نظمتها مؤسسة (CHF ) الدولية لمشروع «أمكار» اختتام دورة تدريبية لتغطية القضايا المجتمعية في قطاع الصحافة :استهدفت التعريف الشامل بدور ومهام الصحافة الأهلية والحزبية

> «الأيام» عبدالقادر باراس:

>
أثناء النزول الميداني في مركز الطفولة الآمنة
أثناء النزول الميداني في مركز الطفولة الآمنة
تكمن أهمية القضايا المجتمعية في كونها تمس كل فرد منا، إلا أنها مازالت تحتل مكانا ثانويا في اهتمامات الصحافة والإعلام اليمني، حيث اهتمامها بالشأن السياسي طغى على مساحات في وسائل إعلامنا.

فالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية هي الأكثر ارتباطا بالمجتمع، فسمات ومراحل الارتقاء تبنى على الرؤية التي يتبناها الإنسان ويسعى لتحقيقها من أجل تطوير المجتمع، وبهذا الصدد رأت مؤسسة (CHF) الدولية إعداد وتنفيذ مشروع برنامج (إمكار) لتدريب الإعلاميين اليمنيين في مجال القضايا المجتمعية بعد بحث ودراسة للأهمية التي تحتلها عملية التدريب، والتي تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة ومهمة في بلورتها وتوجيه رسائلها إلى المجتمع لتأهيله.

ولتغطية ومعالجة أفضل القضايا الاجتماعية في الإعلام والصحافة اليمنية أقامت مؤسسة (CHF) الدولية التابعة لمكتب اليمن برنامجا تدريبيا لمشروع (إمكار) لـ 450 إعلاميا وصحفيا من مختلف القطاعات في العديد من المحافظات، الذي بدأ منذ ديسمبر 2008 ويستمر حتى مارس 2009.

وبهذا الخصوص اختتمت ظهر أمس في البيت الثقافي للشباب والطلاب التابع للمركز اليمني لدراسات حقوق الإنسان بعدن أعمال الورشة التدريبية المتعلقة بتغطية أفضل المناهج والأساليب للقضايا المجتمعية في قطاع الصحافة.

واستمرت الدورة خمسة أيام شارك فيها 12 صحفيا من مختلف الصحف الأهلية والحزبية من الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وحاضر فيها منسق الدورة الأخ محمد قاسم نعمان رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان بعدن.

تلقى المتدربون خلال فترة الدورة موضوعات حول البحث في الصور والمواضيع النمطية والأفكار ولمحات سريعة ومتفرقة حول المعايير والقوانين الدولية والمحلية المعنية بالموضوع.

ويهدف البرنامج التدريبي إلى زيادة مقدرة الإعلام اليمني ومنظمات المجتمع كافة في التعرف على القضايا الاجتماعية وطريقة تناولها، ورفع وعي العامة بها، خصوصا فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل، وكذا أبرز القضايا المجتمعية الواجب تركيز الصحافة عليها، كالزواج المبكر، وتهريب وعمالة والأطفال، والثأر، والتسول، والبطالة، والفقر، والعنف ضد المرأة، وتدني مستوى التعليم، ومواجهة أضرار القات.

وتلقى المشاركون خلال أيام الدورة عددا من المواضيع أهمها: مصطلح التسويق الاجتماعي الذي يشمل على عناصره وفكرته وممارسته الاجتماعية، والخلفية النظرية حول احتياج القضايا الاجتماعية إلى تدريب خاص وبالذات في مجتمع يسيطر عليه الخبر السياسي الرسمي على كل ماعداه، وكذا تشخيص الواقع لتحديد الاحتياجات.. كما تناولت الدورة أغراض التدريب المستهدف والذي يعد هدفه الأساسي التركيز على المهارات التي تطور العمل الإعلامي من خلال الدقة في الحصول على المعلومات الصحيحة وعدم التحيز، وضرورة التوازن والحيادية وتغطية وجهات النظر المتعددة والمصداقية والاستقلالية، بالإضافة إلى أهمية التعامل مع القضايا المجتمعية.

هذا بالإضافة إلى التغطية الخبرية الجيدة وضمان وصول الرسالة وأهدافها إلى المتلقين، وكذا تطوير الرسائل المجتمعية بحسب قدرات كل وسيلة ونشر وإذاعة القضايا العامة التي تهم المجتمع.

كما تطرقت الدورة إلى الأسباب الرئيسة لفشل الرسائل الاتصالية، وذلك بسبب الاختلافات اللغوية والثقافية والفردية والمعلومات الضائعة والتأويل للرسائل الاتصالية، والتعريف بكيفية أن تكون الحملة الإعلامية في القضايا المجتمعية فاعلة وناجحة.

كما تناولت الدورة استراتيجية الحملة حول قضية مجتمعية تقوم على رسالة مركزية ورسائل فرعية وجمهور محدد واستراتيجية وفترة زمنية محددتين من خلال تحديد أهداف الحملة، ومهام الرسالة الفعالة والمؤثرة عن القضايا المجتمعية وتطوير الكتابة الجيدة للوسائل الإعلامية، وتحديد المعلومات عن جمهور الوسيلة، وكذا قياس القدرات والمهارات.

وتعرفوا على واقع ومؤشرات الصحف الأهلية والحزبية والمواقع الإلكترونية، والقضايا المجتمعية الخطرة في مجتمعنا برؤية الواقع منها والواجب تركيزها.

استعرضت المدربة الناشطة الحقوقية المحامية عفراء الحريري في الدورة قضية العنف ضد المرأة بمختلف صنوفه وأشكاله.

وكان المشاركون قد قاموا بالنزول الميداني إلى مركز الطفولة الآمنة بعدن ضمن خطتهم التدريبية وبحثوا سير نشاط المركز ودوره الإنساني في مساعدة المجتمع في تقديم الرعاية والتعليم والتربية وتوفير أجواء أسرية حميمة لهم، وطافوا بأرجاء المركز والتقوا بالقائمين عليه، وتعرفوا على أطفال النزلاء فيه وأسباب إيوائهم في المركز نتيجة ظروف عيشهم في الشوارع وتشردهم بعيدا عن أهاليهم.

وفي نهاية الدورة تم وضع استمارة تقييم الدورة التدريبية للصحفيين في القضايا المجتمعية.

وفي ختام الدورة صرح لـ «الأيام» الأخ محمد قاسم نعمان، منسق الدورة، رئيس المركز اليمني لدراسات حقوق الإنسان بعدن ورئيس تحرير صحيفة «التحديث»، بأن هذه الدورة تأتي ضمن برنامج مؤسسة (CHF) الدولية لمشروع (إمكار) بالتنسيق مع مركزنا لتأهيل وتدريب الصحفيين لتغطية ومعالجة أفضل للقضايا الاجتماعية لإيصاله إلى أوساط المجتمع لتوعية قضاياهم المجتمعية المختلفة، وتحدث عن مفهومه لواقع الصحافة اليمنية بمختلف وسائلها الإعلامية بإنها مازالت على طابعها التقليدي، فعلى الرغم من أهميتها إلا أنها ظلت مقتصرة في معظم طرحها على الجوانب السياسية بينما يحتل الجانب الاجتماعي فيها على نسبة ضئيلة من مساحات الصحافة الحكومية وحتى الأهلية والحزبية، وهكذا الحال بالنسبة لوسائل الاتصال الإعلامية الأخرى، حيث لاتتجاوز نسبة هذه المساحة المتاحة للقضايا الاجتماعية 3,4 % على الرغم من أهمية هذا الجانب وخاصة في مجال المرأة والطفل والأسرة.. مؤكدا ضرورة وجود برنامج متكامل يستفيد منه الجميع في إقامة مثل هذه الدورات على مستوى الداخل والخارج.

وعبر المتدربون في ختام الدورة عن شكرهم وتقديرهم لكل من ساهم في إقامة وإنجاح هذه الدورة، والجهات الداعمة لها، مؤكدين أنهم سيحملون مضامين وأهداف مقررات دورتهم لتطبيقها على واقع مجتمعهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى