«الأيام» تستطلع أوضاع مشروع مياه آل ديان بمنطقتي امعين - امقاع بلودر أبين .. مشروع المياه بات إحباطا وياسا..ووعودا كثيرة

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد

>
امعين وامقاع منطقتان زراعيتان تقعان في مديرية لودر بمحافظة أبين وتحتلان موقعا مميزا ويسكنها نحو 18،000 نسمة .. هاتان المنطقتان كانتا في الماضي تشربان وتغتسلان واليوم في زمن دولة وحدتنا المباركة لم تجدا من يسقيهما ويروي لهما مساحات العطش.

تصوروا أن المياه انعدمت من المنطقتين بصورة نهائية وصارت الحنفيات الموجودة مجرد أطلال يقف أمامها الأهالي يوميا يبكون مشروعهم الذي كانوا يعتمدون عليه في حصولهم على المياه ولسنوات طويلة وهو مشروع قديم أقامه أهالي المنطقتين مع بداية فترة حكم الرئيس سالمين .. فكانت الدولة حينها تقوم بمتابعته وصيانته باستمرار وقد أحالت مشكلة المياه حياة أهالي المنطقتين إلى حسرة وألم وعبروا عن أسفهم مما أصابهم من إحباط ويأس كبيرين من عدم الإيفاء بالوعود لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة التي استنفدت طاقاتهم ومدخراتهم. «الأيام» كعادتها ارتأت استطلاع معاناة مواطني عدد من القرى الذين حرموا من الحصول على شربة ماء من مشروع كان يقدم إمدادات المياه لعدة قرى محرومة فإليكم حصيلته في السطور التالية:

قد سبق لنا الكتابة حول تعثر هذا المشروع أكثر من مرة في صحيفة «الأيام» الغراء التي يسخر الأخوان العزيزان الأستاذان هشام وتمام باشراحيل صفحاتها لقضايا ومعاناة وهموم الناس من مختلف المحافظات إلا أن ما كتب عن تعثر هذا المشروع لم نجد له صدى لدى الجهات المعنية بالمشروع أو لدى الجهات العليا في الدولة هذا إن كانت تقرأ مايكتب في الصحف عن مثل هذه القضايا التي تخص المواطن.

تعثر مشروع آل ديان يهدد الأهالي :

تحدث أولا العقيد حسن محمد عبدالله اليس من أبناء منطقة امعين قائلا:«أنشئ مشروع المياه في مطلع السبعينات على نفقة الأهالي حيث كان يغطي جميع القرى المجاورة لمنطقة آل ديان واستمر عمل المشروع بنجاح فائق حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي». وأضاف:«بدأت المعاناة بعد ضم مشروع مياه آل ديان مع مشروع مديرية لودر عاصمة المديرية وزادت سوءا بعد استئصال المشروع من حكومي إلى أهلي حيث أصبح هما وكارثة تهدد مواطني مناطق آل ديان، استؤصل قرية بعد قرية ابتداء من قرية امسلامية ثم عراكبي ثم منطقة امعين والقرى المجاروة لها حتى صارت أغلب القرى والمناطق محرومة من مياه الشرب ولم يتبق من المشروع إلا جزء بسيط في منطقة امقاع التي تواجه حاليا أزمة شديدة بسبب شحة ضخ المياه إليها بعد تلف المضختين اللتين تعملان هناك».

وقال: «نأمل من محافظ المحافظة أن يصله صوتنا عبر صحيفتنا «الايام» وأن يعطي توجيهاته باعتماد صرف الأنابيب الناقصة وشراء مضختين للمشروع ليتم تشغيله حيث إن هذا المشروع يغطي العجز في المياه وإيصالها إلى المناطق المحرومة، وهو متوقف حتى هذا اليوم».

جلب المياه أرهق الأطفال والشيوخ وأسعارها باهظة الثمن:

التقينا بالأخ محمد ناصر الشبلي من أبناء منطقة امعين قال: «نشعر الآن بشيء من التذمر والإحباط لعدم حل مشكلة مشروع مياه (امعين - امقاع) وتشغيل المشروع وضخ الماء إلى منازلنا في قرانا، أما إذا لم تحل المشكلة فسنبدأ بمسلسل جلب المياه التي نتجشم فيها عناء قطع المسافات الطويلة على ظهور الحمير لعدم القدرة على شراء صهاريج الماء (البوز) الباهظة الثمن ونطالب الجهات المعنية ومحافظ أبين بدعم مثل هذه المشاريع الأهلية المصغرة». وأضاف قائلا: «وإذا لم تحرك الجهات المعنية ساكنا ولم يتم إعادة تشغيل المشروع فستبدأ حكايتنا مع رحلة البحث عن الماء التي أرهقت الأطفال والنساء والشيوخ والفتيات ولا نخفي ما تحمله صدورنا من معاناة في سبيل الحصول على شربة ماء .. فقد ارتفعت أسعار المياه إلى مبالغ باهظة وبعض الأهالي لا حول لهم ولا قوة ولا يمكنهم شراء وايت ماء (بوز) لبؤسهم وفقرهم وهم من ذوي الدخل المحدود ويصل أقل استهلاك للأسرة الواحدة إلى 8 آلاف ريال ولكن أملنا كبير في المحافظ الجديد ومدير عام مشاريع مياه الريف لدعم المشرع بالمضخات والأنابيب والدعم المادي ليصل الماء إلى منازلنا كما كان عليه سابقا».

حفيت الأقدام وانهارت الأحوال وباتت شربة ماء شغل الناس الشاغل :

كما تحدث إلينا الشيخ محمد عبدالله هبسي امعبادي من أبناء منطقة امقاع يقول: «إن الحكومة لا تنظر الى أحوالنا إلا الوعود التي تعودنا عليها عند قرب الانتخابات لنيل مطالبهم». واسترسل متحدثا: «لا حول لنا ولا قوة إلا بالله فقد حفيت أقدامنا وانهارت أحوالنا وأصبحت شربة الماء شغلنا الشاغل».

ووصف المشروع الحالي لمنطقتي (امعين- امقاع) بأنه «شماعة يعلق عليها المسئولون آمالهم في حين مضى على مشروعنا أكثر من سبعة عشر عاما ولم يتحرك خطوة تعطي الأهالي أملا في الحصول على الماء ليروي عطشهم».

شحة المياه والجفاف .. كابوس يؤرق الأهالي :

مشكلة الجفاف هي إحدى المشاكل التي تعانيها مناطق آل ديان بمنطقتي (امعين- امقاع)، وحولها حدثنا الوالد ناجي قاسم حيدان من امقاع قائلا : «منطقة آل ديان هي إحدى المناطق المهمة في بلادنا وفي الفترة الأخيرة ظهرت مشكلة الجفاف لقلة السيول والأمطار في المنطقة وهو الأمر الذي ضاعف من تفاقم المشكلة وفي اعتقادي أن الحل يكون في إعادة تشغيل مشروع المياه وضخ الماء وهو حلم راود كثيرا من أبناء مناطق آل ديان حيث إن الاستفادة من تشغيل مشروع المياه للمنطقتين ستعم الجميع ونجدها فرصة عبر «الأيام» أن نناشد باسم أبناء هذه المنطقة القيادة السياسية والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية العمل الجاد بتوفير الأنابيب والمضخات وتشغيل المشروع لتحقق أحلام أهالي منطقتي (امعين -امقاع)».

الفصل الأخير من حكايات المعاناة:

إن ما تعيشه مناطق آل ديان (امعين-امقاع) بمديرية لودر من مأساة حقيقية في مياه الشرب بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الجهات المسئؤلة لحل مشكلة أزمة المياه في هاتين المنطقتين وغيرهما من المناطق المجاورة.. فهل سيجد أهالي منطقتي (امعين- امقاع) آذانا صاغية لإعادة تشغيل المشروع؟.. كل هذه التساؤلات نضعها على طاولة محافظ أبين والجهات المسئولة لعل وعسى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى