الحُلبَة

> «الايام» جمال الحجيري:

> ارتعشت يدي وأنا ممسك بكسرة من الخبز بعدما غمستها في (وعاء) من الحلبة، ثم قمت برفعها محاولا وضعها في فمي دون جدوى!.. أعدت المحاولة مرة ثانية، ولكن بيدي الأخرى.. وكادت المحاولة أن تكون ناجحة إلى ثلث المسافة التي تفصل بين الوعاء وفمي، ولكنها ارتعشت هي الأخرى حتى أسقطت الخبز على الوعاء مما أدى إلى اتساخ ملابسي دون أن أذوق شيئا.

جمعت كلتا يدي في حركة واحدة كي أضمن قوة واحدة أتجاوز بها ربع المسافة المتبقية إلى فمي، ولكن خاب ظني وما لا أتوقعه هي النتجية التي تحصلت عليها: ارتعاش كلي للجسد مما أدى إلى ابتعاد الخبز عن يدي، ولم أستطع الرجوع إلى الخلف لالتقاطه لأنني لم أكن على المائدة وحدي !.

رفعت رأسي إلى السماء مناجيا ربي طالبا العون بالدعاء، وإذا الكلمات تخترق مسمعي من بعض من كانوا بجانبي، ربما كانوا يعرفونني.. قال الأول:لقد كان هذا الرجل بناء من الطراز الأول.. قال الثاني:نعم لقد بنى الجسور والسدود لحفظ المياه وله فهم واسع بالزراعة.. قال الثالث:لقد سمعت أنه كان صاحب حكمة.. قال الرابع:دعونا نقترب منه لعلنا نقف على شيء ما.. وما أن بدأوا بالاقتراب حتى انطفأ النور ما أعاق وصولهم وسماع حديثهم حتى عاد الضوء.. دفعت حسابي دون أن أغسل يدي مكتفيا برائحة الحلبة على جسدي، وورقة مسحت بها فمي وعلى الارتعاشة نفسها مشيت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى