عقان.. بين الظلام الدامس وانعدام الماء وافتقار المشاريع

> «الأيام» محمد مرشد عقابي :

>
مبنى الوحدة الصحية ويظهر هيكل غير مسقوف ونوافذ مكسورة
مبنى الوحدة الصحية ويظهر هيكل غير مسقوف ونوافذ مكسورة
لاتبعد منطقة عقان كثيرا عن عاصمة مديرية المسيمير مدينة المسيمير بمحافظة لحج بل ربما تعد من ضواحيها ورغم ذلك يعاني أهالي المنطقة العزلة شبه التامة والحرمان شبه العام من أبسط المشاريع الخدمية.

حيث ينعدم وجود أي مشروع تنموي في عقان قدمته الدولة لأبناء هذه المنطقة منذ أزمنة الثورة التليدة وسنوات الوحدة المباركة ولعل حرمان أحياء عديدة في المنطقة من ملامسة نور الكهرباء العام من خلال ربط المديرية بالتيار العمومي لأكبر دليل على إهمال وتناسي وتجاهل السلطات والحكومات المتعاقبة هذه المنطقة وأهلها لاسيما وأن أعمدة الضغط العالي للتيار الكهربائي العام تنتصب فوق تربة أراضيها لتغذي المناطق الأخرى وتمنحها النور في حين تبقى عقان تعيش في بحر من الظلام الدامس الذي لم يزل حتى مع فرحة دخول الكهرباء أراضي المديرية، والناظر إلى حقيقة معاناة أهالي عقان يشعر بالإحباط والحزن والأسى تجاه هكذا إهمال وظلم وحرمان.

«الأيام» استجابت لنداءات الأهالي في عقان بعد إصرارهم الجامح على نزولها لتلمس ونقل همومهم ومعاناتهم المتراكمة وحبهم الشديد لـ«الأيام» التي يرون فيها خيط الأمل والمنقذ الوحيد لإيصال رسالة معاناتهم للجهات ذات العلاقة لعل وعسى أن تتحرك مشاعر الرحمة والمسؤولية عندها إزاء صور المآسي في عقان وتخرج لك عزيزي القارئ الكريم بهذه الأسطر التي تحكي مرارة المعاناة عند المواطن العقاني .

آهات وأنات ومناشدات لم تجد من يسمعها

على بعد كيلومترات قليلة عن عاصمة المديرية تقع منطقة عقان المحرومة من أقل مايمكن أن يقدم للإنسان في أي بلد من بلدان العالم، والناظر إلى حال أهاليها قد يدمى قلبه وتحز الحسرات في نفسه جراء مايعانيه المواطنون هناك، فالكهرباء التي أسرت قلوب أهالي المديرية بدخولها لم يهنئ أهالي عقان جميعها بهذا الحلم المتحقق نظراً لحرمان بعض الأحياء السكنية التي تعج بالسكان، وللعلم يوجد في المنطقة مولد كهربائي كان يقوم بتغذية المنطقة بالتيار وإلى وقت قريب تدخلت الأيادي الفاسدة لتعبث وتنهب مكونات مشروع كهرباء المنطقة وتترك المولد الكهربائي عاطلاً بعد أن تم تشليح أغلب القطع الثمينة فيه وبيعها من قبل جهات مجهولة استغلت غياب الرقابة والمحاسبة والاهتمام مما جعل سكان عقان يلجأون إلى استخدام الفوانيس والقماقم والزجاجات البدائية لإضاءة منازلهم.«الأيام» تركت لأهالي المنطقة الفرصة للحديث عن معاناتهم ولنثر سطور الآهات والآلم، فهي التي تؤكد صدق التعبير عن مايكابدون من معاناة، حيث يقول المواطن والشخصية الاجتماعية المعروفة الأخ أحمد هادي حسين:«المشكلة التي يعانيها أهالي عقان مشكلة قديمةتكمن في حركانهم من أبسط الخدمات والمشاريع التي يفترض على السلطة والحكومة أن تقدمها لمواطنيها بمبدأ الرحمة والمسؤولية والواجب الذي يحتم عليها القيام بذلك»، وقال: «مشروع كهرباء عقان متوقف منذ مايقارب 4 سنين وأعمدة الضغط العالي تمر فوق أراضيها لتعطي غيرنا النور منذ سنوات وتمنحنا الظلام الحالك وبعد مرارة ومعاناة كابدناها تم إدخال الكهرباء العمومي للمديرية التي يعود الفضل لإدخالها وإيصالها للمسيمير بعد الله سبحانه وتعالى لصحيفة «الأيام»، وذلك لما قامت به من دور كبير لايقدر بنقلها معاناة ومطالب أهالي المديرية في مختلف المناطق الحوشبية، حتى جنينا الثمرة التي للأسف استفاد منها البعض وحرم منها البعض الآخر، ونتمنى أن تعم فائدتها في القريب العاجل الجميع».. وأضاف: «للأسف الشديد أن بعض من توكل وتعطى له المسوؤلية لايؤدي أمانتها بالشكل المطلوب الذي يرضي الله ورسوله ويخدم به عباده، حيث يسخر البعض مسؤولياتهم ومناصبهم للسطو على الأملاك العامة وحقوق المواطنين، فمشروع كهرباء عقان قضت عليه الأيادي الفاسدة التي لم تهب الناس ولم تخف الله، حيث تبددت كل أحلامنا في إصلاح هذا المشروع، وضاعت مع أن المواطن قدم كل ما بوسعه في سبيل ذلك من خلال دفعه مايطلب منه من مساهمات في وقت الطلب بوعود إصلاح المشروع، ولكن تبخرت الآمال وضاع حلم المواطن وماله الذي ذهب إلى جيوب الفاسدين. ونطالب السلطة المحلية بمحاسبة من يثبت تورطه في سرقة المشروع».

مدرسة القادسية بعقان من دون سور
مدرسة القادسية بعقان من دون سور
مدرسة تعاني الأمرين ومهددة بالانهيار وتعليم ناقص ومستقبل مجهول

مدرسة القادسية للتعليم الأساسي والثانوي، هي المدرسة الوحيدة الموجودة في عقان، وعنها وعن التعليم فيها يحدثنا المواطن مرشد رضوان عبدالله قائلاً : «يبلغ عدد تلاميذ المدرسة مايقارب مائة وخمسين طالبا وطالبة منتشرين على مختلف الصفوف الدارسية وتسير الدراسة فيها بشكل طبيعي رغم النقص في الكادر التعليمي المختص والمؤهل والمدرسة يقصدها التلاميذ من مناطق وقرى مجاورة كمنطقة الدكم وقيف والنخيلة والسراخنة وحبيل سويداء، وكذا جول مدرم»، وقال: «من أبرز الهموم والمصاعب التي تعانيها المدرسة نقص الحجرات الدراسية ، حيث يدرس غالبية الطلاب في صفوف وفصول غير صالحة للدراسة توشك على الانهيار في أي لحظة مما جعل بعض الطلاب يفضلون الدراسة في الممرات و(الدرج) خوفاً على أرواحهم من شر تنذر به جدران وسقوف المدرسة، كما أن نقص الكادر التعليمي يعد أبرز عائق في العملية خصوصاً الكادر المختص، الذي تسبب غيابه في ترك بعض الطلاب المدرسة والانتقال منها إلى أماكن أخرى لتلقي العلم، وأدى إلى تسرب الطالبات وتركهن الدراسة، ولهذا نأمل من وزارة التربية والتعليم والسلطة المحلية اعتماد بناء مدرسة مستقبلية جديدة تستوعب الطلاب وتحفظهم من مصائب وأقدار المدرسة الحالية الآيلة للسقوط ، التي تعاني أيضا عدم وجود سور يحفظها من عبث العابثين، حيث إن فصول المدرسة أحياناً تتعرض للعبث من قبل البعض الذين تربوا على نهج هذه الأساليب، ومن أبرز ماتعرضت له المدرسة هو كسر أقفالها والعبث بمحتويات الفصول من كراسٍ وطاولات وسبورات بأسلوب لا أخلاقي قبل ثلاث سنوات بسبب عدم وجود سور يحميها».

وقال في ختام حديثه: «نطالب عبر «الأيام» كل الجهات بالنظر إلى معاناة طلاب مدرسة القادسية والعمل على إيجاد الحلول والمعالجات لما يعانونه حفاظاً على سلامتهم، وكذا نطالبهم بالنظر إلى المدرسة التي تخدم مناطق عديدة وهي تفتقر لوجود الكادر التربوي المختص في العديد من المواد العلمية والأدبية وتفتقر أيضاً لوجود المستلزمات وتعاني نقصاً في الأثاث والتجهيزات المكتبية وعدم وجود مختبر ولا دورات مياه بالإضافة إلى انعدام وجود التيار الكهربائي فيها وعدم وجود سور يحميها».

مشروع المياه حلم تحول إلى كابوس

وعن مشروع المياه الذي يمد منازل المنطقة بمياه الشرب يقول المواطن فضل حسن الرفاعي:«يوجد في المنطقة مشروع أهلي للمياه أقامه المواطنون قبل عدة سنوات ، ولكن للأسف الشديد لم يحظ هذا المشروع من قبل الدولة بأي دعم خلال السنوات الماضية، بل الأهالي بذلوا وتداعوا فيما بينهم وقدموا المبالغ المالية كمساهمة في سبيل إنجاحه وقاموا بشراء معدات مستعملة وقديمة لإقامة مشروع المياه بينما قام فاعل خير بالتبرع بالمال لبناء خزان للمشروع، ولكن المشروع يعاني الآن مشكلة نضوب الماء في البئر الوحيدة الخاصة به، أضف إلى ذلك أن معدات المشروع من ماكينة ومضخة (بمب) هي معدات قديمة ومتهالكة، فقد عفى عليها الدهر ولم تعد صالحة للاستهلاك والاستخدام ولهذا نطالب من على منبر «الأيام» قيادة السلطة المحلية للمديرية والمختصين بمياه الريف بحفر بئر في المنطقة وتوفير معدات جديدة للمشروع وخصوصاً وأنه يعد حلما قد بدأ يتحول إلى كابوس يلاحق الأهالي الذين لطالما ظلوا في أمس الحاجة لتحقيقه لاسيما وأن المنطقة وأهلها يعانون الحرمان والظلم المسلط عليهم من قبل الجهات الحكومية منذ سنوات طويلة».

الوحدة الصحية هيكل من البلوك المصفوف

عن الوحدة الصحية في عقان تداخل معنا المواطن محمد علي الدعف، قائلاً : «الوحدة الصحية تعتبر هيكلا من البلوك المصفوف، وهي عبارة عن غرفة ذات جدار متوازٍ مفتوح ومعتمدة في قاموس مكتب الصحة كوحدة صحية، حيث إنها بحاجة إلى تحديث وتوسيع حتى تستطيع أن تقدم خدمات أفضل للمرضى»، وقال: «ماتقدمه الوحدة الصحية شيء نقدر نقول عليه جيد، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود المبنى الصالح لاستقبال المريض والعناية به، فالمبنى الحالي من العيب أن يطلق عليه اسم مبنى وحدة صحية، حيث إنه يتكون من غرفة واحدة بدائية فيها بعض الأدوية والمستلزمات الطبية التي تقدم للمرضى النادرين الذين يقصدونها في بعض الأحيان للعلاج»، واختتم حديثه قائلاً : «عسى أن تجد هذه الكلمات المعبرة عن عذاب ومعاناة المواطن في عقان معالجات من قبل الجهات المعنية في المديرية وشكراً لـ«الأيام» على نزولها الكريم إلينا لنقل همومنا ومطالبنا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى