رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1. الشيح على مسعد البابكري:سكان الواحدي:الشيخ علي مسعد البابكري من قبيلة آل لسود سعد وهذه القبيلة تنحدر من قبيلة كندة، وورد في(تاريخ القبائل اليمنية) - الجزء الأول- اليمن الجنوبية للراحل الكبير حمزة علي لقمان (ص 327):«يتكون سكان منطقة الواحدي من القبائل الآتية:

- آل عبدالواحد- ذييب سعد - ذييب حمير - بني هلال»

ذييب سعد:

يتفرع من ذييب سعد:

-آل بابجار- آل نعمان - آل سعد حبان- آل سعد الشعب - آل بلعبيد.

آل سعد حبان:

يتفرع منهم عدة فخائذ منها فخيذة آل لسود.

آل لسود:

يتفرع منهم:

-آل بابكر في القويرة والكورة العليا والكورة السفلى وبهران وهينون والمعقر.

- آل عمر في الحميراء والجدباء والدعة

- آل جسار في الكروم وعرم

- آل الخدر في عمد

- آل عثيمان في الجدباء

الميلاد والنشأة:

الشيخ علي مسعد البابكري من مواليد منطقة (حبان) في السلطنة الواحدية في مطلع ثلاثينات القرن الماضي، وهو أكبر إخوته الستة (الذكور منهم خمسة) وينتمي الشيخ علي مسعد إلى أسرة زراعية عشائرية من كندة، تلقى تعليمه في مدرسة لتحفيظ القرآن في حبان، هاجر إلى المملكة العربية السعودية في صدر شبابه وأقام فيها حوالي خمس سنوات، وعاد بعد ذلك إلى أرض الوطن.

حيث التحق في سلك الخدمة العسكرية في مستعمرة عدن، ورقي إلى رتبة (رقيب أول) وخدم في جزيرة سقطرى قرابة خمس سنوات، وذلك في مطلع خمسينات القرن الماضي، ورقي بعدئذ إلى رتبة ضابط وأسندت إليه قيادة الحدود الصحراوية لأرض ما كانت تعرف بـ «الجنوب العربي».

والتي كانت تمتد من واحة البريمي في ساحل الإمارات المتهادنة TRVCIAL STATES COAST (وتحديداً في إمارة أبوظبي) وحتى الوديعة، ونشأت للفقيد الشيخ علي مسعد البابكري علاقات صداقة مع العديد في شيوخ المنطقة بحكم عمله في مناطق حدودية ولاسيما علاقته بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ملكة بريطانيا تكرم الشيخ البابكري:

أثناء زيارة جلالة الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا في 27 إبريل 1954م،أنعمت بوسام الشجاعة على الشيخ البابكري مكافـأة له على مثابرته وتفانيه في خدمة الإدارة البريطانية وجاء التكرم مع عدد كبير من موظفي الجهازين الإداريين المدني والعسكري لمستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية.

الشيخ البابكري في كشف موظفي عدن ومحمياتها:

ظهر اسم الشيخ علي مساعد البابكري في كشف الموظفين STAFF LIST لموظفي عدن ومحمياتها الشرقية والغربية، وورد اسمه ضمن جهاز الاستشارية لمحميات عدن الغربية بوظيفة نائب مستشار مبتدئ تحت التدريب CADET JONIOR ASSTT.ADVISOR وأنه التحق بالخدمة في 25 سبتمبر، 1965م وظهر معه في نفس الوظيفة الشيخ صالح فريد العولقي، أطال الله عمره ومتعه بالصحة.

ومن الذين ظهرت أسماؤهم في إدارة المستشارية لمحميات عدن الغربية: عبدالله شوطح وفضل حسن عولقي وعيدروس علي السليماني وعبدالقادر صالح ميسري وسعيد محمد عشال وحسن مسعد الحمزي، والسيد حسين الوزير وعبدالله مهدي الشقاع والسيد هاشم مصطفى وحمزة جعفرأمان ومحسن محمد موافي وعلي محمد فيروز وناصر صالح غرامة ومحمد علي مصري وغيرهم.

عمل الشيخ علي مسعد البابكري ضابطاً سياسياً للمنطقة الغربية الجنوبية من المحميات الغربية، وهي سلطنة العوالق العليا وما جاورها من المناطق المحاذية لسلطنة الواحدي، إحدى سلطنات محميات عدن الشرقية، وفي منتصف الستينات انتقل إلى منطقة أخرى شملت ردفان والضالع.

الشيخ البابكري وتداعيات حادث الطائرة:

إثر سقوط الطائرة التي أقلت الأمير محمد بن سعيد الواحدي في 22 نوفمبر، 1966م ومجموعة من الضباط وعدد من تجار الواحدي تم توقيف السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي على إثر اتهام شقيق المجني عليه بضلوعه في الحادث.

وتم تنصيب الأمير علي بن محمد بن سعيد الواحدي، أميراً لسلطنة الواحدي والشيخ علي بن سعيد الطهاني، نائباً وحاكماً لشؤون القبائل والشيخ علي مسعد البابكري، ممثلاً للواحدي في المجلس الأعلى الاتحادي، وكانت رئاسته تتم دورياً، وكان الشيخ البابكري آخر رؤساء ذلك المجلس وهي الفترة العصيبة التي تطلبت رجلاً يتحلي بقد كبير من الشجاعة والإقدام.

الشيخ البابكري في كتاب جوليان باجيت:

وردت وقائع هامة في الساحة تم التوثيق لها في كتاب (المركز الأخير: عدن 64/1967م .LAST POST ADEN، حيث أشار الكتاب في الصفحة (232) أن «الجبهة القومية أصدرت بياناً في 8 أغسطس 1967م شجبت فيه لجنة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار في مسماها لجمع الأطراف المعنية في الجنوب في طاولة مستديرة نظمتها في جنيف بسويسرا»، وأشار الكتاب في الصفحة (233) أن «القوات البريطانية أكملت انسحابها من المناطق الريفية مع نهاية يونيو 1967م».

أشار الكتاب إلى القنبلة التي فجرها الشيخ علي مسعد البابكري، رئيس المجلس الأعلى الاتحادي بالوكالة في 28 أغسطس، 1967م عندما أعلن أن ما لا يقل عن (8) ولايات قد سقطت في يد الجبهة القومية (NLF) باستثناء لحج، ولذلك فقد وجه الشيخ البابكري الدعوة لقادة جيش اتحاد الجنوب العربي (SAA) وأبلغهم بأنها ثورة شعب لايمكن الاعتراض عليها.

ولذلك اقترح عليهم تولي مقاليد أمور الدولة الاتحادية، إلا أن القادة اعتذروا عن الموافقة من انطلاق مبدئي.

وهو عدم تدخلهم في السياسة، وعلى خلفية ذلك الاعتذار قدم الشيخ علي مسعد البابكري، وزير الطيران رئيس المجلس الأعلى الاتحادي استقالته من مهام منصبه مع وزير آخر، وأغلب الظن أنه حسين علي بيومي.

الشيخ البابكري وصاحب (ناصر العرب)

(توم ليتل) أحد عمالقة وكالة رويت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وصاحب الكتاب المشهور (ناصر العرب) وصاحب كتب أخرى منها ( الجنوب العربي - ساحة صراع)SOUTH ARABIA..ARENA OF CONFLICT، والذي أشار في الصفحة (172) منه أن« الشيخ علي مساعد البابكري، عرض قادة الجيش تسلم السلطة، إلا أن المندوب السامي البريطاني السير (همفري تريفيليان)، رفض العرض المقدم من الشيخ بحجة أن قوات الجيش متعاطفة أو متواطئة مع الجبهة القومية وعلى خلفية رفض المندوب قدم الشيخ البابكري استقالته ضمن ثلاثة وزراء اتحاديين».

الشيخ البابكري في (رمال متحركة) مع (ديفيد ليدجر):

أما ديفيد ليدجر صاحب كتاب (رمال متحركة) (ترجمة عمر علي العفيفي)، فقد أشار إلى الشيخ البابكري في كتابه السالف الذكر في موضعين (ص 116).

حيث أفاد أن «الشيخ علي مسعد البابكري، الذي دخل مؤخراً إلى الحكومة الاتحادية كوزير للطيران، وأنه كان أحد صغار المسؤولين السياسيين في السابق، فقد وصفه زميل له بأنه ذو رأس كالخروف وعقل كالمعزة وقلب كالأسد والصفتان الأوليتان عاريتان عن الحقيقة».

وفي الصفحة (133) أشار ليدجر بأن «الشيخ البابكري (خلف الشيخ علي عاطف الكلدي السيء الحظ كرئيس) طلب من قادة الجيش تسلم السلطة إلا أنهم كانوا منقسمين على أنفسهم وقدم استقالته وعاد أدراجه إلى أرض الواحدي. وأعلن تأييده لجبهة التحرير وجمع القبائل لمحاربة شرطة الجنوب العربي المحلية، التي أصبحت موالية للجبهة القومية».

الشيخ البابكري واستقرار دام (35)عاماً في السعودية:

نزح الشيخ علي مسعد البابكري إلى أرض المملكة العربية السعودية بعد نيل البلاد استقلالها في 30 نوفمبر 1967م وأقام فيها منذ يناير 1968م حتى وافته المنية عام 2003م.

وصادف ذلك اليوم 27رمضان ووري ثرى (جدة) في 28رمضان..

2. عبدالباري علي البركاني:

الصبيحي:

«قبيلة الصبيحي- أو الصبيحة - متعددة الفخائذ والفروع والبطون وتعيش في البقعة الممتدة على طول ساحل باب المندب حتى رأس عمران وفقم ومن الشمال تحدها قبائل المقطري والشرجبي والأثوري اليمنية الشمالية» (حمزة لقمان- مرجع سابق - ص 33)

قبائل الصبيحة:

تتكون قبائل الصبيحة من القبائل الآتية:

1- الحميدي2- البسوس3-الجبيري 4-الخزيمي 5-المطرفي 6- المخدومي7- المنصوري8- الدبيني 9-الزيدين 10- أهل شعب 11- أهل جرابي 12- الوحشي 13- البرهمي14- البشبوشي 15- الشمرية 16- المضاربة 17-الكعلولي 18-الشبيقي 19- العلقمي 20- العاطفي 21- المخايا 22-المحمودي 23-الجرتني.

الميلاد والنشأة:

القاضي والشاعر عبدالباري علي أحمد البركاني من مواليد قرية تربة أبي الأسرار بمديرية المضاربة ورأس العارة (لحج - الصبيحة) عام 1344هـ، الموافق 1925م. بدأ دراسته بمعلامة في مسجد أبي الأسرار، وتلقى فيها دروساً في القرآن الكريم والكتابة والحساب.

ثم درس اللغة والفقه والنحو والسيرة والفرائض على يد شيخه الجليل الشيخ أحمد عبدالله الخليل الزبيدي، الذي كان له رحلات سنوية إلى تربة أبي الأسرار في مسجد ولي الله الصالح على ابن إبراهيم أبي السرور.

انتقل عبدالباري البركاني على منطقة موزع، ومكث فيها عاماً كاملاً تلقى خلاله دروساً في العلم على يد الشيخ الفتيني ناصر أحمد الموزعي وأخيه ليعود بعد ذلك إلى قريته، وطور مداركه بتأهيل ذاتي وعين قاضياً في محكمة الشط الجزائية عام 1366هـ، الموافق 1944 استناداً إلى بيانات مقدمة من الأسرة.

تم نقل القاضي عبدالباري البركاني إلى العارة ومنها إلى كرش ومنها مرة أخرى إلى العارة لينتقل منها مرة أخرى إلى كرش، ومنها لثالث مرة ينقل إلى العارة، وانتقل بعد ذلك إلى الشط.

ونتيجة لخلافاته مع السلاطين والإدارة البريطانية، تم احتجازه في سجن لحج، وتفيد البيانات المقدمة من الأسرة بأنه هرب من السجن إلى شمال الوطن في 10 ذي الحجة 1382هـ الموفق 4 مايو، 1963بواسطة بعض الأصدقاء في منطقة الصبيحة.

الصماتي من رفاق الدرب في منطقة الصبيحة:

يعد الشاعر عبدالباري البركاني من الشخصيات الوطنية المعروفة في منطقة الصبيحة، ومن رفاق دربه، المناضلون الوطنيون المعروفون الآتية اسماؤهم: محمد علي الصماتي وبخيت مليط وعلي بن علي شكري وعبدالجبار السروري والشيخ علي عبدالله المشولي وعبد محمد الظرافي، وفي تعز تعرف البركاني على الشيخ راجح بن غالب لبوزة وجاءت قريحته بقصيدة رثاء فيه بعد استشهاده في 14 أكتوبر 1963م.

البركاني من رجال الإصلاح الاجتماعي والعمل التعاوني:

ذاع صيت القاضي والشاعر عبدالباري البركاني في الوسط الاجتماعي بأنه كان رجل الإصلاح الاجتماعي والعمل التعاوني، حيث كان يعمل على إصلاح ذات البين ولم الشعث، وقد عهده الوسط الاجتماعي برزانة العقل وحصافة الرأي في الصبيحة.

كان الشاعر والقاضي البركاني رحمه الله، يسعى إلى جمع التبرعات لأعمال الخير، ومنها تأسيس تعاونية الشط الاستهلاكية، وتم انتخابه كأول مدير لها، إلا أنه قدم استقالته نتيجة تعرضه لمضايقات حزبية.

مرارة النضال وسوء الحال بعد الاستقلال:

قرر المناضل الوطني عبدالباري علي البركاني العودة إلى الوطن بعد نيل الاستقلال في 30 نوفمبر، 1967، إلا أنه تعرض للاعتقال، وبعد وساطات وجاهات وطنية واجتماعية لدى الرئيس قحطان الشعبي- رحمه الله - تم إطلاق سراحه وفي عام 1969م عقب تولي الرئيس سالم ربيع علي مقاليد السلطة في 22 يونيو 1969م تم اعتقال عبدالباري البركاني.

زاره وفد من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، فرع محافظة لحج برئاسة الشاعر المعروف أحمد سيف ثابت، رحمه الله عام 1977م وعرضت عليه فكرة الانضمام للاتحاد، إلا أنه اعتذر عن المشاركة مفضلاً الانكفاء، وعلى نفسه مكتفياً بما قدمه من خدمة متواضعة لقضية وطنه.

المناضل البركاني في موكب الخالدين:

ورد في المادة المقدمة عن المناضل الوطني عبدالباري علي البركاني، والتي أعدها الأستاذ عبداللطيف محمد شوتري، والزميل محي الدين الشوتري، بأن المناضل البركاني انتقل إلى جوار ربه ظهر الخميس، 20 يونيو، 2005م عن عمر ناهز الثمانين عاماً.

خلف الفقيد البركاني وراءه سجلاً من الأعمال الوطنية والاجتماعية، وأرملة وثلاثة أولاد، الذكور منهم اثنان هما: علي وعبدالوهاب ويعملان مدرسين في قطاع التعليم.

أنعم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد على المناضل عبدالباري البركاني بميدالية حرب التحرير، وهو التكريم الوحيد له في حياته، وسجل التاريخ أن هذا المناضل دخل ساحة العمل الوطني والاجتماعي جوعاناً وغادرها جوعاناً..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى