«الأيام» تزور مستشفى ابن سينا بفوة .. المدير العام يتحدث بصراحة :نقدم خدماتنا لثلاث محافظات والموازنة التشغيلية للمستشفى لاتوازي نشاطه ونقص الكادر مشكلتنا الكبرى

> «الأيام» فؤاد عوض باضاوي :

>
نموذج لمركز الكلى - المكلا
نموذج لمركز الكلى - المكلا
مستشفى ابن سينا المركزي التعليمي أكبر مستشفيات محافظة حضرموت يقدم خدماته لمحافظات حضرموت، شبوة والمهرة ويعاني نقصا في الكادر، وهو في حالة توسع متواصلة والكادر هو نفسه والموازنة التشغيلية له كما هي لم تطرأ عليها أية زيادة، ورغم الجهود المبذولة من إدارته والسلطة المحلية ورجال الخير الذين لا يألون جهداً في دعمه ومساندته إلا أن تلك الجهود تبقى منقوصة وبحاجة إلى دعم ومساندة وزارة الصحة ورصد الموازنة التشغيلية التي تواكب ما يقدمه هذا المستشفى للمرضى في المحافظات الثلاث، وتأهيل الكادر المتخصص واعتماد توظيف الكادر القادر على مواكبة الجديد في الأجهزة الطبية وكذا الأقسام الأخرى.

«الأيام» التقت المدير العام لمستشفى ابن سينا المركزي التعليمي الدكتور أحمد سعيد السومحي، بعد تجوالها في أقسام المستشفى، وطرحت عليه العديد من الأسئلة التي أجاب عنها بصراحة مشكورا.

> عشرة أشهر مضت منذ زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى المستشفى وتوجيهه بصرف مليار ريال بعد اطلاعه على الأوضاع الصعبة للمستشفى.. ولكن إلى الآن لم نر أثرا لذلك.. إلى أين وصلت الجهود لتنفيذ تلك التوجيهات ؟

- في البدء نرحب بصحيفتكم في المستشفى ونقول للجميع كل عام وأنتم بخير.. أولا نقدم الشكر لفخامة الأخ الرئيس الذي وجه للمستشفى بهذه المكرمة بعد زيارته واطلاعه من قبلنا على احتياجات المستشفى وعلى إثر ذلك قام الأخ وزير الصحة والوكيل غازي أحمد إسماعيل، وعدد من اللجان المتخصصة بالنزول إلى المستشفى والتعرف على متطالباته التي تتمثل في إعادة تأهيله في عملية البناء والمعدات الطبية وكذا التكييف المركزي ..

وقد وصلت المتابعات إلى مراحلها الأخيرة وتم طرح هذه المتطلبات في مناقصات بحضور مندوب من المستشفى، وقد ناقشت اللجنة التحليلية جميع العروض المقدمة من الشركات المتنافسة وقد رفعت اللجنة المناقصات العليا لإقرارها .. ونحن ننتظر بفارغ الصبر الأجهزة والمعدات الطبية المقرة، وكذا إعادة تأهيل المباني والأرضيات والمجاري والكهرباء والتكييف المركزي الذي نرجو إعطاءه الأولوية نظرا لقرب قدوم فصل الصيف ومعاناة المرضى فيه ونعتبره حجر الزاوية في المستشفى ونرجو الإسراع فيه .

> أنتم تتحدثون عن أجهزة حديثة ستدخل المستشفى ماذا عن الكادر الذي سيعمل على هذه الأجهزة ؟ هل تم تأهيل كادر من المستشفى أم أن هناك كادرا جديدا سيأتي للعمل عليها؟

- نعم هناك أجهزة جديدة حديثة ستدخل المحافظة لأول مرة مثل جهاز الرنين المغناطيسي وجهاز سرطان الثدي وجهاز بانورما الأسنان وجهاز الليزر، ونحن نعاني نقصا كبيرا في الكادر الفني الوسطي والتمريضي والأشعة والمختبرات قبل وصول الأجهزة الجديدة، وبالتأكيد ستواجهنا مشكلة كبيرة وعبر «الأيام» نتمنى من الأخوة في مكتب وزارة الصحة والسكان بالمحافظة ألا يقفوا موقف المتفرج، ويجب أن يتحملوا المسؤولية في توفير ما يحتاجه المستشفى من الكوادر الفنية، ومخاطبة جهات الاختصاص لتوفير الكادر وإعادة الهيكلة في توزيع الكادر الفني الوسطي على مستوى المحافظة ومنح مستشفى ابن سينا الأولوية في الكوادر المؤهلة لكونه يشمل الواجهة والمرآة العاكسة لمستوى الخدمات الطبية والعلاجية في المحافظة، وإن نجاح مستشفى ابن سينا في تقديم خدمة متكاملة ومتميزة للمرضى هو نجاح للقطاع الصحي في المحافظة كلها وليس لإدارة المستشفى وحدها .

> ونحن في بداية العام الجديد 2009م ماهو الجديد لديكم وماهي الخدمات الجديدة التي أدخلت إلى المستشفى في العام المنصرم؟

- لدينا وحدة تخطيط القلب (هولتر) وقياس القلب بالجهد الذي يقوم بمراقبة القلب لمدة 48 ساعة وستدخل الخدمة خلال هذا الأسبوع، إلى جانب وحدة أمراض نقص المناعة (الإيدز) التي ستقدم العلاجات المجانية للمرضى واستلمنا هذه الأدوية وبدأنا بصرفها للمرضى ونحن بانتظار الأجهزة التي سوف تصلنا بالتنسيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وبتمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، وهذه الوحدة ستكون نواة للمركز الذي سيقدم الخدمة العلاجية للمرضى في محافظات حضرموت، شبوة، المهرة، ومن خلال صحيفة «الأيام» ندعو جميع المرضى ونعلن لهم أن العلاج سيكون مجانا والتعامل مع مريض الإيدز سيكون سريا لمن يريد فحص نفسه ومن دون أن نأخذ اسمه أو عنوانه ولو اكتشف المرض في أي حالة مصادفة هناك كادر متخصص في هذا المجال سوف يجلس مع من تظهر عنده إيجابية الفحص ويشرح له ويوضح كيف يتعامل مع هذا المرض وكيف يقي الآخرين منه، وسيتم علاجه سريا وسيقدم له النصح والمشورة التي تساعده في الحياة من دون ضغوطات أو مشاكل اجتماعية، أما الخدمات التي أدخلت إلى المستشفى في العام الفائت 2008م فقد تم إدخال وحدة المناظير الحديثة (جهاز تنظير الجهاز الهضمي العلوي والسفلي) (الإندسكوب) كلفته أربعمائة ألف ريال سعودي، وبدأ العمل به قبل ثلاثة أشهر، وكذلك وحدة مرضى السرطان التي تقدم العلاج مجانا للمرضى .

> هذا التوسع الذي تتحدثون عنه يحتاج إلى موازنة تشغيلية تواكب الخدمات المقدمة للمرضى .. هل يراعى ذلك في الموازنة المعتمدة للمستشفى سنويا؟

- مع الأسف الموازنة التشغيلية للمستشفى ضعيفة جدا جدا ولاتفي بمتطلباتنا ونحن نخاطب مكتب الصحة والسكان بأن يرفع الموازنة التشغيلية للمستشفى من خلال مخاطبة الجهات المختصة، والجميع يعرف أن الموازنة ليست في حجم ما يقدمه المستشفى من خدمات للمرضى .

> مساهمة المجتمع (الدعم الشعبي) أين تصرف؟ ألا تعوض النقص في الموازنة التشغيلية؟

- الدعم الشعبي يمثل مشكلة بالنسبة لنا وليس دعما.

> كيف مشكلة يادكتور .. أرجوك وضح لنا الصورة ؟

- طبعا مشكلة لأنه عندما أقر العمل بالدعم الشعبي (مساهمة المجتمع) العام 1999م كان هناك أيضا مايسمى بصندوق الدواء الذي كان يقدم الأدوية للمستشفيات بإعادة الكلفة وبعضها مجانية على ما أعتقد وهذا الصندوق تم إلغاؤه في شهر إبريل 2007م وتحول مسماه إلى البرنامج الوطني للتموين الدوائي الذي أصبح لايوفر الأدوية سوى بعض المستلزمات البسيطة ولايعطي لنا شيئا، وهذا زاد من الاعتماد على دخل المستشفى (من مساهمة المجتمع) لتغطية حاجات العمليات والأقسام الداخلية، ضف إلى ذلك أسعار العمليات والخدمات المقدمة لم يطرأ عليها أي زيادات من قبلنا وأبقيناها كما هي لأن الناس لاتستطيع تحمل زيادة جديدة، وهذا شكل عبئا كبيرا على المستشفى، بمعنى أن ما كنا نريده لتحسين الخدمة المقدمة للمريض أصبحنا ندفعه لشراء النواقص والمعدات الطبية المهمة من أجل استمرار العمليات وأيضا ندفع منها أجور العمال بالأجر اليومي الذين يعملون في المستشفى بالتعاقد إلى جانب حوافز الكوادر العاملة في المستشفى، ونحن نسعى لتقديم مايرضي ضمائرنا وفق ماهو متاح لنا .

> مادور السلطة المحلية بالمحافظة إزاء هذا الوضع الذي يعانيه المستشفى؟

- بأمانة الأخوة في السلطة المحلية على اطلاع دائم بمعاناتنا ويقدمون لنا الكثير، والأخ المحافظ والأمين العام للمجلس المحلي يتواصلان معنا دائما ويحلان الكثير من الصعوبات، وأنتم تشاهدون مشروع سكن الأطباء الذي تم إنشاؤه في حرم المستشفى وهو مشروع حيوي للأطباء الأجانب العاملين في المستشفى ويتكون من أربع وعشرين غرفة مع مستلزماتها بكلفة (62) مليون ريال يمني بتمويل من المجلس المحلي وينفذه المقاول بن كرمان وسيتم تجهيزه في فبراير القادم 2009م ولاننسى دور فاعلي الخير من أبناء حضرموت في المهجر والدعم السخي الذي يقدمونه للمستشفى ووحدة الكلى التي قارب العمل فيها على الانتهاء والبالغ كلفتها للمبنى فقط (ثلاثة مليون ريال) سعودي على نفقة الشيخين سالم أحمد بقشان، وأحمد محمد بانعيم جزاهما الله خيرا، وغيرهما كثير من الداعمين.

> هل من كلمة تودون قولها في ختام هذا اللقاء ؟

- نشكر صحيفة «الأيام» على نزولها إلى المستشفى وتلمسها أوضاعنا عن قرب، ولك شخصيا شكري الجزيل، كما نتقدم باسم جميع الأطباء والعاملين في المستشفى بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس على مكرمته التي خص بها المستشفى وللأخوة وزير الصحة ومحافظ حضرموت والأمين العام على دورهم في تنفيذ توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية .. وإن شاء الله يكون العام الحالي 2009م عاما تستكمل فيه كل النواقص وتحل جميع القضايا والصعوبات التي تواجه المستشفى وكل عام والجميع بخير .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى