في المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) المنعقد في عدن.. السيد عبدالرحمن الجفري:الجنوب يستحق ويحتاج قراران وطنية شجاعة من القيادة السياسية لمعالجة ماجرى ويجري فيه

> عدن «الأيام» فتحي بن لزرق

> افتتحت أمس بقاعة فلسطين بعدن أعمال المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) وذلك بحضور حشد كبير من قيادات الحزب وأعضائه وعدد من مسئولي السلطة المحلية بعدن وقيادات من الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك والأحزاب السياسية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات الاجتماعية ورجال الصحافة والإعلام.

وافتتح الحفل بآي من الذكر الحيكم أعقبها كلمة لأمين عام الحزب محسن محمد أبوبكر بن فريد افتتحها مرحبا بالضيوف والأعضاء المشاركين باسم الهيئة المركزية لحزب الرابطة قائلا:«أرحب بكم في هذا اليوم الجميل في هذه المدينة العزيزة على القلب مدينة النور والتنوير عدن».

واستعرض محسن بن فريد في كلمته الدور الريادي لحزب الرابطة على الصعيد الوطني منذ أن كان مجرد فكرة ولدت على أيدي عدد من رواد الحزب في الرواق العباسي في الأزهر الشريف في العام 1940.

وتحدث بن فريد في كلمته عن ريادة حزب الرابطة بالقول :«كان لنا قصب السبق في تحديد أهداف وطنية سياسية واضحة في منتصف القرن الماضي تمثلت في التحرر من الاستعمار.

وكان لحزب الرابطة الريادة في إذكاء المشاعر الوطنية من خلال دعم أعمال المقاومة ضد الوجود البريطاني كما استطاع حزب الرابطة أن يطرح قضية الجنوب على الأمم المتحدة في العام 1959».

كما تطرق في حديثه إلى مشروع الإصلاحات الشاملة الذي تقدم به الحزب في نوفمبر 2005 واصفا هذا المشروع وهذه الرؤية بأنها المخرج الحقيقي للأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد .

واختتم حديثه بالإشارة إلى الأولوية التي يوليها حزب الرابطة لمشاركة العنصر النسائي واعدا برفع نسبة مشاركة المرأة في تكوين الحزب إلى ما لايقل عن %20 من أعضائه .

ثم ألقيت كلمة منظمات المجتمع المدنية والحقوقية ألقتها الناشطة الحقوقية عفراء حريري تحدثت فيها بالقول:

«إن مؤتمركم هذا ينعقد في ظل أجواء مفعمة بالأسى والحزن على مايحدث في غزة فلسطين العربية ، وحسرة على الموقف العربي من قضية الأرض والإنسان (الهوية العربية - المعتقد - اللغة - الموروث الثقافي) وكذلك في ظل أوضاع يمنية وإقليمية ودولية نستشعر من خلالها خطورة الانزلاق في التعاطي معها على ساحة الأنشطة الحقوقية بالذات وفقا لخيارات ذات طابع حدي والتي تفرض موقفين لا ثالث لهما : إما مع أو ضد».

وأضافت بالقول:«صار لزاما على المجتمع المدني المعني بحقوق الإنسان تمكين المرأة اقتصاديا وتأهيلها اجتماعيا وتوعيتها حقوقيا ومحو أميتها - تعليمها- بأن يتعاطى مع تلك الأوضاع الوطنية الخاصة بالمرأة وحقوق الإنسان بجدية واجبة كونها شريكا أساسيا في التنمية ، ومن باب أولى أن تقوم الأحزاب السياسية بتضمين النهوض بالمرأة سياسيا في التأطير الحزبي وفقا للقائمة الحصصية أو الكوتا أو القائمة النسبية وتوعيتها سياسيا وتشجيعها للمساهمة الفاعلة في تنفيذ برامج حزبها السياسي الذي تنمي إليه».

وطالبت في ختام كلمتها المؤتمرين قائلة: «أنتم مطالبون بتقديم وثائق تتضمن تعزيز مساهمة حزبكم السياسي في دعم منظمات المجتمع المدني لتجسيد مواطنة قائمة على مناهضة عدم المساواة ، وتعزيز دورالمرأة في مختلف أطركم التنظيمية وأن تعملوا وفقا لمنهج يوازن بين العمل السياسي والإنساني في مساهمتكم بدعم الأخير- منظمات المجتمع المدني - نظرا للقصورالفادح للموارد المادية لمنظمات المجتمع المدني وهو أمر وثيق الصلة بافتقار المجتمع المدني للحيوية المطلوبة منه خاصة في محافظة عدن ، وكذلك لغياب الديمقراطية في ظل القيود الهائلة على الحريات وعجز الأحزاب السياسية عن أستيعاب المتغيرات التي طرأت خلال العقود الأخيرة في التعبير عن طموحات الأجيال الجديدة وتقديم بدائل لسياسة الحزب الحاكم وتفاقم بنية الاحتكار لمنظمات المجتمع المدني والانتهاكات والقيود الهائلة على النشاط السياسي والحزبي وكذلك النشاط الإنساني والاجتماعي وهي حق مشروع لمنظمات المجتمع المدني المستقلة خاصة المعنية بحقوق الإنسان والتي كان عليها أن تدفع الثمن إزاء إصرارها على تبني مواقف منسجمة أخلاقيا مع معايير حقوق الإنسان حتى لو كان ذلك يصطدم بمصالح وحسابات وأفكار مستقرة لدى هذا التيار أو ذاك من التيارات السياسية أو لدى أي قسم من أقسام النخبة المثقفة ، وكذا التعددية المقيدة أسهمت بشكل بالغ الخطورة في تشويه الحياة المدنية والسياسية والتي عليكم تبني وضع مقترحات حلول لها ومعالجتها».

وألقى د. عبدالله عوبل أمين عام حزب التجمع الوحدوي كلمة أكد فيها أن حزب الرابطة «يقف اليوم بأقدام ثابتة وهو في ذلك يستند إلى تاريخ عريق وتجارب زاخرة بالعبر تجعله يحتل موقعا مرموقا على الساحة السياسية اليمنية».

وأكد عوبل أن هذا المؤتمر سيشكل نقلة نوعية تعمق الدور السياسي للحزب على خارطة السياسية اليمنية.

وتطرق إلى المشاريع التي تقدم بها حزب الرابطة بغية حل الكثير من المشاكل العالقة على الساحة المحلية.

وقال:«منذ انتهاء الحرب الظالمة العام 1994 وحزب الرابطة يقدم الكثير من المشاريع الوطنية الهادفة إلى إخراج البلاد من أزمتها ومنها برنامج الإصلاحات الشاملة وقانون الحكم المحلي».

وتمنى عوبل أن ترى الأفكار المشتركة التي تجمع حزب الرابطة بحزب التجمع النور وخص بالذكر موقف الحزبين المتمثل في التمسك بالقائمة النسبية وقانون الحكم اللامركزي وقانون الأحزاب .

وتطرق في كلمته إلى ما وصفه «تعقد الأزمة السياسية في البلد واستفحالها وتزايد عدد البطالة وفشل السياسة الاقتصادية الحالية وحالة اللاحرب واللاسلم التي تعيشها صعدة ويقف على رأس هذه الأزمات القضية الجنوبية»، مؤكدا أن أي معالجات لا تأخذ بعين الاعتبار هذه القضايا ولا تضع لها حلولا لن تكون مجدية، لافتا إلى أن الأزمة التي تمر بها البلد اليوم «ليست أزمة انتخابات أو غيرها وإنما القضية قضية مجتمع بأكمله يبحث عن حياة حرية عادلة وكريمة».

وأضاف :«الحد الذي وصلت إليه الأزمة اليوم يؤكد أنه لم يعد بمقدور الحزب الحاكم التحكم فيها لأنها أكبر من الحزب الحاكم ذاته» .

كما ألقيت في الحفل كلمة عن أحزاب اللقاء المشترك ألقاها الأخ محمد العفيف تحدث فيها بالقول :«نتمنى من المؤتمر الخروج بقرارات يمكن لها أن تساهم في تمتين العلاقات التي تجمع أحزاب اللقاء المشترك بحزب الرابطة خصوصا وأن المؤتمر ينعقد في ظل أوضاع حرجة يغلب عليها منطق انسداد الأفق السياسي الذي وصلت إليه»، مثمنا اختيار حزب الرابطة مدينة عدن مكانا لعقد مؤتمره فيها .

وتطرق في كلمته إلى الرؤية التي اتفقت وأجمعت عليها أحزاب اللقاء المشترك كمنفذ وحل وطريق للخروج من الأزمة التي اتهم الحزب الحاكم بأنه هو الذي أوصل البلاد إليها عبر ما أسماه «انتهاج سياسة رعناء أدت إلى تغييب دولة النظام والقانون وانعدام المواطنة المتساوية وتركيز السلطة في رأس قمة السلطة فقط وعدم وجود أي استقلالية للقضاء بالإضافة إلى انتهاج سياسة تفريخ الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقيام بالانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان والفكر وانعدام أي حرية للصحافة والمضي قدما في أعمال قمع كافة الفعاليات السلمية».

واستنكر العفيف في كلمته ماحدث يوم أمس الأول بساحة الهاشمي بعدن بالقول : «طال القمع كل الفعاليات وكان آخرها ماحدث يوم أمس (الأول) في مهرجان التصالح والتسامح من قمع وعنف طال العشرات والزج بالمئات في السجون على خلفية الاحتفال بيوم التصالح والتسامح».

واتهم العفيف السلطة بأنها تريد العودة إلى الخلف «عبر تنكرها الصريح للأسس التي قامت عليها وحدة 22 مايو 1990 عبر تكريس الثروة في أيادي قلة وتوريث المناصب والمتاجرة في الوظائف العامة».

وختم كلمته مؤكدا أن أحزاب اللقاء المشترك ومن خلال دعوتها إلى الحوار الوطني «إنما تسعى إلى معالجة مختلف المشكلات والأزمات وتعميق ثقافة الحوار لتكريس الممارسة الديمقراطية والقبول بالآخر والتنافس السلمي الديمقراطي بدلا عن ثقافة القوة والعنف»

واختتم كلمته بالتنديد بالمجازر الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة .

كما تحدث في الحفل الأخ أحمد عبيد بن دغر الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) حيث ألقى كلمة المؤتمر في حفل الاحتفال استعرض فيها نشأة وتكوين حزب الرابطة كحاضن سياسي وتنظيمي لكل القوى المناهضة والداعية إلى استقلال الشطر الجنوبي من الوطن .

وتطرق بن دغر في كلمته إلى الروابط التي تجمع بين حزب المؤتمر وحزب الرابطة مؤكدا إن ما يجمع بين الحزبين يؤكد اتفاقا في الأسس والقواعد التي تحكم هذه العلاقة .

وأكد بن دغر في كلمته أن الحزب الحاكم يمضي في طريق إصلاح المنظومة السياسية والإدارية والمالية ونحو مزيد من اللامركزية في بناء الدولة اليمنية الحديثة.

وأضاف:«نؤكد لكم أننا لازلنا نعمل بثبات في قيادة المؤتمر على إعادة صياغة وتطوير السلطة التشريعية وذلك باستحداث غرفة تشريعية شوروية منتخبة» مؤكدا أن المؤتمر يدرك كل الإدراك أن القيام بإصلاحات دستورية في المرحلة القادمة غدا ضرورة وطنية .

واتهم بن دغر قوى المعارضة وخص بالذكر أحزاب اللقاء المشترك بالتحامل على المؤتمر الشعبي عبر ما يروج له ساسة أحزاب اللقاء المشترك ووسائل إعلامه التي وصفها بالمفترية .

وتابع بالقول :«يكفينا أن نشير بوضوح إلى أننا عملنا بدأب وصبر وثقة على تنفيذ وعودنا الانتخابية في مجال الإدارة الاقتصادية للموارد الوطنية رغم شحتها، وذلك ضمانا لمستوى معيشي أفضل للمواطنين».

وتحدث مطولا عن الإنجازات التي حققها المؤتمر في جميع القطاعات الخدمية.

وتطرق بن دغر إلى قضية الانتخابات النيابية مؤكدا أن الحزب الحاكم يمضي قدما لأجل إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد معتبرا هذا القرار خيارا مؤتمريا وطنيا وموضوعيا ودستوريا في آن واحد.

كما تطرق أيضا إلى حالة الاحتقان التي تعيشها المحافظات الجنوبية بالقول:«أما الذين يطلقون على أنفسهم الحراك نعم إنه حراك ولكن إلى الخلف والسعي للانفصال وهو المدان وحيث إن التقدم إلى الأمام هو الأصل والوحدة هي المنبع والجوهر ونقول لهم ولمن يقدم لهم المساعدة دوليا إن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء أبدا ونقول لكل من يناصرهم من المشترك ومن مخلفات الماضي إنكم تبحثون عن هوية لن تجدوها إلا في الدفاتر البريطانية». وتطرق في ختام كلمته إلى ما تعيشه الأراضي الفلسطينية من عدوان إسرائيلي مستنكرا الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل.

وفي ختام حفل الافتتاح ألقى السيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) كلمة رحب فيها بجميع الحاضرين والمشاركين وأبدى أسفه للكلمتين اللتين ألقاهما ممثلا الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك وعلق بالقول:«كنا نريد أن نسمع كلاما وسطيا وأمورا يتفق عليها الجانبان لا أحاديث تزيد الأمور تعقيدا».

واستهل كلمته فيما بعد بعرض تاريخي لتاريخ الحزب وتأسيسه والأفراد الذين ساهموا في تأسيس الحزب وكوادره الذين ناضلوا في صفوفه منذ ما يربو على 50 عاما وحتى اليوم .

وتطرق الجفري في كلمته إلى التقدم الحاصل في أجندة الحزب مشيرا إلى أن الحزب يسعى في الوقت الحالي إلى اتخاذ سياسة توسعية وإعطاء جميع المكونات فرصة المشاركة الفاعلة عبر الحزب، وتطرق إلى نية الحزب توسيع قاعدة العنصر النسائي إلى ما لا يقل عن %20 من أعضاء الحزب مشيدا في الوقت ذاته بما تحقق على الصعيد التنظيمي والسياسي للحزب .وتطرق الجفري إلى موقف حزب الرابطة من الانتخابات النيابية القادمة بالقول: «إن موقفنا من الانتخابات النيابية المقبلة هو أننا مع أي انتخابات حرة ونزيهة كإحدى الأدوات التي تقوم عليها العملية الديمقراطية المحققة للتوازن وإن نظام الانتخابات هو أحد آليات الديمقراطية التي يجب إصلاحها بالتوجه إلى ما نطرحه منذ 17 عاما من اعتماد للقائمة النسبية. وإن وثيقتنا الصادرة عام 1997 التي تحوي الأسس والضوابط لإجراء انتخابات حرة ونزيهة هي أحد المفاتيح التي نرى استخدامها للولوج إلى انتخابات تعكس إرادة شعبنا».

وأضاف:«وفي هذا الإطار فإننا نناشد جميع القوى في الساحة أن تتجه إلى حوار وطني إيجابي بعيدا عن المماحكات والإثارة لتجنيب بلادنا خطر الانقسامات ولتجنيب شعبنا ويلات الفتن والتشظي.

إن استمرار احتكار الوطن واقتصار تحديد حاضره ومستقبله على جهات بعينها من المنظومة السياسية واعتماد معايير مخرجات انتخابات سابقة تمت في ظروف مختلفة وإقصاء قطاعات هامة وفاعلة لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق. وإن قياس حاضر ومستقبل الوطن على معايير تلك المخرجات التي تم إعادة إنتاجها على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن ما هو إلا جمود وتجميد لحركة الحياة والزمن ولما يفترض أن يكون تطورا ديمقراطيا فلقد تمت في ظروف وأجواء مختلفة وطبقا لنفس الشروط والآليات التي يطالب الجميع بتغييرها وإن استمرار قياس معايير حاضر ومستقبل الوطن على تلك المخرجات وطبقا لنفس الشروط والآليات التي ولدتها هو طريق خطر لا يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج كل السلبيات والاختلالات التي يسعى الجميع إلى إزالتها».

كما تطرق في كلمته إلى حرب صعدة والقضية الجنوبية بالقول :«إن التوجه إلى حل مشكلة صعدة بإنهاء القتال والاتجاه إلى الإعمار والاستيعاب كان قرارا شجاعا وإن الجنوب اليوم هو الآخر يستحق ويحتاج قرارات وطنية شجاعة من القيادة السياسية للدولة لمعالجة ما جرى ويجري فيه من منطلق الحرص على درء كل عوامل ودوافع الشعور بالغبن».

وألقي في الحفل عدد من الكلمات والقصائد الشعرية وقام أطفال روضة المنارة بتقديم مسرحية غنائية عن أطفال غزة.

وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من الرواد الأوائل في حزب الرابطة، فيما استثنيت أسماء عدد من الرواد الفعليين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى