الظلم يولد الكراهية

> مقبل محمد القميشي:

> نسمع كثيرا من بعض المسئولين الحث على نبذ الكراهية، جزاهم الله خيرا، وليس ذلك فحسب بل وصل إلى أن يطالبوا بالحفاظ على الوحدة الوطنية. ومن خلال ذلك نستطيع القول إن هؤلاء المسئولين كمن (يأمر الناس بالبر وينسى نفسه).

كيف يتم ذلك وهم أصلاً ممن يعملون على تدهور الوضع في البلاد بقتل الأنفس البريئة وإهانة كرامة البشر والعمل على تخويفهم والزج بهم في غياهب السجون وهذا كله في الأخير يعطل الوحدة الوطنية التي يأمرونا بالحفاظ عليها.. نقول لهم نحن إن ثقافة الكراهية سببها وجود العنف الذي تستخدمه السلطة بوساطة عساكرها في قمع الناس وقتلهم.. وهذا يعني أن أي سلطة تستخدم العنف (ظالمة) .

ونقول لهم أيضاً .. لا يوجد عنف إلاّ بوجود (الظلم) وأما الوحدة الوطنية فعلى ما أعتقد أننا لم نصل إليها بعد، حتى تأمرونا بالحفاظ عليها.. فطالما أن الظلم موجود والقتل موجود والتعسف موجود والنهب موجود والعدالة معدومة والمساواة غير موجودة والسجون مفتوحة أما القلوب فمكلومة ومغلوبة على أمرها، وما نشاهده اليوم من قمع للشعب وغيره من التعسفات يدل على استمرار (الظلم) والفوضى في اليمن، وهي حقيقة يستحيل إنكارها .. فالقتل في كل مكان، والتقطع في الطرقات، والفوارق الطبقية، والاستئثار بالثروات، والاستحواذ على الوظيفة بهيمنة عشائرية، والاستيلاء على الأرض والجبال والرمال وحتى (البحر) لم يسلم من السطو.. والتعليم في تدهور مستمر، والقمع في ذروته بلا رحمة أو شفقة.. كلها أمور يئن منها المواطنون فيما أبواب المسئولين مغلقة ولا مجيب لمن ينادي، وإن وجد بعض التجاوب من بعض المسئولين لإصدار أوامر فهناك من لها بالمرصاد لعرقلتها أو عدم تنفيذها من أدنى سلطة، وهو أمر ليس بمستغرب، إذ لا حساب ولا عقاب للمهملين أو المماطلين فيستمرئوا بذلك رفض الأوامر.. وفي الأخير المواطن هو الضحية.

بعد هذا كله ماذا تريدنا (السلطة) أن نعمل؟ أليس هذا كله حقيقة بعينها؟ طبعاً نحن نعلم مسبقاً أن (السلطة) تتنكر لكل ذلك ومن ثم تتنكر (للحقيقة) كاملة، لكن لا يهمنا تنكرها مادمنا نفهم ونعاني هذا الظلم لأننا نعيش مجريات الأحداث (بحذافيرها). إذن هناك مشكلة بل (مشاكل) قائمة ويتعذر على السلطة حلها أو بالأحرى هي (عاجزة) عن كل الحلول لأسباب معينة منها وجود عدة سلطات في اليمن ومختلفة التوجهات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات والمشاكل وكان السبب في الإضرار بالوطن والمواطن بشكل عام .

والعجيب في الأمر أننا نسمع كلاما معسولا من المسئولين في كل مناسبة تقريبا لصالح هذا الوطن والعمل على حل المشاكل، لكنه في الأخير يصبح وعودا كاذبة (لاشيء) وبالمقابل يتضح لنا الآن أننا قد فهمنا بعضنا بعضا، الشعب من جهة والحكومة من جهة أخرى ويستطيع كل منا التوجه إلى (خياراته) والحفاظ على كرامتنا والدفاع عنها أيضا.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى