كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

> توجد في بلادنا أزمات كثيرة .. أزمة في الاقتصاد .. وأزمة في الإسكان.. وفي الطعام والعمل والصحة والتعليم والصناعة والزراعة والمساواة وغيرها .. ولكن لاتوجد عندنا أزمة منافقين.

إذن هو النفاق الذي يحكم ويتحكم في بعض الناس .. وحتى لاينتشر النفاق وينتهي بعبادة الأوثان البشرية .. يكفي أن ننظر إلى وجوه المنافقين ونفضحهم .. ويجب ألا نهتم بابتساماتهم الكاذبة .. فكل المنافقين يفعلون ذلك .. وبعض المسؤولين أيضاً.. ولذلك يظل النفاق هو الأسلوب الوحيد الذي يحرص المنافقون على الاحتفاظ به.. والكذب على أنفسهم وعلى غيرهم.. فلا صدق ولا أمان ولا حب عند أحد من المنافقين.

> ولابد أن النفاق عملية سهلة جداً .. يسيرة جداً .. ويستطيع أن يمارسها أي أحد .. وهي ليست مستحيلة على ضعاف النفوس .. حتى ولو كنا نستخف ونستهين بها .. فهي ليست إلا غطاء لمصالح ذاتية ومطامع غير مشروعة .. ولكنها كارثة على المجتمع .. وهي مصدر كل المتاعب لنا.. فالإنسان يتلقى المتاعب من النظام في بلادنا .. ثم يضيف إليها المنافقون مزيداً من المتاعب .. ولذلك فالإنسان هالك من الاثنين .. نظام الحكم والمنافقين .

> وفي كل الدنيا حملات عنيفة لتنظيم النسل ومكافحة الإيدز والسرطان والجوع.. وفي الشرق الأوسط ترتفع أصوات الدعوة إلى السلام ليعيش الناس في سلام وأمان .. وفي بلادنا أيضاً حملة لاستئصال شلل الأطفال .. ولكن لانستطيع أن نلغي آفة النفاق في مجتمعنا.. ولا نستطيع أن نمنع أحداً من أن يفعل ذلك.. فالنفاق هو الطريق الوحيد والممكن لتحقيق المصالح الشخصية .. في وظيفة أكبر .. أو منفعة مادية أوفر .. أو سيارة أفخم .. أو قطعة أرض أوسع .

> وليس للنفاق قواعد معروفة .. ولكن ليس أسهل من أن تنافق أحداً في السلطة .. أو تبتسم إذا صفعك في وجهك أو ضربك على قفاك .. وأن تنحني احتراماً إذا أقبل أو أدبر.. وأن تصغي إذا قال كلاماً سخيفاً وتهز رأسك بالموافقة والقبول .. وأن تصفق إذا خطب وشتم وسب جميع الحاضرين والغائبين .. وأن تلغي ذاتك.. وأن تكون لا قيمة لك ولا كرامة لك في حضوره وغيابه.. وأن تنقل إليه أخبار الآخرين .. مع أنهم لا تحدثوا ولا قالوا.. وكل ذلك يحدث عندنا كمثل أعلى للحياة لدى المنافقين والتكيف مع ظروفها .

> ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه من الممكن أن يوجد منافقون حولنا .. وأن تكون لهم القدرة على الاستمرار في سلوكهم المريض في النفاق السياسي والنفاق الاجتماعي .. وأن يروا أنه لايوجد سبب واحد معقول يحول دون استمرارهم في نفاقهم .. وأن يؤكدوا هذا المعنى الذي أصاب حياتنا وأعصابنا وأخلاقنا .. وليس النفاق هو السبب الوحيد في متاعبنا ومصائبنا .. ولكن هناك أسباب أخرى .. هي أن المنافقين يدركون بعقولهم ويشعرون في نفوسهم بأنهم بأعمالهم هذه ضد وطنهم .. ولكنهم يرونها أفضل من أي عمل آخر .. ووسائل يعتقدون أنها أقوى .. وممارسات يؤكدون أنها ممكنة في تحقيق أحلامهم وآمالهم في الجاه والشهرة والمال .

> بقي أن نعرف أنه ليس غريباً إذا تلفتنا حولنا ووجدنا أن كثيراً من المنافقين الذين كانوا يحلمون بحياة بسيطة ومتواضعة .. ثم أصبحوا مترفين منعمين.. وقد نسوا الفقر والعري والجوع وقلة الحيلة والغيرة على الوطن.

> المنافقون وجوههم مثل أحذيتهم غليظة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى