بيارات المجاري خطر يهدد سكان المسيمير بإحداث كارثة بيئية

> «الأيام» محمد مرشد عقابي

>
تشكل مياه المجاري والبيارات المنتشرة بين أحياء مدينة المسيمير الخطر المحدق الذي يهدد صحة وسلامة المواطن، وذلك من خلال تهديدها آبار مياه الشرب القريبة وبشكل أخص بئر مشروع مياه المسيمير الأهلي الذي يقع على مجرى سريان المجاري بعاصمة المديرية مدينة المسيمير محافظة لحج.

ويتمثل ذلك الخطر باختلاط مخلفات مياه الصرف الصحي بمياه الشرب النابعة من البئر، وهذا يعني انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة والفتاكة بين الناس وأطفالهم وأسرهم وتلوث البيئة النقية بالروائح والمخلفات الآدمية التي تنذر بكارثة مستقبلية شعارها الموت البطيء لا محالة.. ومن المؤسف في الأمر أن يتم في وقت سابق اعتماد مشروع لتصريف مياه الصرف الصحي الخاص بمركز المديرية مدينة المسيمير بتمويل من قبل السلطة المحلية، وبدB العمل حينذاك أي قبل عام تقريبا، لكن بعد ذلك توقف العمل في المشروع لأسباب مجهولة وغير معروفة وماتم تنفيذه في بعض الأحياء السكنية ماهو إلا عبارة عن حفريات ونقاط تفتيش (بيارات) وبعض الملامح من الشبكات ولمسات بسيطة في الأحواض (الخزانات الرئيسة).

أخطاء ونواقص عديدة في مشروع التنفيذ

للحديث عن تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمسيمير المدينة يكفينا الإشارة إلى مذكرة رفعها عدد من أهالي المديرية بينهم أعضاء في السلطة المحلية حول تنفيذ المشروع والضروريات للعمل فيه، التي مفادها أن ماتم إنجازه في خطة تنفيذ مياه المجاري ماهو إلا إجراء يسير من خطة العمل الموضوعة، بل وأن ما نفذ لم يتم بحسب المواصفات والدراسات الهندسية والتصاميم المقدمة من قبل الفرق الهندسية التي عاينت مجاري البيارات. وذكر الأهالي في مذكرتهم وجود عدد من الأخطاء المرتكبة في العديد من نقاط التفتيش (الأحواض) والمخالفة لكل المواصفات الهندسية الصحيحة الموضوعة لها مسبقا، وأشارت المذكرة إلى أن بعض البيارات قد تعرضت للتشقق وتسببت في تراكم المخلفات الآدمية فوق سطوحها والبعض الآخر مرتفع عن سطح الأرض، فيما بعض البيارات أصبحت بلا أغطية والبعض الآخر تكسرت أغطيتها، وهي الآن تنذر بإحداث كارثة صحية بين أوساط المواطنين وأسرهم.

وأضافوا في مذكرتهم أن البيارات الموجودة حاليا مبنية بالأحجار بدلا من قيام الجهات المسؤولة عن صحة المواطن بالمديرية بالتبرع لبنائها بالخرسانات والأسمنت والحديد، معتبرين سكوت سلطات المديرية عن هذه الوضعية المزرية استرخاصا بحياتهم وصحتهم وسلامتهم. وطالب الأهالي في ختام مذكرتهم المرفوعة عبر «الأيام» لمدير المديرية وقيادة وأعضاء السلطة المحلية بالمديرية ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والعمل على اعتماد مشروع جديد لإنقاذ الأهالي من كارثة محتملة قريبا قد تحدث .

أما المواطن محمود علي مقبل فتحدث من جانبه لـ«الأيام» شارحا معاناته من وجود بيارات مجاري تطفح بمخلفات إخراجية وآدمية بالقرب من منزله وقال: «إن مياه المجاري تفيض بما تحتويه وتطفح بمخلفاتها بجوار منزلي مسببة لي ولأطفالي وأسرتي الضجر بسبب الروائح الكريهة بشكل يجعلنا نكره العيش في منزلنا»، وأضاف قائلا: «بجانب الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المجاري الطافحة.

فهي تعد سببا رئيسا لنقل الكثير من الأوبئة والأمراض ومصدر رئيس لتلوث البيئة الطبيعية ومنظر مشوه لجمال عاصمة المديرية وحضارة بلاد الحواشب».. واستطرد قائلاً : «للأسف أن الجهات الرسمية والمعنية وفي مقدمتها السلطة المحلية لم تعمل شيئا يذكر فهم يعلمون مدى الأضرار الناجمة عن تسرب مياه المجاري التي تحمل المخلفات الآدمية بين أحياء المدينة السكنية وأزقتها وما تنشره من أمراض ومخاطر على صحة المواطن، وكذا الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا تجاه مايجري وكأن شيئا لايعنيهم، بل إننا عند إبلاغ الجهات المختصة بهذه الوضعية المزرية لانجد منهم إلا الوعود الكاذبة التي يضحكون من خلالها علينا»، واختتم حديثه بمناشدة السلطة المحلية ومكتب الأشغال والبلدية وكل الجهات المعنية ضرورة عمل الحلول العاجلة لإنقاذ المواطنين من مثل هكذا وضع مزرٍ إما بعمل مشروع عام يضم جميع مياه مجاري الأحياء السكنية في مشروع موحد أو ردم هذه المستنقعات الآسنة التي تهدد حياة وصحة المواطنين، بل إنها أصبحت الخطر المحدق الذي يحيط بهم وبأسرهم وأطفالهم وتنذر بإحداث كارثة غير محمودة العواقب.

مقتطفات أخيرة

«الأيام» أدت دورها في نقل صورة المأساة التي يعانيها أهالي المسيمير جراء انتشار مياه المجاري بين الأحياء السكنية وعلى ممرات المنازل والأماكن المأهولة، ولهذا فهي تضع هذه المعاناة الإنسانية التي تترتب عليها صحة الإنسان وسلامة البيئة أمام أعين المسؤولين بالكلمة والصورة وتضع هذا التساؤل على طاولاتهم:

هل هذا هو المنظر الذي يشرفكم بقاؤه وظهور عاصمة المديرية ووجهها المشرق متزينا به بل وظهور حاضرة السلطنة الحوشبية ومعقل سلاطينها موقع الحضارة وعبق التاريخ وآيات المجد الحوشبي ملطخة به؟ أجيبونا.. أثابكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى