صحيفة «فتاة الجزيرة» في ذكرى ميلادها

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

> بتاريخ 1يناير 1940، الموافق 21 ذو القعدة 1358هـ يوم الإثنين صدر العدد الأولى من صحيفة «فتاة جزيرة» فكانت ميلاداً لعصر الصحافة الحديثة في عدن والجزيرة العربية، ومن خلال هذه الصفحات نسترجع بعض الصور والمعلومات عن مكانة هذه الصحيفة بين الناس وما أحدثت من تفاعل بينهم، لأنها كانت مطلباً موضوعياً، ورسالة وهدفاً لما حسبت إليه الأنفس والعقول في عالم البيان والفكر، وهنا نقدم عدداً من الشهادات التاريخية عن الصحيفة وزمانها.

من الأستاذ الأصنج

«عزيزي الأستاذ لقمان المكرم

دعني أناجيك اليوم على صفحات «فتاة الجزيرة» الوطنية الإسلامية التي تظهر لأول مرة في تاريخ عدن، والتي طالما اشتقت أنا وأمثالي الكثيرين لرؤية جريدة عربية حرة مثلها.

وأني لمغتبط جداً أيها الصديق بهذه البادرة المباركة في سبيل البلاد.

والحق أقول أن عدن العربية لفي أمس الحاجة إلى جريدة تعبر عن حاجة البلاد وتستنهض همم الشباب لرفع مستواهم الأدبي والاجتماعي، أليست عدن اليوم همزة الوصل بين الشرق والغرب؟!

أليست عدن اليوم الثغر الطبيعي لليمن كلها من أقصى العربية السعيدة غرباً حتى آخر حضرموت شرقاً؟!.

إذاً يجب أن تشعر الأقطار العربية الشقيقة بحيثيتها وتكون جريدة «فتاة الجزيرة» محور التعارف والإخاء وتبادل الأفكار تنسج بمغزلها توثيق عرى الرابطة العربية في طول البلاد وعرضها، فيتبادل شباب المسلمين كؤوس بين قلوبهم وتغرس حب المجد والوطنية في أفئدتهم وتعمر قلوبهم بالإسلام وتعاليمه الحقة.

لقد سرني يا أستاذ حصولكم على إجازة الحكومة الموقرة لإصدار هذه الجريدة وإن كانت أتت في وقت عصيب سوف يراقب كل سطر من سطورها في هذه الأيام بسبب الاضطرابات الدولية الحاضرة، ولكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، فتقدم على بركة الله مستعيناً به وحده على خدمة تعد من أجلَّ الخدمات الوطنية».

فتاة الجزيرة - 1يناير 1940م

من العلامة الفاضل الشيخ كامل عبدالله

في العدد 2 من «فتاة الجزيرة» الصادر في 7 يناير 1940 نشر هذا الموضوع: «لقد شجعت الأستاذ لقمان علي، إصدار جريدة في عدن علماً مني بأن لاسبيل إلى الإصلاح الذي ينشده كل غيور يحب الخير لأمته إلا الجريدة، أضف إلى ذلك المنافع الأدبية التي تنجم عنها من احتكاك الآراء كتشحيد الأذهان وتنوير الأفكار وتنمية المعلومات وانطلاق العقول من قيود الأضاليل والأوهام. بله ما يتريب على ذلك من تقبيح القبيح وتحسين الحسن والأخذ بناصر الفضيلة وتنبيه الأمة إلى المثل العليا والسير بهم في الطريق السوي حتى يتبوؤا المركز اللائق بهم تحت الشمس.

إن الجرائد والمجلات أكبر مرشد وأسد إصلاح للشعوب والأمم في هذا العصر، كما وأنهما قد أصبحتا معيار تقدم الأمة وانحطاطها، فكثرة انتشار الجرائد والمجلات في أمة دليل على رقيها وتقدمها والعكس بالعكس.

بيد أن الإصلاح المنشود من إصدار جريدة في عدن لايتم إلا إذا قامت الجريدة من جهتها أولاً بالإصلاح الديني والتهذيب الأخلاقي غير مبالية بما يعترضها من صعوبات ومشقات لابد لكل عمل جليل منهما، وقام الشعب العدني واليمني من جهته بتشجيع جريدته بشد أزرها ومساعدتها ماديا وأدبيا والمفكرون بكتابة مايجب عليهم نحو دينهم ووطنهم وأمتهم على صفحاتها بما لا يتعدى حدود العقل والمنطق هذا وأن عدن لترحب بأول جريدة عرفتها في تاريخها المفعم بالعبر على يد ابنها البار الأستاذ لقمان وبنيه الغر الميامين وتود أن تكون هذه الجريدة فاتحة جرائد ومجلات تعود على أبناء العربية السعيدة خصوصاً والجزيرة عموماً بالنفع العميم والفضل الجسيم.

إن عدن مركز تجاري مهم وأحب أن تكون مركزاً ثقافياً أهم فتنقل إلى غيرها غذاء العقول كما تنقل اليهم غذاء الأبدان وما ذلك على شبابنا الناهض بعزيز.

وبعد فلا يفوتني تنبيه فضلاء البلاد إلى ضرورة تشكيل لجنة بجميع إعانات لمنكوبي الزلزال في تركيا عملاً بما يقتضيه الواجب الإنساني، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه. والإنسان أحب أم كره. وبالله التوفيق. عدن».

صدى «فتاة الجزيرة» بمصر

في العد 10 من «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 3 مارس 1940م كتب مايلي:«حال كتابة هذه السطور .

ونحن قد قرأنا الأعداد الثلاثة من فتاة الجزيرة في إدارة جريدة الشورى عند المجاهد الكبير أبي الحسن وقرأها كثير من رجال الفضل والأدب من مصر وسوريا، وفلسطين والجميع جداً معجبين بظهور هذه الصحيفة متفائلين بخير كبير للبلاد العدنية وشبابها.

وهذه الجريدة هي أول جريدة أسبوعية في جنوب جزيرة العرب، بل في أهم أجزاء البلاد العربية وأعظمها حضارة ومدينة، ولاشك أن الصحيفة التي تظهر في بلاد كان لها ماضيها المجيد يكون لها صدى عظيم ويحصل عليها إقبال كبير.

فعلى كل يمني يعرف واجبه أمام وطنه وأمته أن يمد يد المساعدة في سبيل تشجيع الصحيفة والعمل على نشرها والحرص على حياتها كل بحسب ماعنده، فصاحب المال يجود به، وصاحب الأدب يملأ أعمدتها بأدبه وهكذا حتى تستطيع الصحيفة أن تواصل السير ويمكنها أن تعيش فتؤدي واجبها بنظام ويعرف الناس ماهي اليمن،

ومن هم أبناء اليمن ونحن نقدم واجب الشكر لنابغة عدن وعبقريها العظيم الأستاذ لقمان، الذي حقق لنا طلبه طالما نشدناها، وأتاح للأدباء فرصة لنشر آرائهم وبث أفكارهم.

كما أني أرفق كلمتي هذه بتقديم الاشتراك في الصحيفة لسنة وآسف أني لم أستطع أن أقدم اشتراك عشر سنين وعساني أن أقوم بقسط كبير في الكتابة وأعد نفسي مندوباً للصحيفة هنا أوافيها بما أستطيعه من الحوادث والأخبار.

مصر: أحمد محمد نعمان اليماني

«فتاة الجزيرة»: هكذا يكون الأدباء وأهل الفضل»

دور التنبه العدني ورسالته الأدبية

أما العدد 17 من صحيفة «فتاة الجزيرة» الصادر في 21 إبريل 1940م نشر هذه المادة التي جاء فيها:«وصلتنا هذه الرسالة من أحد أبنائنا في العراق وهو الشاب الذكي حامد عبدالله آل خليفة أحد أفراد البعثة العدنية في مدارس العراق وهي كما يأتي:

لست أدري كيف أصف هذه الشعور وتلك الخواطر التي مرت بي حين سمعت لأول مرة في حياتي أن هناك جريدة عدنية تصدر كل أسبوع، ولكم كنت أتمنى أن أسمع أن وطني قد شعر بالواجب المقدس الذي على عاتقه، ولكن والحمدلله فإننا الآن نسمع ونرى «فتاة الجزيرة» في حلة بيضاء يريد بياضها أن يسطع نوره ويكتسح العالم بأسره منبهاً أن الشباب العدني قد أصبح بدور نسمية دور (التنبه).

نعم أقول إن الشباب العدني قد أصبح بدور التنبه لأن تلك الظواهر التي أصبحت جلية للأنظار. هي دعتني أن أسمي هذا الدور بدور التنبه ولعل القارئ يقول ماهي تلك الظواهر يا ترى؟ فأقول هي:

أولاً خروج الشباب العدني إلى الخارج للتعليم والتجارب.

ثانياً: هو الشعور بوجوب إصدار جريدة كهذه الجريدة التي تسعى بين أيدينا.

فالحق يقال أن الأستاذ محمد علي إبراهيم لقمان المحامي جدير بالتقدير والاحترام لأنه قد عرف كيف تتداوى النفوس الكليمة الجاهلة.

وهنا يدفعني واجبي الوطني أن أقدم أولاً شكري وعظيم تمنياتي لهذا الأستاذ المحامي وثانياً أرفع صوتي من وراء البحار منادياً الشباب المثقف والرجال المفكرين في هذا الوطن أن يساعدوا صاحب هذه الجريدة ليرفعوا من شأنها.

ويجب أن يفكر كل مثقف عدني أن هذه الجريدة ليست إلا ميداناً لشحذ الأذهان والقرائح، وهذا الميدان يجب أن يقومه الرجال ذوو الأقلام التي تنطق بالفكرة الصائبة، وبهذا تكون عدن قد أدت رسالتها الأدبية للعالم أجمع وخاصة للعالم العربي الذي يتطلع إلى جنوب الجزيرة فلا يجد من يعبر تعبيراً صادقاً عن تلك الرسالة الأدبية.

إن الذي يتبع خطوات الأدب العربي في عصرنا الحاضر يرى أن مصر قد خطت خطوات واسعة النطاق إلى إيجاد أدب عربي يتمشى وروح العصر، عصر الكهرباء، ولست أقصد أن مصر قد تركت الأدب العربي القديم وخلقت لنا أدباً عربياً يوافق روح العصر، بل إنها جعلت الأدب العربي القديم أساساً للأدب العربي الحديث وكسته بحلة عصرية خلابة.

وهكذا سوريا، وهل من يجهل خطورة الرسالة التي اضطلع بها اليازجي والبستاني يوم لم يكن في الدنيا العربية إلا جهل وظلام، والعراق الحديثة لا تتقاعس ولا تتوانى عن الأخذ بنصيب عظيم في بعث الشخصية العربية لتؤدي رسالتها غير منقوصة.

وإني في الختام أشكر العراق الكريمة على عطفها علينا وإكرامها لنا».

من القاهرة - رسالة

«السيد الجليل عبدالله بن علوي الجفري

حضرة صديقي الفذ الأستاذ محمد علي إبراهيم لقمان تولاه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد كنت أود أن أخط لك هذه الكلمات قبل مباشرة السفر لأهنئك على إصدار جريدة «فتاة الجزيرة» وعلى جهودك الموفقة في هذا الوقت العصيب الذي تموت فيه الجرائد وتوأد فيه المجلات!! وإنه لعمل جليل أخذتموه على عاتقكم وتكلفتم بإبرازه وماهو بأول عمل لك ياعصام!!!

نعم ياصديقي لقد أهلت «فتاة الجزيرة» علينا كما يهل القمر على الركب الحائر في الليلة المظلمة فيرشدهم إلى النهج البين ويهديهم إلى خط السير المطلوب، كيف لا ونحن الآن قد ابتدأنا نخوض غمار نهضة ثقافية تعيد لأبناء العروبة في جنوب الجزيرة ما عرفوا به في الماضي من ارتقاء في التفكير وعلو كعب في العلوم وسمو في الإدراك، وأن للصحافة الحرة الشريفة ذات المبدأ القويم في هذا العصر القوة القاهرة والأثر الفعال في تسيير دفة النهضات ثقافية كانت أم غيرها.

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يسهل مهمتكم ويسدد خطاكم ويوفق أمتنا على شد أزركم وتشجيعكم على المضي في هذا العمل المضني الشاق حتى نرى ثمار عملكم متوجاً بأكاليل الفخر والنجاح».

إلى فتاة الجزيرة

في العدد 25 الصادر بتاريخ 16 يونيو 1940 جاء فيه: «وصلتنا هذه الرسالة من سيد يماني كبير.

حضرة الأستاذ المحترم الكاتب القدير محمد علي إبراهيم لقمان حفظه الله، طالعت أعداداً من مجلتكم «فتاة الجزيرة» التي هي عنوان بنات أفكاركم وربات خدور خيالاتكم بعد اطلاعي على كتابكم (بماذا تقدم الغربيون) وأفيدكم أني أعجبت كثيراً بما تقومون به من خدمات جليلة بشعور فياض وأخلاق عالية في سبيل الوطنية والقضية العربية تلك القضية التي يجب أن يخدمها كل مسلم في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان..

تلك القضية التي مازال مبدأها مشرقاً ومرعاها مغدقاً منذ خرج محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا اليوم ولن يُزال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. تلك القضية التي جاء بها صاحب الرسالة ومبيد الجهالة بشعور حي وعاطفة نبيلة وخلق رفيع وروح عالٍ بعد أن توالت الدهور والأحقاب والأمم منفصل بعضها عن بعض تزعم كل أمة أن العالم قد جمع فيها وأنها أفضل من سواها.

من أجل ذلك أرادت الحكمة الإلهية أن تقضي على ما خالج نفوس بعض الأمم من أنها أفضل من غيرها جنساً وخلالاً وديناً وأن تجعل من الإنسان جسماً واحداً هدفه الحق والعدالة، فمنَّ الله على الخلق جميعهم برسول عام قال له ربه: ?{?وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين?}? ?{?وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً?}?، كان مثل من سبقه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مثل المصابيح كل منها يضيء جانباً فلما ظهرت شمس الرحمة من البلاد العربية لم يبق هناك من حاجة إلى هذه المصابيح الممدودة وليس في مقدور أي نور آخر أن يقوم مقام هذه الشمس.

بعث كل فرد من الرسل المتقدمين لتهذيب أفراد أمته وجعلهم صالحين لتكوين أمة متجانسة وليعمر الحق أن ذلك عمل جليل.

غير أن محمد [ وهو خير المرسلين، أرسل ليجمع هذه الأمم ويجعلها أمة واحدة متكافئة مرتبطة برابطة الإخاء.

جاء كل رسول وأهم مقاصده تقويم خلت معين فكانت حياته أسوة لما أراد تقويمه، أما محمداً فقد جاء لتنمية الفطرة الإنسانية جميعها وتقويم إعوجاجها وإصلاح غرائزها، وقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم درساً للأمم ومثلاً كاملاً لبني الإنسان اجتمعت فيه الفضائل التي كانت في أنبياء بني إسرائيل وغيرهم، تجمعت فيه شجاعة موسى وشفقة إبراهيم وصبر أيوب وإقدام داود وعظمة سليمان ورحمة عيسى.

كانت له شخصية قوية أثرت فيمن حوله أثراً بليغاً، فأقر له العدو والصديق وأظهر من الثبات والمثابرة وحضور البديهة والسكينة في أوقات المحن والشدائد مالم يعهد في أحد قبله ولابعده من البيان ووضوح الحجة ما جعل الناس قاطبة يفهمون قوله ويتأثرون به، أذاع للناس أنه بشر مثلهم لا أقل ولا أكثر أو حيث إليه الأحكام والآداب لتبليغها والترجمة عنها.

وقد بلغت تلك الدعوة الصادقة مشارق الأرض ومغاربها وباديها فمن الناس من سمع النصيحة فأداها كما سمعها علماً منه أن عليه واجباً في الحياة ومنهم من كتمها ومن يكتم النصح عن إخوانه فإنه آثم قلبه ومنهم من تغافل عنها وأولئك هم أضل سبيلاً.

وإنني لأقف موقف الاعتراف، شاكراً لك أيها الأستاذ، مقدراً جهودك التي بذلتها وقمت بها خدمة للدين الحنيف وأخلاقه ومشاريعه الحسنة وقضيته التي يجب أن تكون نصب عين كل مكافح ولن أزال شاكراً لك ما حييت، لازلت ملحوظاً بعين العناية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أخيك العربي».

إلى فتاة الجزيرة

أما الشاعر الأستاذ نجيب جعفر أمان فقد نشرت له «فتاة الجزيرة» هذه القصيدة في العدد 2 الصادر بتاريخ 7 يناير 1940 ومقدمتها هذه الكلمات:

«عزيزي الأستاذ الكبير لقمان.

بعد التحية، أبعث إليك بتحية جاءت بها القريحة لجريدة «فتاة الجزيرة» الغراء فأرجو أن تنال حسن القبول وأن تتكرموا بنشرها إن رأيتم أنها تستحق ذلك، وأشكركم.

نثروا التحية لؤلؤاً وفريدا

ونظمت حبي في هواك قصيدا

ياغادة برزت فأبدت للورى

أي الجمال سوالفاً وخدودا

أهداك نابغة الصحافة منهلاً

للواردين ومورداً مقصوداً

والعبقري إذا سعى لمهمة

ذلت له العقبات وهي كؤودا

لما دعاك (محمد) لم تحجمي

وبرزت في الثوب القشيب ورودا

فكأنما أوحى إليك لتبعثي

شعباً تعود نومه وهجودا

لما رأى الأقوام بين ربوعهم

مشتتين جهالة وخموداً

اهتز (لقمان) بنادي قومه

أين الشباب العامل الصنديدا

كل يجيب وثغره مبتسم

آن الآوان بأن نفك قيوداً

يافتية الأدب الرفيع ومن بهم

تسمو البلاد إلى الحياة صعوداً

هذي «الجزيرة» قد أتت (بفتاتها)

هاتوا ابعثوا نور العلوم عموداً

فليحفظ التاريخ في صفحاته

هذا الصنيع الخالد المحموداً

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى