مجازفة اسرائيل في غزة اقل منها في حرب لبنان

> بروكسل «الأيام» باسكال ماليه :

> رأى محللون أمس الأربعاء ان اسرائيل في موقع افضل حاليا منها خلال مغامرتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان عام 2006 متوقعين ان تتغلب بسهولة على حركة حماس على الصعيد العسكري رغم المخاطر الكامنة في اي حرب شوارع.

وقال جيرار شاليان الاختصاصي الفرنسي في الحروب "غير التقليدية" ان "الاسرائيليين سيسحقون حماس. سيوظفون كل الوسائل الضرورية وسيتخذون الوقت الكافي من اجل ذلك"، من دون ان يتكهن بالوقت الذي ستستغرقه هذه العملية التي اطلقتها اسرائيل في 27 كانون الاول/ديسمبر.

واوضح انه خلافا لحزب الله اللبناني، فان حماس "المطوقة ارضا وجوا وبحرا، معزولة وشبه محصورة ولا تملك مواقع تنكفئ اليها".

وتابع "ان الجزء الحاسم والاصعب من العملية سيجري في مدينتي رفح وغزة" لكنه اضاف "سيكون من المفاجئ للغاية ان يواجه الاسرائيليون مجازفة عسكرية خطيرة".

ورأى "انهم استخلصوا العبر من فشلهم النسبي في لبنان عام 2006 فاستعدوا بشكل افضل في حين ان خصمهم اضعف بكثير" من حزب الله.

وقال بوب آيرز الاختصاصي الاميركي في الامن والاستخبارات العامل في لندن انه بالرغم من سقوط الضحايا المدنيين، فان الاسرائيليين "ينجزون عملياتهم بشكل افضل بكثير منه في لبنان حيث لم يظهر ان لديهم اهدافا واضحة".

وتابع "ارسلوا رتلين حتى البحر لقطع غزة الى ثلاثة اقسام. اتوقع الان ان يقطع العسكريون الاسرائيليون الطرقات الى هذه المناطق الثلاث ويمشطونها بشكل منهجي".

ولفت الى ان "الاسرائيليين على يقين انهم سيخسرون في المدن عددا اكبر من الجنود" يفوق الحصيلة التي اقروا بها رسميا حتى الان، نتيجة الاشتباكات مع مقاتلي حماس والكمائن والافخاخ والعبوات على انواعها، لكنه اكد ان الهدف الظاهري من العملية العسكرية هو "ازالة خطر الصواريخ، ولن يتراجعوا".

واوضح ان "هدف اسرائيل هو تدمير اكبر قدر ممكن من البنى التحتية العسكرية والسياسية لحماس ثم ابرام اتفاق مع اي سلطة في غزة تقبل بالبحث في حق اسرائيل في العيش بسلام".

غير ان "النهاية المرجحة هي ان الاسرائيليين سيعلنون في وقت ما انهم حققوا اهدافهم ثم سيسحبون قواتهم، في حين ستعلن حماس من جهتها النصر لانها لا تزال موجودة".

واشار شاليان ايضا الى انه "لا يمكن استبعاد ان يعجز الجيش الاسرائيلي عن انجاز عملية +التطهير+ وسط مليون ونصف من السكان الفلسطينيين وفي ظل كثافة سكانية تبلغ اربعة الاف شخص في الكلم المربع".

واذ يقدر عدد مقاتلي حماس ما بين 15 و20 الفا، قال شاليان "اننا بعيدون جدا في الوقت الحاضر عن هذا الرقم" حيث لا تتعدى الارقام التي اعلنها الاسرئيليون بضع مئات من المقاتلين الذين قتلوا او اسروا.

وقال ان "قوى الاسلاميين المقاتلة لم تمس تقريبا وهي قابعة في انتظار الوقت المناسب لالحاق اكبر ضرر ممكن بالعدو الاسرائيلي" ولو ان "الرهان بالنسبة لحماس ليس النصر بل البقاء".

وعما اذا كان ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين يمكن ان يسرع انهاء العملية، قال شاليان "ان عدد الضحايا المدنيين غير مرتفع كثيرا في الوقت الحاضر (حوالى 300 قتيل من النساء والاطفال) بالمقارنة مع الاف القتلى الذين يسقطون في الوقت الحاضر في حرب سريلانكا" فيما "لا تزال الخسائر العسكرية الاسرائيلية متدنية".

ورأى نديم شحاده الخبير في شؤون الشرق الاوسط في معهد شاتام هاوس في لندن ان اسرائيل "لن تتوقف قبل ان تكون في وضع يسمح لها باعلان النصر".

وقال ان "ثمة رهان داخلي بالنسبة لاسرائيل، هو العلاقات بين الحكومة والمؤسسة العسكرية" التي اتهمت بانها لم تكن على المستوى والقيت على عاتقها مسؤولية الجنود الـ117 الذين قتلوا في المعارك في لبنان عام 2006. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى