غلاءالقات وغياب الرقابة وسوق يحكم نفسه بشبوة

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
القات أشكال وأنواع الواصل إلى الأسواق المحلية اليمنية, ولكن وافدي الأسواق من المواطنين يشكون من ارتفاع الأسعار الجنونية الفاحشة التي زادت عن المعقول في ظل النوعية التي تصل إلى الأسواق الشبوانية الذي أغلبه في بعض الأحيان رديء.

لكن ونظرا لكثرة الشكوى من ارتفاع أسعار القات كان لا بد لـ«الأيام» أن تجري تحقيقا ميدانيا عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعاره وماهية نوعية القات الموجود في السوق تطالعونه في الأسطرالتالية:

كنت في ضيافة عند زميلي العزيز غالب حميد الكربي وكان في نقاش حاد مع زميله عبد الكريم البرذم حول القات وأسعاره مما أثار فضولي وقلت لهم هل يوجد تغيير؟ قالوا: نعم تغيير كبير, إن القات هذه الأيام في ارتفاع مستمر جدا, فأصحاب القات تحولوا إلى محلات صرافة موقوتون, كون سعر الشكل (الحبتين البلدي) رقم واحد وصل إلى 5000 ألف ريال مايعادل 100ريال سعودي و20دولارأمريكي.

إننا نرى الجميع في الأسواق المحلية وجوههم عابسة وظاهر عليهم الزعل, نتيجة الكساد الاقتصادي وقلة الإقبال علي البضائع بمختلف أنواعها وزيادة إقبال المواطنين علي القات مما جعل أصحاب القات سعداء والابتسامة بادية علي وجوههم, نتيجة الكسب الكبير، ويفيد أحد الموطنين أن أحد بائعي القات في المديرية بلغ ربحه خلال ثلاثة أيام أكثرمن مليون ريال.

أربعة أنواع من القات موجودة في الأسوق المحلية

يصل عدد من أنواع القات إلى الأسوق المحلية بشبوة وغيرها من المحافظات, ويحتل الصدارة في السوق القات الرداعي الذي يصل من رداع, وهي أحدى أكبر مدن محافظات البيضاء ويصل سعر الشكل في الأيام العادية 300 إلى500 أما الآن فإن سعر (الشكل) بلغ من 1500 إلى 2000 ريال، وهو أرفع سعر يصل في الأسوق المحلية خلال هذه الأيام.

أما النوع الثاني منه(الشواجب-الجمام وغيره)كان يباع الشكل بمبلغ 60ريال فقط، أما الآن فارتفع سعره إلى 120ريال للشكل, وأما البلدي درجة أولى المطول بلغ سعر الشكل إلى 4000 إلى5000 ريال وهو أغلى أنواع القات في السوق.

وأما القات البلدي فبلغ سعر العلاقي (كيس القات) إلى 500 إلى 800 ريال, وكان يباع في السابق بـ200إلى 400ريال وغيرها من القات الموجود بالسوق كالضالعي وغيره.

المواطنون بين ترك القات والاكتواء بأسعاره

علي عبدالله الشمباء موظف حكومي يقول: «إني في فصل الشتاء أترك القات نظرا للغلاء الفاحش, وإني في هذه الأيام عملت برنامجا لحياتي اليومية وهو الأهم للحصول على مبلغ من المال تمشيا مع ظروفي التي أعيشها، فأذهب لأشتري صحيفة «الأيام» من أقرب مكتبة أو من الباعة المتجولين لمتابعة الشأن المحلي والعربي والدولي, فهي تغنيني عن القات, وبها أتناسى همومي و مشاكلي اليومية المتعددة».

أما خالد عبده فقال: «أنا من موالعة القات و كانت في السابق تكلفني تخزينة القات 150ريال إلى 200ريال, ولكن الآن بعد غلاء الأسعار أصبحت التكلفة أكثرمن 600ريال» مشيرأ إلى أن «السوق المحلية بشبوة تصله نوعية رديئة من القات خاصة هذه الأيام نظرا للغلاء الفاحش للقات».

صالح مغلس يقول: «إن السبب الرئيس لارتفاع أسعار القات هو عدم الرقابة من الجهات المسؤولة, على الرغم من أن الضرائب المفروضة على القات كبيرة، لكن لا تصل إلى خزينة الدولة إلا القليل منها, ولاندري أين يذهب الباقي منها».

ويشارك أحد المواطنين في الحديث «إن القات أسعاره مرتفعة ولاندري ماهي الأسباب، فالبائع يشكو من الضرائب والمواطن يشكو من الارتفاع المبالغ فيه والرقابة مفقودة».

يقول المواطن علي أحمد وهو من أبرز موالعة القات: «كنت أخزن في السابق بـ600ريال إلى 800 من أجود أنواع القات، أما الآن تصل تخزينتي إلى 3000 ريال وفي بعض الأحيان 4000».

واعتبر أن «الغلاء غير مبرر على الإطلاق، وأن موردي القات لم يكتفوا بمبالغ الكسب القليلة ولكنهم يريدون الكسب الكبير ولوعلى حساب المواطن».

بائعو القات يتحدثون ويبررون ارتفاع الأسعار

مصدق محمد ضيف الله بائع قات بلدي درجة ثانية يقول: «إن الأسباب الرئيسة لارتفاع القات هذه الأيام في الأسواق يعود إلى تعرض القات لموجة برد قارسة خلال الأيام الماضية, كانت هي السبب الرئيس لارتفاع الأسعار, كون البرد أتلف العديد من مزارع القات في المحافظات الرئيسة في اليمن», ويقول «إن الضرائب تأخذ ضريبة علي القات البلدي درجة ثانية 30ريال, بينما يتم بيع العلاقي(كيس القات) حسب قوله 500ريال إلى 400ريال».

محمد مصنف بائع قات بلدي درجة أولى قال: «إن الأسباب متعددة لارتفاع أسعارالقات, منها موجة البرد الذي أصابت القات خلال الأيام الماضية وكانت سببا رئيسا في الارتفاع, حيث إني أبيع الشكل القات( الحبتين) بـ4000ريال، والحبة بـ2000ريال» وحول الضرائب قال: «يؤخذ مني 70ريال على الحبة فقط».

قائد شاكر بائع قات رداعي يقول: «إن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار هو الغلاء بشكل عام في القات وفي غيره», مضيفا «أبيع الشكل بمبلغ 1200 إلى 1000ريال»، مبررا ذلك بأنه لايخارجه أقل من ذلك كون القات غال في هذه الأيام.

القات ارتفاع غير مبرر وقانون لم ينفذ فمن المسؤول؟

بعد أخذ آراء المواطنين وبائعي القات واختلاف آرائهم، البعض يرجعه إلى الارتفاع في سائر المحافظات, والبعض بسبب موجة البرد, والآخر يعزو ذلك لضعف الرقابة.

وللأمانة حينما استفسرنا مسؤول في مكتب ضرائب شبوة هل هناك تغيير وارتفاع في الضرائب؟ فقال: «لايوجد أي ارتفاع في الضرائب, ونحن نأخذ على الحبة القات المطول 50 ريال والبلدي 30ريال, لكن لوطبقنا القانون لارتفعت الضرائب أكثر».

إلى من يهمه الأمر .. غياب القوانين والرقابة هي سبب ارتفاع الأسعار

من خلال هذا التحقيق تم استنتاج أمر هام هو أن البائعين والموردين هم بدرجة أساسية يتحملون الارتفاع, لكونه فاق المعقول, والضرائب يشكو منها البعض, ولكن لا يوجد فيها ارتفاع, ولهذا نجد أن ضعف الرقابة من قبل الجهات المسؤولة التي لا نعفيها من دورها ساهم في ارتفاع أسعار القات.

من التحقيق

-القات يعتبر مهم في حياة أغلب المواطنين في اليمن، حيث يتم التخزين من بعدالساعة واحدة ظهرا إلى المساء.

-يتجمع المخزنون (آكلو القات) في اللوكندات وباحة الفنادق والاستراحات والمنتديات وقضاء وقت العصر في مضغ القات.

-يتسبب القات وخاصة هذه الأيام بالعديد من الأمرض أبرزها الصداع في الرأس والإمساك والتهابات, نتيجة رش القات في بعض المزارع بالمبيدات السامة.

-يكلف القات الفرد ميزانية مستقلة قد تبلغ في الشهر الواحد ما بين عشرين ألف إلى ثلاثين ألف ريال وهي نسبة متوسطة.

- من العجائب التحقق من وجود أسر فقيرة من المهمشين النساء فيهن يتعاطين القات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى