> «الأيام» سعيد علي نور:

هذا الربيع بلا زهور،

ليس في باقاته ورد، ولا امرأةٌ

ولا فيه سرور..

وكأنه يوم النشورْ

هذا الربيعُ بلا ربيع،

فيه قنبلةٌ تبيدُ حديقةً

وجريدةٌ تبكي

وأشلاءُ نُسور

هذا الربيع بلا طيور.

***

في غزةَ، اليوم، يعيش الموتُ

والأحياءُ تبحثُ عن قبور

في غزةَ الأرضُ تمور

فللرجال حتوفهم،

طفلٌ يموتُ هنا، وسيدةٌ تكفنُ بعلها،

شيخ يفتش في دفاتره القديمة،

عن صلاح الدين، عن حطين، عن عربٍ تثور

وقائدٍ عربي يشبه في عباءته الثكالى

والثكالى لا تفر إلى الخدور.

***

في غزةَ اليوم صقورٌ،

تحمي بالله، تذرف دمعةً ناراً ونورْ

في غزة، اليوم، نساءٌ كالصخور

هذا امرأة تُكبِّر كلما فقدت وليداً

أو صبياً، لا تفرّق، في تراب الأرض، ما بين الصبايا والذكور.

***

في غزةَ اليوم جياع، يكتبون الثأرَ

من دمهم، يعزّون العروبة، كلما زادت خزائنها،

يعزون العروبة، كلما دسُمت موائدُها

ويدعون الخلافة: إننا قوم، بلا دار ولا نارٍ

ولكنّا نفضل أن نموت بلا موائدَ أو قصورْ

لكنّنا الآن نثور، بلا حساءٍ في القدور.

***

في غزةَ اليوم ثبورٌ

ضد إسرائيل، لاندري لماذا؟

-لأن الطفل منا صامدٌ، لايشرب الماءَ،

ينام بلا عشاءٍ، عندما يصحو على أصوات قنبلة تكون له بديلاً للفطور.

***

غزةُ الآن بديلاً عن موائدكم

وأحلى من قصائدكم، وأكبر من قلائدكم،

ستحكي قصة الوطن الغيور.