قبل صدور (كرمٌ على درب)

> «الأيام» د. علي صالح الخلاقي:

> قرأت باهتمام ما نشرته «الأيام» الغراء تحت عنوان (متى سيصدر ديوان «كرم على درب» للشاعر أحمد الجابري؟) للكاتب صالح حنش في العدد (5587) الصادر في 24 ديسمبر الماضي، وقد لفت نظري العنوان من الوهلة الأولى، لأن العنوان المقترح لديوان الجابري هو عنوان أثير لمؤلف شهير هو الكاتب والأديب الكبير ميخائيل نعيمة، وقد صدر عمله الأدبي الذي حمل عنوان (كرم على درب) للمرة الأولى عام 1946م، كما أعيد صدوره ضمن الأعمال الكاملة لميخائيل نعيمة (في المجلد الثالث الصادر عام 1979م عن دار الملايين ببيروت)، ولأنني من المعجبين بهذا الكاتب العبقري فقد اقتنيت أعماله الكاملة، وأرجع إليها بين الفينة والأخرى، ومن ضمنها (كرم على درب) الذي هو عبارة عن أقوال مأثورة أبدعتها قريحة ميخائيل نعيمة، وأجد فيها من المتعة والفائدة ما لا غنى عنها.

وبالمناسبة أقدم للقارئ قطوفاً مختارة من (كرم) ميخائيل نعيمة، وفيها من العبر والمواعظ ما لا تحتاج إلى تفسير، خاصة ما يتصل منها بواقعنا.. ومن هذه القطوف ما يلي:

- أترضى أن تكون عصاك أوفر كرامة منك في عيون الناس؟ (ضد قانون القوة).

- كل قتيل قتيلان (منطق وقانون الثأر).

- نهش الأسنان ولا نهش اللسان (عن التضييق على حرية الصحافة ومنها «الأيام»).

- بعض الناس كالسلم: يصعد عليهم الصاعدون وينزل النازلون أما هم فلا يصعدون ولا ينزلون (ما أكثرهم في وضعنا الحالي!).

- ما أكثر المتكلمين وأقل السامعين (يقابله في قاموس السلطة.. قل ما تشاء ونفعل ما نشاء).

- أما سمعت بالذي طبخ القاموس وأكله ليصبح كاتباً؟.. لقد مات المسكين بعسر الهضم، وما استطاع أن يكتب حتى وصيته.

- كم من الناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير (لأمثال هؤلاء نقول اقرأوا كثيراً وكفوا عن الكتابة حتى تتخلصوا من جهلكم).

- إن يكن الصمت من ذهب فما أغنى الخرسان (تحوير من الكاتب للقول المأثور: الساكت عن الحق شيطان أخرس).

- نام الثعلب في عرين الأسد ثم استفاق فإذا به ما يزال ثعلبا.

- الغضب رغوة تثيرها نار الجهل.

- من كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ الغير فالضرير خير منه.

- رأت الشاة قصابها يشحد سكينه فقالت له: احترس يا سيدي من أن تجرح أصبعك.

وأكتفي بهذا القدر، لأن الغرض لفت الانتباه للبحث عن عنوان آخر لديوان الجابري قبل أن يصدر بعنوان شهير لكاتب أكثر شهرة، وأثق أن هذا اللبس غير مقصود.. ولا أشك أن الشاعر القدير أحمد الجابري سيجد عنواناً بديلاً مناسباً يليق بمجموعته التي ينتظرها محبوه بشوق كبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى