قبل أن تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد .. معالم وشواهد ساه الأثرية تستغيث!

> «الأيام» قيس سالم الدوعني

>
حصن قرين الظبي التاريخي بمنطقة غيل ساه
حصن قرين الظبي التاريخي بمنطقة غيل ساه
يجد المتتبع لتاريخ مديرية ساه بمحافظة حضرموت صعوبة بالغة في الحصول على معلومات وافية وشافية لكل ما يتساءل عنه، ذلك أن هذه المنطقة لم تنل اهتماما عادلاً ممن كتبوا التاريخ الحضرمي على الرغم من أن المنطقة شهدت أحداثاً كبيرة جديرة بالتوثيق والمتابعة.

وكذا على الرغم من قدم الاستيطان البشري في ساه والذي يعود إلى العصور الحجرية وتدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تم العثور عليها عن طريق الصدفة في أكثر من مكان كما هو في منطقة المصينعة في غيل عمر ومناطق راوك ورسب والبلاد، حيث تبرز هذه الشواهد التاريخية اليوم في حالة مزرية وعرضة لأعمال النهب والسرقة وتأثرت جلياً بما خلفته كارثة الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة في شهر أكتوبر من العام الماضي ولا شك أن قطعا كثيرة منها اختفت في ظروف غامضة فما تبقى منها بحاجة للاهتمام قبل أن تلوح جميعها كباقي الوشم في ظاهر اليد .

منطقة راوك

تقع منطقة راوك في الجزء الشمال الشرقي من مديرية وهي منطقة لا تزال حبلى بالآثار فقد كشفت بعثة أثرية فرنسية فيها عن تمثالين يعود تاريخهما إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وحسب إفادة المختصين فإن هذين التمثالين يعتبران من أقدم الآثار في وادي حضرموت وقد تم تسليم التمثالين لمتحف الآثار بوادي حضرموت كما أن هذه المنطقة بحاجة للتسوير حتى لا تتعرض الآثار الأخرى لنهب والسرقة .

مسجد وضريح الشيخ عمر باوزير
مسجد وضريح الشيخ عمر باوزير
الكافرية

تقع على سطح الجبل الواقع جنوب قرية (عنــقورة ) يقال أنها أحد مآثر قوم عاد، حيث لا يعرف سكان المنطقة أي شيء عنها لقدمها ولا يزال الغموض يكتنف الكثير من أسرار هذا المعلم وهي بحاجة لمن يفك طلاسمها تتميز بحسن بنائها، حيث بنيت من أحجار ضخمة تتوسطها بركة ذات مدرجات دائرية تضيق من أسفل وتزداد اتساعاً كلما اتجهنا إلى أعلى ويصل قطرها حوالي (26) مترا، أما شكلها الخارجي فمستطيل وهي بمثابة برج حربي يرى الواقف على قمتها مدينة ساه من شمالها إلى جنوبها.

مدينة السور

لا تزال أطلال هذه المدينة بادية للعيان حيث تشاهد على قمة الجبل الذي يوجد على سفحه ضريح الشيخ عمر محمد باوزير رحمه الله تعالى في منطقة غيل عمر يرجع تاريخها إلى أكثر من 500 عام، وتضم تحت أنقاضها كنوزاً تاريخية لا تقدر بثمن وهي بحاجة لمن يميط عنها اللثام، على الرغم من أن ما كان ظاهراً من كنوز هذه المدينة عبثت به أيدٍ آثمة وسُرق منه ما سُرق..

وتطل مدينة السور على الطريق الرئيس التي تربط ساه بساحل حضرموت جنوباً وحضرموت الوادي شمالاً ويحكي الرواة والإخباريون أن سكانها الحالكة وآل الرشيد.

صورة لساه من أعلى قمة الجبل الذي تقع عليه الكافرية
صورة لساه من أعلى قمة الجبل الذي تقع عليه الكافرية
ضريح ومسجد الشيخ عمر محمد باوزير

يعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة تقريباً يقع في منطقة غيل عمر أسفل مدينة السور بُني على مرتفع جبلي يوجد بداخله قبر الشيخ عمر محمد باوزير وعليه تابوت من الخشب مزين بآيات قرآنية محفورة على جوانبه ويجد إلى جانبه قبور أخرى قبرت فيها بنات الشيخ ويوجد في إطار المبنى مسجد الشيخ عمر، ويقع خلف المبنى بئر خاصة بالمسجد وغرفة لسكن الشيخ في نفس المبنى, سميت منطقة غيل عمر بهذا الاسم لكون الشيخ عمر أول من سكنها وكان من كبار ملاك الأراضي الزراعية بالمنطقة، وقد تصدق بجميع هذه الأراضي والنخيل لوجه الله تعالى. ويقال أن ابنه عبد الرحيم باوزير هو مؤسس مدينة غيل باوزير.

العادية

وهي عبارة عن مبنى من الحجارة متقنة البناء قد تكون جزءا من سد قديم يقع في منطقة غيل عمر في وسط مجرى وادي عدم بناه قوم عاد وربما لهم نسبة التسمية، وذكرت بعض المصادر أنه كان على قمة هذا البناء تمثالاً دمرته السيول على مر السنين لكن المبنى وقف شامخاً منذ مئات السنين ولم تزعزعه السيول الجارفة وكان آخرها سيل الجمعة العظيم 24/10/2008م .

مسجد الشيخ عمر باوزير من الداخل
مسجد الشيخ عمر باوزير من الداخل
قرين الظبي

حصن حربي يقع على قمة الجبل الشرقي المطل على منطقة غيل عمر بني هذا الحصن عام 1317هـ فهو يعد بمثابة برج لمراقبة الغزاة إلى المنطقة من جميع الاتجاهات يوجد بداخله دهاليز وملاجئ، وهو على شكل شبه دائري، وكذلك تستخدمه القبائل الساكنة في المنطقة لحراسة أراضيها الزراعية والنخيل، وفي عهد الدولة الكثيرية استغل مقراً لها على إثر اتفاق أبرم بين قبيلة آل محمد الحاج مالكة الحصن والدولة الكثيرية.

حصن يدن بوادي عدم
حصن يدن بوادي عدم
لوجه التاريخ

كل تلك المآثر العظيمة التي تسجل تاريخ أمة في حقب زمنية مختلفة لا تزال عرضة للنهب والسرقة والضياع.

وهي بحاجة إلى نظرة جادة ومسؤولة من قبل الجهات المختصة في مديرية ساه ومحافظة حضرموت فمنها ماهو بحاجة للترميم ومنها ماهو بحاجة للتسوير حتى لا تصبح أثراً بعد عين وتفقد المنطقة تاريخها وهويتها فهل من مجيب.

المرجع / مديرية ساه خبايا الماضي واشعاع الحاضر /تأليف سالم سعيد حنبل وعبد الله سالم بن الشيخ أبوبكر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى