برلمان الفقراء

> برهان عبداللــه مانع:

> تحدد الكثير من المراجع أن الثورة الإنجليزية قد جاءت نتيجة للحرب الأهلية التي استمرت ما بين 1642م حتى ظهور كرومويل، لكن أسباب الحرب كانت واضحة جداً.

وهي في تمسك الملوك الإنجليز بالسلطة المطلقة معتقدين أن الله وحده الذي منح الملك السلطة لتوطيد النظام وإقامة العدل في البلاد وليس لأحد من الشعب أن يحاسبه على أعماله، وخير مثال على ذلك الملكان جيمس الأول وشار الأول اللذان عملا على حل البرلمان أكثر من مرة من أجل الحفاظ على سيادتهما ومصالحهما، لكن تلك الأفكار الاستبدادية أثارت البرلمان الإنجليزي المتحدث باسم الشعب وتقدموا باحتجاج سجلوا فيه:

«إن حرية البرلمان وامتيازاته واختصاصاته حقوق أصلية قديمة لاشك فيها، توارثها الشعب الإنجليزي، وشؤون الدولة والدفاع عن البلاد وإنصاف المظلومين والفقراء ووضع القوانين وصيانتها كلها من اختصاص البرلمان», وهنا يتجلى لنا الصراع واضحا بين (الملك والبرلمان) لهذا يرفض البرلمان فرض الضرائب والقروض من دون موافقته ويرفض عملية القبض على المواطنين وسجنهم من دون محاكمة واعتراضه على تطبيق الأحكام العرفية في زمن السلم، حيث تصدى البرلمان الإنجليزي لعملية إيواء الجنود والبحارة في منازل المواطنين من دون موافقتهم وأصبح لا مفر من المواجهة بين الملك ونبلائه بقيادة الفرسان وبين برلمان الفقراء بأنصاره من «ذوي الرؤوس المستديرة» وفي الأخير انتصر برلمان الفقراء بقيادة كرومويل في 30 نوفمبر 1639م في ساحة هويت هول. وما نشاهده اليوم نحن في مجتمعنا أسر جائعة تشرد وأراضي الناس بالهكتار تنهب والبرلمان في نوم وصمت رهيب يهمس «وأنا مالي خلينا بحالي أحلم بالحالي»، في وطن أصبحت فيه قلوب الفقراء أوعية القناعة يتكرر حديثهم وينحصر تفكيرهم حول الإكرامية والاستراتيجية وانتظار الراتب الهزيل في وطن يمتلئ بالمفسدين في (استايل) جديد وهو المجاهرة والتفاخر بالفساد وغياب الحق ولا ندري أين الصواب في تدمير أحلام الاستثمار وأصبح الكلام كثيرا وقوت الفقراء قليلا في غياب البرلمان، والمتاهة توسعت ولا نعرف من هو الوحدوي أو العميل فتعالوا تحت الشجرة جميعكم لأنها تظلل الجميع حتى من يريد قطعها وينقض على وحدتها المباركة وليعلم أهل البرلمان أن الفقراء يعيشون في البطيحة ويعملون في كسح السباخ.

وختامنا من زمن العدل (للفاروق عمر).. عندما أرسل عمر إلى أهل حمص ليكتبوا له أسماء الفقراء كتبوا له أول القائمة اسم حاكمها (سعيد بن عامر).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى