إمبراطورية الدولية الشاملة.. مدرسة أم إصلاحية ؟ .. طلاب : المشاحنات بين مديرة المدرسة والمعلمات انعكس علينا

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
طلاب خارج بوابة المدرسة
طلاب خارج بوابة المدرسة
التربية والتعليم تعد أحد أهم ركائز التنمية للنهوض بالمجتمعات وللحاق بركب التطور والنمو، والتربية والتعليم ترتكز على شقين الشق الأول التربية والآخر التعليم، لهذا سبقت التربية التعليم كون الأدب فُضِّل قبل العلم.

موضوعنا اليوم عن إمبراطورية المدرسة الدولية الشاملة تلك المدرسة التي تفرعت وتكاثرت لتجمع بين جدرانها طلابا لا نعلم إلى أين ينتمون، فنصفون يدرسون في نظام خاص متمثل بدفع الرسوم التي وصلت إلى 18 ألف ريال ونصفهم الآخر يدرسون في النظام العام كونه يخضع لوزارة التربية والتعليم، وتدرس فيها مقررات دراسية تحول الإلقاء فيها إلى اللغة الإنجليزية خاصة المواد العلمية، ولكنها مازلت تحمل صفتها الأولى «مدرسة خاصة».. وتضم معلمين رمتهم الحاجة للعمل في تلك المدرسة تحت مسمى «مدرسون متعاقدون» وصلت خدمة عمل بعضهم إلى 17 سنة.

سنوات تضيع هباء.. ولكن رغم هذا تعاهدوا وعملوا في أنبل المهن

في هذه المدرسة الرسوم الدراسية لم تستثن أي مستوى، فالكل يدفع في المستويات الدراسية كافة من تمهيدي إلى ثانوي وإن اختلفت قيمتها.

تلك المدرسة التي كانت إلى وقت قريب مدرسة خاصة لا يدخلها إلا أبناء المقتدرين بحثا عن مستوى دراسي أفضل، ولكن طالها ما طال غيرها من تدهور وضياع عاناه المدرسون لترمي بظلالها على طلاب سعى أهاليهم لكي ينالوا أفضل التعليم فكان مصيرهم في الختام معدلات لا يجنيها أسوأ الطلاب في المدارس الحكومية، والبعض الآخر تداركت أسرهم الموقف لتنجو بأولادها وعملت على نقلهم إلى مدارس حكومية حتى لا يضيع الأولاد.

خلال الفترة الماضية دار جدل كبير حول مشاكل تعانيها المدرسة الدولية الشاملة الواقعة في مديرية خور مكسر وإن اختلفت في مضمونها ووصلت إلى صدر الصحف لتسطر لكم مأساة واقع مر يعيشه الطلاب والمعلمون على حد سواء.

في هذا التحقيق نرصد لكم المشكلة لكي يعلم الجميع ما يدور خلف الكواليس .

كان أول الخيط لهذا الموضوع سبر أغوار هذه المدرسة التي كانت إلى وقت قريب مدرسة واحدة لتتحول إلى إمبراطورية ثلاثية بعد فصل طلابها عن بعضهم البعض لتزايد عددهم وضيق المدرسة.. شكوى من معلمات مدرسة البنات تم تعزيزها بشكوى من معلمات وطلاب مدرسة البنين الذين ضاق بهم الحال، فكانت صحيفة «الأيام» رئة يتنفسون بها ليجدوا ولو مكانا واحدا يحميهم من قسوة ما يعانونه.

ننقل لكم قبل الحديث مع المتضررين ليس من كوارث السيول ولا مآسي الحروب، لكن المتضررين من الانتماء لهذه المدرسة التي أصبحت تحمل لقب أسوأ مدرسة حسب وصف طلابها ومعلميها ومديرتها لها.

ننقل لكم بعضا من مشاكل المدرسة وخاصة المدرسة الدولية الشاملة للبنين، التي كانت أهمها عدم وجود مدرسين للمواد العلمية منذ بدء العام الدراسي لمستوى تاسع والثانوية بكل مستوياتها.. وجود مدرس واحد يعمل على تدريس أكثر من مادة وبمناهج مختلفة.. شرح المواد باللغة العربية رغم إنها بالإنجليزية.. تسرب الطلاب وعدم متابعتهم من المعلمين.. عدم الالتزام بالزي المدرسي.. حمامات غير صالحة.. وعدم وجود مناهج دراسية للمرحلة الثانوية .

اعتصام الطلاب أمام مبنى «الأيام»
اعتصام الطلاب أمام مبنى «الأيام»
صرخات طلاب المدرسة الدولية الشاملة - بنين

يقول طلاب الثانوية بالمدرسة الدولية الشاملة للبنين: «مر فصل دراسي ولم ندرس غير بعض المواد فكل يوم يمر ونحن بلا معلمين نتيجة للمشاحنات التي دارت بين المعلمين ومديرة المدرسة، وانعكست علينا نحن الطلاب ، نحن لا نفهم المنهج والمقررات، خاصة المواد العلمية نتيجة لعدم وجود معلمين، وإن وجدوا فليسوا بالكفاءة المطلوبة وكل مدرس يتحمل أكثر من مادة لمستويات مختلفة ، قدمنا شكوى للمحافظة، ولكن لم نجد أي رد وطالبتنا الإدارة بأن نبحث عن معلمين إذا كنا نريد أن ندرس».

وأضافوا: «نحن بلا معلمين وينتهي الدوام في الساعة العاشرة صباحاً بحصص بلا معلمين».

وأكد بعض طلاب مستوى ثاني ثانوي (B)، أنه تم تهديدهم من قبل إدارة المدرسة بأنه سيتم امتحانهم في الإدارة العامة للتربية والتعليم مع طلاب المرحلة الثانوية الذين سيخضعون للامتحان الوزاري، وقالوا لنا أيضا: وتوقعوا أن يراقبكم عسكر رغم إننا في المستوى الثاني ولسنا في مرحلة انتقالية.

نحن طلاب قادمون على امتحانات ونجد كل هذا التهديد والوعيد لا يكفي أننا بلا معلمين وتفكيرنا مشتت وحصصنا تضيع ؟ رغم هذا نهدد بالفشل».

والبعض الآخر منهم قال:«حتى معلمة اللغة العربية سافرت ولا يوجد بديل لها». وأضافوا : «حتى كرة القدم نجلبها نحن ولم نجد متنفسا, لا يوجد معلمون لدروس التقويةالتي وصل سعرها إلى 8000 ريال للمادة الواحدة والبعض بـ 3000 ريال».

معاناة معلمي المدرسة الدولية الشاملة للبنين

شكا معلمون ومعلمات من بعض الممارسات التي لا يجب أن ترتبط بالتربوي مهما تملكه الغضب، وقالوا:«إن من تلك الممارسات إطلاق أسوأ الألفاظ على المدرسات والتهديد والوعيد بالقول:(إذا لم تلتزموا أني يدي رابخة .. وهنا معلمات بلطجيات وبلا أدب) إلى جانب الفصل التعسفي لبعض المعلمات والتجني عليهن وخصم الراتب من البعض منهن».

وأكدت المعلمات بالقول:«لا نعترض على قطع الراتب، ولكن نسأل لماذا استثني البعض ولم يخصم من رواتبهم؟

باستطاعتنا أن نقاضي مديرة المدرسة ومن تلفظ بهذه الألفاظ قانونيا، فنحن معلمات لنا احترامنا وسمعتنا، وإذا لم تتدخل إدارة التربية والتعليم بهذه القضية سنضطر أن نقاضي مديرة المدرسة قانونيا.. ونطالب بتشكيل لجنة للتحقيق».

وأضفن: «لا يسلم لنا الراتب إلا بدفتر العلامات وهو ما لا يسري على كل المعلمين وبعدها تعطى لنا ورقة عادية من إدارة المدرسة ليس فيها غير ختم المدرسة يكتب فيها (يسلم لها الراتب) وهذا إجراء لم نعرفه من قبل.

وحتى إذا صادفنا ظرف ورغبنا بالخروج من المدرسة تعطى لنا ورقة صغيرة وتكتب فيها يسمح لها بالخروج، وتحتها توقيع المديرة، لكي نريها للحارس ونستطيع الخروج، فنحن لا نخرج بدون إذن».

اعتصام الطلاب أمام مبنى المحافظة
اعتصام الطلاب أمام مبنى المحافظة
وأوضحن في حديثهن أن مكتب التربية والتعليم لا ينصفهن، ولا يجد لهن حلا، بالعكس كلما قدمن شكوى تحصل مديرة المدرسة على قرار ضدهن.

وطالبن بمعرفة سبب تهديد زميلتهن بالفصل، التي تعمل معلمة لسنة ثالث ثانوي، رغم أن لديها تعليمات من الأخ عبد الكريم شائف نائب المحافظ الأمين العام للمجلس المحلي والتي توصي بوقف أي فصل أو تحويل حتى يتم مناقشة تقرير لجنة المجلس المحلي التي عملت على النزول إلى المدرسة للاطلاع على الأوضاع، كما أكدت توجيهات من الأخ حسين بافخسوس القائم بأعمال مدير عام التربية والتعليم على ضرورة التراجع والالتزام بتوجيهاتهم وتوجيهات الأمين العام وطالب بعدم رد التوجيهات.. «ومع ذلك تم إعادتها وتم إنزالها إلى أولى ثانوي لتتمسك مديرة المدرسة برأيها حسب قول المعلمات. والمعلمات يعملن فوق طاقتهن بحصص كثيرة ومناهج مختلفة ومستويات دراسية مختلفة ورغم تدني رواتبهن (عشرة ألف ريال)، إلا أنهن كن سعيدات بها.. ولكن ما حز في أنفسنا حصول معلمين لم يمر على خدمتهم سوى شهر واحد يستلمون 20 ألف ريال بعد أن أخرجوا ست معلمات في المدرسة الدولية الشاملة (التمهيدي) ليس لسبب معين غير رفع رواتب البعض».. ويسألون هل مدير عام مكتب التربية يعلم بما يدور من مهزلة في ساحة المدرسة الدولية للبنين؟

أحد المعلمين قال: «لا يوجد تغيير في المدرسة فمازالت بنفس نظامها ربما يوجد بعض التشديد على الطلاب، ولكن التشديد الأكبر على المعلمين». وأضاف: «هل تتخيلين أن إدارة المدرسة تطلب من معلم العمل حارسا بدل حارس المدرسة الذي تغيب عن العمل، وعندما يرفض تقول له بنبرة تهديد سوف نرى كيف ستتضح الرؤية؟».

بعض أولياء الأمور كانوا موجودين مع أولادهم أمام مبنى المحافظة وأكدوا أن أولادهم لا يدرسون رغم دفعهم رسوم الدراسة، ويسأل أحدهم:«إذا كانت مدرسة حكومية لما لا يأتى لها بمعلمين رسميين من وزارة التربية ؟ وإذا كانت خاصة لماذا لا يتم توفير مدرسين، فالرسوم الدراسية تتجاوز أحد عشر مليون ريال؟»!!!

جمعت كل هذه المشاكل وتوجهت إلى المدرسة الدولية الشاملة بنين الكائنة بالقرب من المعهد التجاري فوجدتها بصعوبة إذ لا يوجد ما يشير إليها وليس هناك لوحة تعرف بالمدرسة، ومدخلها عبارة عن زقاق ضيق، وذلك لمعرفة الرأي الآخر لنكون منصفين، وكذا رأي جهات أخرى لمعرفة المزيد عن هذه المشكلة التي تعود أضرارها على الطلاب أولا وأخيرا إلى جانب مشاهدات شخصية من داخل المدرسة التي منعت من التصوير فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى