لدى زيارته لمخيم اللاجئين الصوماليين بخرز والاطلاع على اوضاعهم.. مساعد الأمين العام للأمم المتحدة: الغذاء متوفر بكميات كبيرة ولكن هناك سوء توزيع

> «الأيام» فردوس العلمي:

> تتوارد الخواطر وتتكاثر الأحلام عندما تهم بمغادرة عدن لتتجه صوب مخيم خرز للاجئين الصوماليين، لتقطع طريقا طويلا على جانبيه صحراء وبحر، وكلما تتوغل في الطريق تظهر لك بعض المنازل الخشبية ونساء وأطفال يبحثون عن المياه، وتجد أوعية جلب الماء مرمية على جانبي الطريق تركها أصحابها.

وترى أطفالا رغم قسوة الطريق وبعد المسافة يحاولون في الصباح الباكر الوصول إلى المدرسة.

وترى أيضا وسط الصحراء أشجارا خضراء تجعلك تردد في سرك (سبحان الله)، وتزداد الأحلام الوردية وأنت تسير على خط الإسفلت الممتد نحو 128 كيلومترا من عدن إلى خرز، حيث تعانق إطارات السيارات الإسفلت.

وترى قرى مترامية الأطراف تتناثر على مسافات بعيدة، يعيش أهلها بأبسط مقومات الحياة، ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين.

رحلتي إلى مخيم خرز كانت أهدأ من سابقاتها، فحين وصلت إلى مخيم خرز كان الهدوء يعم المكان، ولا أثر للمطالبة بالرجوع إلى الوطن، ولا الاعتصام.. ولست أدري أهو اليأس أم الاقتناع بما هو موجود؟!!، لكنني سمعت بعض الأصوات كانت تصرخ تردد شعارات الأمس، وتحكي معاناة مستديمة يعانيها اللاجئ.

صباح أمس وصل إلى مطار عدن الدولي السيد جون باول مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي والوفد المرافق له وكان في استقبالهم الأخ أحمد سالم ربيع علي وكيل محافظة عدن والسيدة ليلى جين ناصف، مديرة مفوضية شؤون اللاجئين بعدن. وعقب وصول الوفد تبادل أطراف الحديث مع الأخ أحمد سالم وكيل المحافظة الذي تعرف منهم على أسباب الزيارة وعلى التوجهات الجديدة للبرنامج في اليمن.

بعد ذلك انطلق الموكب الذي ضم السيد جين كارلو الممثل المقيم ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في الجمهورية اليمنية والسيد أثير نجم مدير مكتب برامج الأغذية العالمي فرع عدن والسيد جمال المجالي كبير مساعد برامج في الأغذية العالمية فرع عدن وممثلي وزارة الخارجية صوب مخيم خرز, حيث عقد لقاء موسع برئاسة السيد جون باول مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي بحضور المنظمات والجمعيات الخيرية العالمية في مخيم خرز, واستمع إلى شرح واف عن كل ما تقدمها تلك المنظمات والجمعيات للاجئين الصوماليين في مختلف مجالات الحياة, وطاف السيد جون باول أرجاء المخيم كافة وتعرف عن قرب على احتياجات المخيم والنواقص في المجالات كافة.

وعلى هامش الزيارة استقبل الأخ محسن علي النقيب محافظ لحج في ديوان مسكنه السيد جون باول وتناول اللقاء بعض المصاعب والمشاكل والمواضيع المتعلقة باللاجئين والقرى المجاورة.

كما استعرض الأخ المحافظ عددا من القضايا والمواضيع التي تمت مناقشتها والهادفة إلى كيفية الاستفادة من كل تلك المواضيع الخاصة ببعض الاتفاقيات المتعلقة بالجانب الخدمي ليس إلا.

وأشار السيد جون باول إلى أن هذه الزيارة تأتي للاطلاع على الظروف المعيشية للاجئين في خرز, وكذا توقيع مذكرة تفاهم على مشروع جديد لإغاثة المواطن المتضرر من ارتفاع الأسعار في السوق العالمية وعلى وجه الخصوص المواد الغذائية.

كما تحدت عن كمية الغذاء المقدم للاجئين قائلا :

«في شهر أبريل القادم سيتم مراجعة ومناقشة كل هذا المواضيع وأهمها الغذاء, وستكون فرصة لتقييم فني يشمل الكثير من النواحي لمعرفة نوع وكمية الاحتياج»، مؤكدا أن الغذاء متوفر بكميات كبيرة «ولكن هناك سوء في التوزيع».

وقال :«إذا ثبت أن الكمية لا تكفي سنعمل على زيادة الحصة»، كما أوضح السيد جون باول أن «المجتمع الحاضن للاجئين بحاجة للدعم ومن الأولويات, حيث سيتم التركيز على ذلك في الدراسة القادمة» مضيفا:«لدينا مشروع دعم الفتاة على مستوى محافظة لحج وقد تم التأكد من أن جميع المدارس ضمت لهذا المشروع, ولكن مازال الوضع كما هو، بالإضافة إلى الوحدات الصحية لابد أن يشملها المشروع»، معبرا عن أسفه أن يكون هناك فرق بين اللاجئ والمواطن.

كما أشاد السيد جين كارلو الممثل المقيم ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي باليمن بدور محافظ لحج في إيجاد العلاقة بين اللاجئين والمجتمع المدني الذي يحوى اللاجئين, خاصة فيما يتعلق بطريقة التنسيق وتخفيف الضغط والمشاكل والنزاعات التي تحصل.

ومن جانب آخر التقى السيد جون باول بالأخ عبد الكريم شائف نائب محافظ عدن الأمين العام للمجلس المحلي في فندق ومنتجع الشيراتون وبحث اللقاء أوجه التعاون بين اليمن وبرنامج الغذاء العالمي والتعرف عن قرب على ما يقدمه البرنامج للاجئين, وفي ختام اللقاء قدم الأخ عبد الكريم شائف هدية تذكارية للسيد جون باول.

في هذه الرحلة استمعت إلى معاناة بعض اللاجئين التي كانت تتعلق بكمية الغذاء ونقص الحليب على الأطفال الرضع وكذا معاناة بعض المعاقين والنسوة من نقص العلاج وشدة احتياجهم له.

وأكد البعض أنه تم تسجيلهم وتسفيرهم إلى صنعاء لمقابلة وفد أمريكي لكي يتم ترحيلهم إلى هناك, ولكن بعد ثلاث سنوات من الانتظار قيل لهم سقطت أسماؤكم.

وعن ذلك أكد السيد أثير نجم مدير مكتب برنامج الأغذية بعدن «بأن هذا نظام دولي متبع لتشجيع الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى حيث يتم إعطاء الأم الغذاء الذي يعوضها لكي تستطيع إرضاع طفلها.

الصمت كان في هذه الزيارة حاضرا بقوة ليثبت وجوده في المخيم الذي صادفنا فيه أمس توزيع كميات من المواد الغذائية للاجئين الأروم (الأثيوبيين) الذي يتقاسمون مع الصوماليين السكن والغذاء في المخيم, وحين سألت أين الصوماليون؟

قالوا أخذوا مخصصاتهم أمس الأول.

مخيم خرز يحوي في جنابته عددا كبيرا من الأطفال ليس لهم ملامح طفولية حيث رسم الزمن على وجوهم آثار الحزن والفزع, وأصبحوا كشجرة تنمو في صحراء ليس لها من مياه ترويها إلا قطرات مطر من رب رحيم, وهؤلاء الأطفال كتلك الشجرة لا ينتظرون إلا رحمة الله فأغيثوهم.. فهؤلاء فلذات الأكباد تمشي على الأرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى