وضع غريب يصعب فهمه

> مقبل محمد القميشي:

> كيف نفسر الوضع القائم - اليوم - في اليمن؟ أهو وضع ديمقراطي أم هو انفلات في الوضع وبالتالي فوضى؟!

مهرجانات هنا وهناك ومهرجانات مقابلة أخرى وحصار لرموز الحراك وقمع في الشارع واعتقالات بالجملة لا مبرر لها.. ورموز في السلطة تزايد وتدعو للحوار في الوقت الذي تسد فيه أبواب النقاش تجاه قضايا مصيرية وخاصة ما يتعلق بقضايا (الجنوب).

رموز في السلطة تضع شروطا ونقاطا للحوار وتخلق أزمات تلو أخرى في الوطن.. ووطن يعيش في ظل أزمات متلاحقة عليه.. بين استحقاق انتخابي واستحقاق حقوقي ومطلبي، وكلا الطرفين يصر على آرائه لخوفه على مصالحه.. والتنازل بينهما (ممنوع)، لأن ذلك لا يجوز في ظل ديمقراطية يمنية.. الكل ينشد الكرسي الذي ورثه عن أخيه أو ابن عمه أو ابن عشيرته أو ابن منطقته أو ابن جده أو ابن حزبه، ولا تأتي مصالح الوطن إلا بعد المصالح الشخصية.. وضع غريب في اليمن ويصعب فهمه من الوهلة الأولى.. وأما إعلام السلطة بكل وسائله، فعلى مر السنين لا ينهج سوى طريقة واحدة، حيث يملى عليه من جهة على حساب جهة أخرى، وهنا في اليمن حكومات متداخلة شبه مستقلة ونفوذ أصغر السلطات يتم على شعب يتجرع جوعا لا يثق بمسؤوليه عديمي النظر تجاه شعبهم، كما أن الثقة منزوعة كلياً بين أحزاب المعارضة والسلطة، وفي الوقت ذاته تعيش البلاد(على كف عفريت) من مجهول قادم حتما لا يسر إن لم نتفادَ كل ما يدفعنا نحوه بالتنازل ونكران الذات وعدم التعصب لأمور تافهة ودنيئة في آن واحد، أما إن دأب السلطة وديدنها الكذب فإن الناس قد سئمت أكاذيبها ووعودها التي لا تنتج أي شيء!! ومادمنا نعيش وضعا متدهورا عالميا يؤكد قولنا ما نشاهده ونلمسه من ظلم وتكتلات من دول منحازة إلى إسرائيل (التي بان وجهها القبيح ونزعتها الدموية في غزة العزة.. غزة البطلة) وفي المقدمة أمريكا التي لا تخجل من إظهار انحيازها السافر إلى إسرائيل. فإنه لابد لنا من أن نتوقع - اليوم- كل شيء على المستوى الداخلي أو الخارجي ونحن مازلنا نأمل الخير، ولكن على ما يبدو أن الشر طغى على كل شيء في هذه الحياة ومع ذلك لابد من وقفة صادقة وجادة مع الذات ومراجعة حساباتنا وفي البدء أن نضاعف - بكل صدق - إيماننا بالله سبحانه وتعالى.

ولاشك أن ذلك متى تم فإن علينا إعطاء الناس حقوقها والاستماع إلى شكوى الصغير قبل الكبير منهم في شتى القضايا بما فيها المطالب الشعبية التي تبدأ بالاعتراف بـ (القضية الجنوبية) التي يعتبر (الاعتراف) بها المدخل الرئيس للأمن والسكينة والتنمية خاصة وأن أغلبية الناس بحاجة إلى ذلك وإلى قرار شجاع يصدر من قمة السلطة وقمة الهرم السياسي في الوطن.. وأعتقد أن (الاعتراف) ليس عيبا مثلما أعتقد أن (ماضاع حق وراءه مطالب) والتجارب أثبتت أن التنازلات والاعتراف ببعضنا البعض لا تتم إلا بعد صراعات وحروب.. فهل نكون - اليوم - استثناء؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى