارة الشبكات (المياه والصرف الصحي) ومراقبتها, إما بنظام مراقبة الآبار أو عبر أنظمة مختلفة عبر نظام أنظمة المعلومات أو أنظمة أخرى».

وأكد المهندس عبدالحكيم سعادة:«أن إدارة الشبكات بدون أنظمة معلومات جغرافية في الإدارة الحديثة لعلم المياه صعبة، واستخدام هذا النظام سوف يسهل إدارة عمل تلك الشبكات سواء من ناحية الصيانة أو من ناحية ضخ المياه للمواطن»، موضحاً بأن «الهدف الرئيس من هذا العمل توصيل خدمة ممتازة للمواطن من خلال تحسين تلك الخدمات بإدخال نظام المعلومات الجغرافية» .

> الأخ أياد القصير، المدير الإقليمي للأمور المادية والإدارية بشركة دورش في الأردن واليمن وسورية ومصر يقول:«وجودي في اليمن يأتي كمشرف عام لمشروع المسح الميداني لمشتركي المياه والصرف الصحي لمدينة عدن، مشروع دعم إدارة أنظمة التشغيل، بدأ في مرحلته الأولى في الأول من يونيو عام 2004م في ثلاث مدن إب وتعز والحديدة، والمرحلة الثانية في صنعاء عام 2007م لاستكمال ما بدئ في المرحلة الأولى، وكذا إضافة دعم إلى أمانة العاصمة في صنعاء» .

ويضيف: «بناءً على الطلب المستمر من إدارة مياه عدن والاستعدادات التي قامت بها وافق الجانب الألماني الممثل بالوكالة الألمانية للتعاون الفني GTZ على البدء بإدخل مدينة عدن ضمن مشروع إدارة أنظمة المعلومات في مرحلته الثانية، وتم أخذ منطقة صيرة كمنطقة تجريبية لعمل مسح ميداني شامل لمشتركي المياه والصرف الصحي».

ويضيف أيضا: «ركز الجانب الألماني في رسالته الموجة لإدارة مياه عدن على أن تلتزم الإدارة بتطبيق النتائج لضمان استكمال الدعم الفني لباقي المناطق في عدن في المراحل القادمة للمشروع».

ويوضح أن «أهمية إدخال أنظمة المعلومات الجغرافية، والمسح الميداني لمشتركي المياه ، تحمل ثلاث رسائل: أولاً رفع كفاءة مؤسسات المياه، وثانياً تقليل الفاقد الإداري والفني، ويندرج مشروع المسح الميداني ضمن الخطوات التي تعالج الجانب الإداري في تحسين الأداء ورفع كفاءة خدمات الزبائن بناءً على أحدث تكنولوجيا المعلومات عالمياً، ورسالتنا الثالثة الأساسية التطبيقات السابقة على المنطقة في الأردن وسورية ومصر والآن في اليمن الاستثمار والتكاليف في هذا الجانب عائداتها تكون سريعة ربما في أقل من عام ».

> ويتحدث السيد بولكراتو، خبير أنظمة معلومات جغرافية من برنامج سيم قائلاً: «(سيم) هي مؤسسة تابعة للوكالة الألمانية من مهامها إيجاد خبراء ألمان يعملون في الدول التي تتلقى مساعدات من ألمانيا وهؤلاء الخبراء يبقون في مواقع عملهم سواء كانت حكومية أو أهلية يقدمون خبراتهم ويبحثون عن المناطق المثلى لوضع المساعدات الألمانية ونوعية المساعدات» .

ويقول : «برنامج CIM يقدم خبراء لفترات طويلة عكس برامجنا GTZ والذي تكون فترة وجود الخبراء محدودة.

لهذا لدي عقد لمدة عامين لتقييم الأوضاع، بالإضافة إلى نقل الخبرات للمهندسين في مؤسسة المياه - عدن».

ويوضح: « والهدف الأساس لوجودي كخبير يأتي لتقديم الدعم الفني للطاقم الموجود في المؤسسة وسوف يساعد ذلك في بناء كوادر جديدة من الفنيين والمهندسين خاصة بين أوساط الشباب بالمؤسسة».

مؤكداً أن «وصول المشروع إلى عدن يعود إلى التقارير المتميزة المرفوعة لبرنامج الوكالة الألمانية GTZ، الذي أكد استعداد المؤسسة ومدى رغبتها في تطبيق الأنظمة الحديثة، والتي كان لها دور كبير في إعطاء هذا الدعم»، وفي ختام حديثه شكر مؤسسة المياه على تعاونها، ومتمنياً أن يلقى المسح النجاح وتعاون المواطنين في إعطاء المعلومة الصحيحة.

المهندسة أروى الحمادي، تقول: «خبراتنا في هذا المجال تكاد تكون بسيطة وهذا مجال جديد علينا، ووجود هؤلاء الخبراء والاستفادة من خبراتهم سوف يفيدنا في عملنا المستقبلي».

وأضافت :«ونتمنى عند المسح الميداني الشامل للمشتركين أن يستعد المشتركون لدينا كافة بتحضير الفاتورة وأن يتعاونوا مع فريق المسح في العمل الذي يصب في صالح المواطن وسيعود عليه بالفائدة، ونحن لن نستطيع أن نعمل بالشكل الصحيح ما لم نجد تعاون من المواطن».

مشروع المسح الميداني مشروع وطني بحاجة إلى تعاون المواطنين من خلال إعطاء المعلومات الصحيحة حتى يعود بفائدة للحد من المشكلات التي يعاني منها الجميع نتمنى أن يستجيب الجميع بالصورة المثلى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى