الصناعة اليدوية.. ثروة كامنة وكنز لاينفد لدعم الاقتصاد

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي:

>
مباخر الفخار
مباخر الفخار
يقصد بالصناعة اليدوية تحويل المواد الخام إلى جديدة يمكن استخدامها بسهولة ويسر وقد عرف سكان الشمايتين الصناعة البدائية منذ القدم ومازالت قائمة حتى اليوم فحافظوا عليها كجزء من الموروث الشعبي بهدف المحافظة عليها من خطر الانقراض وتنميتها وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي وربط الماضي بالحاضر واستيعاب أيد عاملة ورفع اقتصاد الأسرة وإنتاج الاحتياجات من الموارد المتاحة.

وتساهم القرية في تحقيق الاكتفاء من احتياجاتها من السلع المصنعة محليا لتوفير المواد الأولية كأساس للإنتاج وتتعرض بعضها للتلف إذا انتقلت من مكانها لمسافات بعيدة وهنا يصبح ضرورياً الإنتاج والاستهلاك في موطنها حتى لاتصاب بالتلف.

يعتبر الإنسان عنصراً فعالاً في الحفاظ على الصناعة اليدوية والكفاءة المهارية والقوة العضلية لبعضها كالحدادة ولابد من التدخل الحكومي لتنمية الحرف والاهتمام بالفرد والأسرة ودعم المنتجين بالتأهيل والتدريب والقروض الميسرة وتوفير الآلات من أجل إحيائها وتطويرها كأساس لبناء الاقتصاد الوطني ووسيلة للقضاء على البطالة وتسويق المنتجات إلى الأسواق الداخلية والخارجية والترويج لها عبر مكاتب السياحة وتشجيع وزارة الصناعة.

أنواع الصناعات اليدوية

جمل المعصرة
جمل المعصرة
معاصر السمسم بطاقة الجمال:

وليد عبده نعمان (عصار بالمركز) يقول:«أستخدام الجمل في إنتاج الزيت النقي، يعمل الجمل فترتين صباحية ومسائية والطريقة متوارثة من الأجداد وتتكون المعصرة من حوض خشبي وطاقة جمل يتحرك دورانياً لإنتاج الزيت. وفي كل عصرة أنتج 8 قوارير سعة الواحدة لتر وسعر الواحدة 800 ريال ونجلب حبوب السمسم من تهامة بنية اللون وهو المرغوب شعبياً ويستخدم الزيت لأشياء كثيرة منها:

للأكلات الشعبية - صناعة حلاوة الهريس والخبز والعشر واللحوم ويتميز بخلوه من الكولسترول ويعتبر صديق القلب وله فوائد عديدة منها: علاج أمراض المعدة والتقلصات- علاج لمرض السعال- الروماتيزم- دهان لتغذية الشعر وحمايته من التقصف وترطيب بشرة الجلد». وأضاف: «للمهنة متاعبها وبعد ارتفاع كيس السمسم إلى 47 ألف ريال قلت المكاسب وتغذية الجمل يوميا 5 حزم قصب بـ 500 ريال».

معاصر تقليدية بالكهرباء:

ابتكر الناس وسائل عصرية جديدة مع الحفاظ على الجودة الإنتاجية العالية. وقال راشد محمد شرف الزريقي:«العصر بالكهرباء أسهل من استخدام الجمل كماً ونوعاً، فالجمل يحتاج عاملين، ودينمة الكهرباء تحتاج عامل واحد ويمكن عصر 18 مرة في اليوم لإنتاج 180 لتر زيت صافي وكل 10 كجم من الحبوب تنتج 6 لترات ومخلفات السمسم تسمى (العُصارة) تستخدم لتسمين الحيوان وإنتاج الحلويات وخاصة الطحينية وحلاوة السمسم والطحينية السائلة».

الحدادة:

قال راوح عبده علي الصلوي (حداد): «نقوم بعمل الحدادة لتهذيب الأدوات التي تستخدم في المهن الشعبية. ومن وسائل الإنتاج فرن الوقود وكير يدوي وفحم نباتي وكل ما يأتي من المواطنين نقوم بصناعته حسب طلب الزبون كالمطارق، النبال لحراثة الأرض، الحجنة لعزق الأرض، الفأس لقطع الأشجار، الصبرة تستخدم في المحاجر، الشرني و(التاقى) لنجر الأحجار، المفارص، ولزيادة صلابة الحديد نضعه في حوض ماء ونضيف له الملح وهذه المهنة متعبة وتحتاج إلى جهد عضلي وأعمل فيها منذ 38عاماً مضت وقد ورثت هذه المهنة من الأباء والأجداد ومارستها منذ الصغر».

الفخار
الفخار
صناعة الفخار:

تعتمد صناعة الفخار على وفرة خام التربة الناعمة ويستخدم غربال للأتربة ثم يضاف الماء ويعجن جيداً ثم يترك فترة لكي تتماسك حبيبات الطين الناعمة لكي تتخمر وبعدها يتم التشكيل حسب الطلب وأهم المنتجات هي:

المباخر بأحجام وأشكال مختلفة ويمكن إضافة الطلاء للتجميل. وفي هذا الصدد قال عبد الجبار مجلى (بائع):«نشتري المباخر من التربة وتهامة ولحج وسعرها رخيص بين 150-50 ريالاً وهناك أنواع خشبية مطلية بمعدن مقاوم للحرارة سعرها بين -500 1500ريالا».

الأدوات المنزلية:

الحرضة: يطبخ فيها الطعام - البوري- الكوز- الجرة - الزير وهي أدوات لتبريد الماء (توشيبا يمني) - الأكواب وتسمى (الحيسي) وتتميز برخص أسعارها وإقبال الزبائن عليها وهي صحية ولاتسبب أضراراً جانبية عند الاستخدام فالحرضة تحتفظ بالحرارة بخصائص طبيعية فلا تلوث البيئة والأهم أنها لا تصاب بالأكاسيد السامة التي تضر بالصحة.

قال طه مسعد غالب: «أسعار الأدوات المنزلية المصنوعة من التراب رخيصة الثمن فسعر الحرضة 150 ريالا وبوري المداع 100 ريال وكوز الماء 150 ريالا والمبخرة الملونة 200 ريالا».

صناعة (أوطفة) الحمير:

غمدان محمد شرف، من منطقة المركز قال:«تصنع الأوطفة في قرية هدد والشوحط وهي مكونة من نبات الراء يلف بطربال أو أي قماش ثم نخيطه بما يتناسب مع ظهر الحمار ولكل وطاف سعره فالكبير يباع بـ 2500 ريال والصغير 1700 ريال وأبيع كل يوم بين واحد إلى ثلاثة تزيد أو تنقص بحسب العرض والطلب وقبل صناعة الأسفنج كان يصنع من نبات الراء الفرش والوسادات».

معصرة زيت السمسم
معصرة زيت السمسم
صناعة الأجبان:

تنتشر صناعة الجبن البلدي في معظم القرى وتعتمد على الثروة الحيوانية ويمكن صناعته إذا توفر حليب البقر، الغنم، الجمال. يغلى ثم يبرد وتضاف له منفحة طبيعية تستخرج من تجفيف أمعاء عجل أو جدي رضيع بعد ذبحه في يومه الأول وتجفيف الأمعاء وتضاف إلى الحليب لإنتاج الجبن ويمكن إضافة الملح أو من دونه وإضافة نكهة حسب الطلب بالتدخين داخل تنور يغطى بإحكام بعد تسخينه بحطب (المكبية) ويستهلك الجبن طازجاً ولا يضاف له أي مواد حافظة وأسعاره حسب الحجم والوزن ويتراوح بين 500 إلى 1500 ريالا.

صناعات مختلفة:

قصبة (المداع): ينتج الحرفيون قصبا بأطوال مختلفة وبأسعار متفاوتة وفقاً لجودة الصناعة والمادة المصنوعة منها فالأنواع المصنعة من الجلد الطبيعي (بلدي) يبلغ سعرها 5000 ريال والأنواع التهامية يصل سعرها إلى 3500 ريال.

صناعات نباتية:

مكانس سعف النخل: وتصنع في الزعازع وبني شيبة وبني عمر والزريقة أماكن توفر النخيل وتتميز برخص أسعارها إذ لا تتعدى 30 ريالا ومن أسمائها مكنس أبو سيف ومكنسة سعف (خشب).. كوافي رأس نسائية للوقاية من حرارة الشمس والحصير وسفر الطعام والعزف وسعر كوفية عادية 150 وكوفية سعف أبو نقشة 250 ريالا والأجب وجونات حفظ الرغيف 350 ريالا وتسمى (محجوه) وتصنع العصيان من أشجار النشم وغيرها وأسعارها من -50 80 ريالا وإنتاج حكول- الحجان والمجارف وأسعارها مختلفة فالحكال البلدي 250 ريالا وهناك صناعات يدوية متعددة منها:الفدامة (صرامة) الحيوان غربال الطحين - مجامر الوقيد - ملاقط الجمر - حبال السلب - سكر النبات - وحلوى المجلجل.

خياطة الأحذية:

انقرضت صناعة الأحذية الجلدية رغم توفر المادة الخام وظهرت حرفة إسكافي الأحذية. قال علي عبدالله مقبل:«كانت الجزمة المصنوعة محلياً من الجلد تدوم عشر سنين أما اليوم فتستورد ولا تدوم شهرين والأنواع الممتازة أسعارها باهظة ونحن نعيش من هذه المهنة المتعبة التي ينظر لها المجتمع بازدراء»، وأضاف: «أنا معجب بـ«الأيام» ومداوم على شرائها يوميا».

مزهريات التراب:

طالبات مدرسة النهضة بالتربة حولن منتجات الأواني الترابية إلى مزهريات في منتهى الجمال والروعة يمكن استخدامها للزينة وتحف ترتبط عضويا بين أصل الإنسان من صلصال وزينة من البيئة بالفخار بتناغم وانسجام.

حرف سادت ثم بادت:

دبغ الجلود- صناعة الأحزمة - سقالة الجنابي- ندف فرش القطن - ملاكد البن والبهارات الحجرية - محارق النورة التي كانت موجودة حتى مطلع السبعينات من القرن الماضى - هوادج وأقتاب الجمال - رشمات الثيران - حياكة المعاوز ومقارم وقمصان النساء التي كانت تعرف بالمذيل- وسراويل أبو حبكة.

تحية وبعد:

إلى هؤلاء الرواد على درب الأجداد في صناعة الأمس القائمة على الاعتماد على الذات.. حفدتكم ما انفكوا يواصلون المسار الحضاري الممهور بالعطاء والنماء والتجديد بمهارة إبداعية رائدة.. إليهم إكليل الفل وباقات الورد الندية. نشد على أياديهم وسواعدهم القوية التي لاتعرف الكلل ولا الملل.. ونهمس في أسماعهم الواعية:

أنتم حضارة ومنارة، وأهم عوامل النماء، وذروة سنام اقتصاد الوطن.. استمراركم وحفاظكم على صناعة الأجداد.. هو الكنز الذي لا ينفد مرددين حكمة الحكماء:

ما خاب قوم أبداً أكلوا ولبسوا وصنعوا من أعمال أيديهم المفعمة بديمومة البقاء.. لربط الماضي بالحاضر على أمل أن تقدر الحكومة أعمالكم وإبداعاتكم.. أنتم أولى ومكانكم حدقات العيون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى