تيار آخر

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> في الكون والطبيعة ثلاثة تيارات حقيقية، أما البقية فلا ريب مجازية وتغدو الصفة التي يمكن أن تصنف فيها هذه التيارات محملة بصبغة فيزيائية أو كيميائية وإن كانت نواتها طبيعية لأن مصدرها كذلك.

وهذه التيارات هي : تيار الهواء والماء والكهرباء، ولقد نالني من الأول مانالني مثل هذه الأيام الثنائية الباردة جراء حساسيتي المستثارة من هذه الأجواء، لكن السؤال يذهب لدي هل تيار الهواء العادي يتماثل ويتضارع ويتوازى في التأثير مع تيار الهواء الآخر الذي وكما وصفه بامطرف في غنائية المرحوم العزاني (والهواء تيار يتدفق حنون) وأحيانا -والإضافة من عندي- محمل بذبذبات الكهرباء ودبيب زخات خرير الماء على أمواج القلوب المتكسرة على الدفقات المتوسطة والعالية والمتناهية في حرارة التيار الساري (بفولتية) وسعت الشرايين ونسمت الأوردة وذهبت بأي شكوك محتملة للجلطة أو الذبحة الصدرية إزاء الدهون المشبعة جراء انشراح الصدور بمسرة وحبور مع نثار من زخم العبير الفواح وأريج الزهور المنداح في جنة الأحاسيس المفعمة والمستأنسة بالرقة في بساطة ودعة ليس بالضرورة أن تعكس بالدقة، دقة مايجري في دوائر التيار الممغنط بإلكترونات (كيوبيد) وأيونات فيروسه التي تغزو القلوب على حين غرة وتسجل حالات تلبس إيجابية لاتنكرها عين ولايقرها مجهر، كما تقرها الشرايين الداخلية من الأورطي إلى الأبهر، وفيروس كيوبيد ليس بذلك الفيروس الذي هو سيء الصيت والسمعة ولاهو بالذي يحمل على أنه بالوبائي الذي يمكن أن ينقل من بعده إلى محاجر صحية أو إلى مشاف ذوو الحالات المعدية، وإن كانت العدوى هنا محمودة، لكنه وللأمانة الطبية هو فيروس غير ناقل للمرض، كما توصفه الجهات المعنية التي ليس من الملزم أن تؤخذ بتعليمات الرعاية الصادرة عنها، لأن محاور الاستيعاب هنا مبنية على رهافة الإحساس وتنمية الشعور بذائقة جمالية للجمال فقط على أسس معنوية .. كما لايؤخذ في الحسبان والاعتبار أن تكون هذه المقاييس الجمالية حسية أو مادية وإن توافرت فلابأس فتيار الهواء هنا ذو خصوصية، رونقه شفاف ولغته عفوية، معادلاته بسيطة ومعادل الاتزان فيها إنسانية، لكن إياك أن تعود وتكرر يامتعبي من جديد، كما فعلت في بداية السطور وتسأل في الختام هل خصائصه ذاتية أو موضوعية..؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى