السيد أحمد عمر بافقيه من رواد الصحافة العربية ..في القرن العشرين.. صفحات من حياته ونماذج من مقالاته

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
الرابطيون  في مكتب جدة: الجالسون (من اليمين): الأستاذ بافقيه، سالم الصافي، عبدالقادر الصبان، شيخان الحبشي، (الواقف من اليمين) مصطفى بازرعة، الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة، أحمد عبده حمزة،  السلطان علي عبدالكريم العبدلي
الرابطيون في مكتب جدة: الجالسون (من اليمين): الأستاذ بافقيه، سالم الصافي، عبدالقادر الصبان، شيخان الحبشي، (الواقف من اليمين) مصطفى بازرعة، الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة، أحمد عبده حمزة، السلطان علي عبدالكريم العبدلي
صدر عن دار الفتح للدراسات والنشر كتاب (السيد أحمد عمر بافقيه - من رواد الصحافة العربية في القرن العشرين - صفحات من حايته ونماذج من مقالاته) للباحث والمحقق الأستاذ محمد بن أبي بكر بن عبدالله باذيب، ويقع الكتاب في (714) صفحة وقد سبق للأستاذ باذيب أن حقق في (18) أثراً وردت أسماؤها في ذيل الكتاب.

بقلم/ محمد بن أبي بكر بن عبدالله باذيب

أحسن الأستاذ باذيب صنعاً بتصميم المدخل إلى الكتاب وكان على النحو الرائع المبين أدناه :

1- التقريظ الأول الذي أعده فخامة السلطان علي عبدالكريم العبدلي (سلطان لحج سابقاً).

2- التقريظ الثاني الذي أعده الأستاذ المؤرخ السيد جعفر بن محمد السقاف.

3- التقريظ الثالث الذي أعده سعادة الدكتور محمد علي البار.

4- التقريظ الرابع الذي أعده السيد حامد بن أحمد مشهور الحداد.

5- التقريظ الخامس الذي أعده سعادة الدكتور عمر عبدالله بامحسون والموسوم (أحمد بافقيه، مدرسة متعددة المواهب).

6- نبذة من تاريخ الحياة العملية للمرحوم أحمد عمر بافقيه التي أعدها نجله زيد أحمد عمر بافقيه.

7- لمحات مما أعرفه عن والدي التي أعدها نجله عمر أحمد عمر بافقيه.

السلطان علي عبدالكريم في تقريظه

أماط السلطان علي عبدالكريم في تقريظه اللثام عن حقائق أو أسرار لم تكن معروفة لدى عامة الناس منها أنه (أي السلطان علي) «قدم الأستاذ بافقيه إلى الزعيم الفلسطيني المعروف الحاج أمين الحسيني (تفاصيل ذلك وردت في حلقة رجال الذاكرة عن الفقيد بافقيه في «الأيام» الأحد 18 يناير 2009م)»، ومنها أيضاً «أنه (أي بافقيه) استعان بالسلطان علي في ترتيب هروبه إلى تعز بعد فشل اعتقال بريطانيا للسيد محمد علي الجفري واعتقال أخيه السيد عبدالله الجفري، فرتب السلطان الرحلة، ورافق الزميل قحطان الشعبي». ويفيد السلطان علي «أنه استعان بكوادر الرابطة في لحج لترتيب أمور الرحلة إلى تعز، إلا أن بافقيه أصيب بالإحباط نتيجة غياب دولة النظام والقانون وفضل الرحيل إلى القاهرة التي كانت تحتضن مكتباً للرابطة يتولى شؤونها السياسية، وتمكن بافقيه من تغطية القضية من خلال إذاعة (صوت العرب) والاجتماعات والندوات وإصدار نشرة إعلامية وشارك في المؤتمرات ممثلاً للرابطة سواء تلك التي عقدت في مصر أو خارجها».

تحدث السلطان علي عن محطات بافقيه في مختلف مراحل عمره، حيث استقر في جدة حتى وفاته فيها في 9 إبريل 2005.

المؤرخ جعفر السقاف في تقريظه :

أما الباحث الاجتماعي والمؤرخ المعروف الأستاذ السيد جعفر محمد السقاف، فقد سلط الإضاءة على جوانب لم تدخل دائرة الضوء في حياة أستاذه القدير أحمد عمر بافقيه وهو بتعريف الأستاذ السقاف حضرمي الأب هندي الأم والمولد الذي مزج مياه نهر السند برمال صحراء العرب ونتج عن تلك العجينة شخصية فذة عجيبة متعددة المواهب.

عرف الأستاذ السقاف أو سمع عنه (أي الأستاذ بافقيه) سنة 1356هـ (1935م) من خلال كتاباته في صحيفة (السلام) التي كانت تصلهم إلى سيئون من سنغافورا وكانوا يتداولون قراءتها بمنتدى أستاذهم المؤرخ العلامة صالح الحامد (المتوفى سنة 1387هـ 1967م) وبحضور شيخ الصحافة الحضرمية محمد بن هاشم الذي ذاع صيته في المهجر، ويفيد الأستاذ السقاف أن التعارف بينهما بلغ ذروته بعد إصدار صحيفة «الجنوب العربي» بعدن سنة 1374هـ - 1954م ، وكانت من الصحف المفضلة لديهم على الرغم من أنه (الأستاذ السقاف) كان مراسلاً لصحيفة «البعث» التي كان يصدرها محمد سالم علي عبده الملقب بـ«ناصر عدن» وتعود صلة الأستاذ السقاف بتلك الصحيفة «البعث» وصاحبها إلى 1951م، حيث رافق والد محررها الشيخ سالم علي عبده أحد تجار عدن في معية الأمير أحمد بن جعفر الكثيري، حينما سار للحج وللقاء الأمير سعود بن عبدالعزيز (ولي عهد السعودية حينذاك).

يفيد الأستاذ السقاف أنه كان يأخذ إجازة لأداء مناسك العمرة كل عام تقريباً وكان يجدها فرصة بالإضافة إلى التقرب لربه أنه كان أيضاً يلتقي الأستاذ بافقيه (بعد استقراره هناك) في جلسة الأربعاء الأسبوعية بمنزل الأديب محسن بن علوي السقاف .

مؤلف الكتاب مع  الأستاذ بافقيه  قبل شهر من وفاته ويتوسطهما الأخ عبدالعزيز باحفظ الله
مؤلف الكتاب مع الأستاذ بافقيه قبل شهر من وفاته ويتوسطهما الأخ عبدالعزيز باحفظ الله
الدكتور محمد علي البار في تقريظه:

افترش تقريظ الدكتور محمد علي البار (13) صفحة تناول فيها تفاصيل المحطات والمنعطفات ليس في حياة الأستاذ أحمد عمر بافقيه وحسب، بل وعرج على الواقع السياسي والاقتصادي للمنطقة برمتها، حيث تناول الخلفيات الأولى في حياة بافقيه وهي ميلاده في مدينة كلكتا بالهند عام 1912م ومغادرته كلكتا وهو في ربيعه الحادي عشر إلى أرض الآباء والأجداد (حضرموت) وأمضى فيها خمس سنوات تلقى فيها مبادئ العلم على أيدي مشائخ أجلاء .

تناول الدكتور انطلاق الأستاذ بافقيه إلى عالم الصحافة الرحيب وكان مع صحيفتي «السلام» و«العرب» وتعددت وتنوعت أساليب انتشار بافقيه من التدريس إلى الندوات والمؤتمرات وأصبح داعية قومياً وإسلامياً في آن واحد .

ثم يتناول الدكتور البار انتشار بافقيه في وطنه وبدأ مراسلاً لـ«النهضة» وغادر حضرموت إلى عدن وعمل في تحرير «النهضة» وفي عام 1954م أصدر صحيفة «الجنوب العربي»، ومن محطات بافقيه التي تناولها الدكتور البار كانت محطة التعرف على بافقيه في أواخر عام 1956م وكان البار يكتب باسم مستعار ثم كتب موضوعين باسمه الصريح الأول عن التصوف والآخر عن زهير بن أبي سلمى.

السيد حامد الحداد في تقريظه:

كان التقريظ الرابع في صدارة الكتاب المرجعي للأديب والشاعر والمؤرخ السيد حامد بن أحمد مشهور الحداد وكسابقيه أطرى السيد الحداد على الجهد الكمي والنوعي الذي بذله الأستاذ محمد بن أبي بن عبدالله باذيب في سفره (بخفض السين وتسكين الفاء) عن الراحل الكبير أحمد عمر بافقيه وورد في الفقرة الثالثة من التقريظ :

«وقد رأينا حرص المؤلف على المضي في رحلته الطويلة على خط سير مستقيم وضعه لنفسه ورسم خريطته التي حدد فيها بعناية فائقة معالمها الزمانية والمكانية وتتبع حركات المترجم له من كل زواياها العلمية والفكرية والثقافية والسياسية وماعاناه عبر السنين الطوال من سجن ونفي وتشريد وتعذيب وإقامة جبرية، مستعينا بلمحات خاطفة مما يعرفه أبناء الفقيد : زيد وعمر عن حياة والدهما وتعاونهما التام في مراجعة الكتاب وتتبع مراحل العمل فيه خطوة بخطوة في حياة والدهما وبعد وفاته ..».

الدكتور عمر بامحسون في تقريظه :

التقريظ الخامس كان من نصيب الدكتور عمر عبدالله بامحسون الذي ذاع صيته بدوائر ثلاث مضيئة : (جمعية الأمل الخيرية الاجتماعية والثقافية) ومجلة (شعاع الأمل) الناطقة باسم الجمعية المذكورة و(منتدى بامحسون الثقافي الأدبي) في الرياض..

استهل الدكتور بامحسون تقريظه بمعرفته بالأستاذ الجليل بافقيه منذ بداية ستينات القرن الماضي وكان بامحسون حينئذ أحد تلاميذ مدرسة بازرعة الخيرية بعدن مع ابنه (عمر)، وتحدث عن أدوار الفقيد في النضال الوطني والقومي والإسلامي في المهجر الآسيوي (ماليزيا وأندونيسيا وسنغافورا) وكان بإمكانه شغل منصب رفيع ، وزيراً أو سفيراً كرفاقه وأنسابه من من آل شهاب وآل البار، ولكنه آثر العودة إلى أرض الأجداد .

وتطرق بامحسون إلى لقاء أجرته (شعاع الأمل) مع الراحل الكبير الذي أشبع المجلة بتفاصيل المحطات والمنعطفات التي مر بها، كما تطرق إلى جوانب أخرى من حياة الفقيد منها حسن تربيته وإشرافه على تعليم أولاده حتى المراحل العليا من التعليم وأشرف على تزويج بناته من رجال صالحين .

ماذا قال الدكتور حامد بافقيه عن الراحل الكبير ؟

أما الدكتور حامد بن حسين بافقيه، فقد تحدث عن خصلتين بارزتين في حياة الراحل الكبير أحمد عمر بافقيه :

الأولى : صبره الجميل وثباته الصادق على شدائد النضال وأهوال البأساء والضراء

الثانية : زهده وتساميه واستنكافه عن العيش الرخيص ورغده.

السلطان علي عبدالكريم العبدلي (على اليسار) والمناضل الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة (على اليمين) في زيارة للسيد أحمد بافقيه في أيامه الأخيرة
السلطان علي عبدالكريم العبدلي (على اليسار) والمناضل الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة (على اليمين) في زيارة للسيد أحمد بافقيه في أيامه الأخيرة
الوالد زيد يكتب عن الوالد أحمد عمر بافقيه:

تحدث زيد أحمد عمر بافقيه عن والده الراحل الكبير أحمد اسماً ومحمود عملاً، حيث تناول مقتطفات من ملحمة والده النضالية في قطاعات شتى كالتعليم والصحافة والإذاعة وفي بقاع شتى بدءً من سنغافورا فإندونيسيا وماليزيا وحضرموت وعدن والقاهرة وجدة.. عمل الراحل الكبير مدرساً ومذيعاً ومحامياً ومحاضراً وداعية في شتى البقاع سواء في جنوب شرقي آسيا أو جنوب غربها بالإضافة إلى محطة أخرى في الشمال الإفريقي وهي القاهرة.

شهادة نجله (عمر) الموسومة : (لمحات مما أعرفه عن والدي):

لاحظ النجل عمر زميل الدراسة لعمر آخر هو الدكتور عمر عبدالله بامحسون، بأن والده كان عازفاً عن الكتابة في السنوات الأخيرة فسأله عن سر العزوف، وكانت الإجابة زلزالاً اهتزت من جرائه الأرض من تحتنا جميعاً، ذلك أنه واجه السؤال بسؤال : وهل هناك من يقرأ ؟

في موضع آخر يفلسف النجل عمر شعوره تجاه والده فيكتب : «أما شعوري نحو والدي فإني أحمل له في نفسي كل إعجاب واستغراب ذلك أن ذاك الجسم الضئيل تجشم عبر عقود من الزمن تحمل صنوف المعاناة من سجن ونفي وتشريد وإقامة جبرية.. ذلكم هو الإعجاب فما هو الاستغراب ياعمر ؟

يجيب عمر بأن ذلك الكم الكبير من المعاناة بقدر هائل من الإيمان فلم تهتز له شعرة حتى وفاته وقد جاوز التسعين عاماً».

رحلة تنقيب امتدت من الصفحة (57) حتى الصفحة (714):

يحسب للأستاذ الباحث محمد بن أبي بكر بن عبدالله باذيب ثمرة جهده الكبير والمضني في التفرغ لهذا السفر الكبير الذي غطى كل منعطفات الراحل الكبير أحمد عمر بافقيه، ومن أدواته البحثية أن جمع قصاصات صحفية سواء من صحيفة «العرب» أو «السلام» أو «النهضة» أو «الجنوب العربي» أو غيرها من الصحف التي عنت بالأحداث والمواقف والمبادئ وتخلل هذا وذاك قصائد شعرية أو لقاءات أو حديث ذكريات ..

هنيئاً للباحث باذيب .. هنيئاً للقارئ الحصيف الباحث عن الحقيقة.. العازم على استخلاص دروس وعظات وعبر .. في ذلك فليتنافس المتنافسون !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى