وفاة المصاب متأثرا بأعيرة أطلقت أثناء تفريق الأمن مظاهرة احتجاجية في المسيمير

> المسيمير «الأيام» خاص

>
المصاب صالح عليوة بعد وفاته بمستشفى ابن خلدون أمس
المصاب صالح عليوة بعد وفاته بمستشفى ابن خلدون أمس
توفي ظهر أمس بمستشفى ابن خلدون بالحوطة محافظة لحج المصاب صالح عليوة (50عاما) الذي تعرض صباح أمس الأول لثلاثة أعيرة نارية أطلقها أفراد الأمن بالمسيمير لتفريق مظاهرة شهدتها منطقة مريب احتجاجا على ما وصف بصمت تبديه السلطات الأمنية تجاه ما يجري من إزهاق للأرواح وإراقة الدماء في منطقة جاودون.

وأفاد «الأيام» أولياء دم المجني عليه صالح عليوة بأنه نقل إلى العناية المركزة بمستشفى ابن خلدون وهو في غيبوبة تامة بعد أن مزقت الطلقات الثلاث التي أطلقها عليه أحد رجال أمن المسيمير أمعاءه الدقيقة وهشمت عظام الحوض وتسببت في إحداث نزيف داخلي حاد، مشيرين إلى أنه منذ إسعافه ظهر أمس وحتى قبيل وفاته تم إعطاؤه 12 رطل دم.

وأكد أولياء الدم أن المجني عليه تعرض لإهمال شديد «ولم يقم أحد بالاهتمام به من قبل إدارة أمن المديرية الذين لم يتحرك أحد منهم لمساعدتنا في علاجه رغم علمهم بخطورة حالته وبعد أن أكد لنا الأطباء في مستشفى ابن خلدون ضرورة إسعافه بأسرع وقت ممكن إلى الخارج لإنقاذ حياته»، مطالبين فخامة رئيس الجمهورية والنائب العام وكل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان «التدخل في هذه القضية الإنسانية وإلزام السلطات الأمنية بالمسيمير بعدم التستر على الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة كحد أدنى لاحترام الشرع والقانون وحقوق الإنسان التي تصون وتحرم إهدار دم المسلم إلا بالحق».

وعلى هذا السياق التقى صباح أمس عدد كبير من المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وقيادة السلطة المحلية بمديرية المسيمير بديوان محافظة لحج الأخ أحمد المطري، وكيل المحافظة، وبحث المشايخ والأعيان الحواشب وفي مقدمتهم الشيخ عبده محسن محمد، عضو مجلس النواب والشيخ محمد صالح حيدرة، عضو محلي المحافظة ممثل المديرية آخر الأحداث في المنطقة وحالة الانفلات الأمني التي تشهدها مناطق المديرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وخلال الاجتماع أكد المشايخ والأعيان أهمية تدخل سلطات المحافظة الأمنية وقياداتها لإنهاء حالة الانفلات الأمني بالمديرية ووضع حد للاقتتال القبلي في منطقة جاودون قبل تفاقم الأوضاع وتوسع دائرة العنف لتشمل جميع مناطق المديرية.

وفي تصريح لـ«الأيام» أكد النائب البرلماني الشيخ عبده محسن، أن مساعي المشايخ قد أخفقت في إقناع وكيل المحافظة ومدير عام أمن المديرية بضرورة إنزال تعزيزات عسكرية وأمنية من المحافظة لاحتواء الصراع القبلي المسلح بمنطقة جاودون الناشب منذ ثلاثة أشهر بين قبيلتي القزعان وآل الفجاري، مشيرا إلى أن مطالب أهالي المديرية تتمثل في إخماد فتيل الأزمة في جاودون وتقديم قتلة المجني صالح عليوة للعدالة ومعالجة بقية المصابين على ذمة تظاهرة أمس الأول السلمية التي شهدتها منطقة مريب وإنهاء حالة الاحتقان والانفلات الأمني التي تعانيه المديرية، مؤكدا أنه لا توجد أي مطالب أخرى للأهالي غير هذه المطالب المشروعة «التي يجب أن توفرها الدولة لكل مواطن بدلا من كثرة النقاشات والمجادلات والتسويفات والمماطلات في حسم هذه الأمور المصيرية».

وحمل الشيخ عبده محسن السلطات بالمحافظة المسئولية الكاملة عن أي ردود فعل أو تداعيات خطيرة قد تشهدها المديرية إثر وفاة المصاب عليوة وما رافق إصابته من إهمال على خلفية عدم قيام أجهزة الأمن بالمديرية بالتكفل بإسعافه ومعالجته وترحيله للخارج لإنقاذ حياته.

وكانت حشود من أبناء منطقة مريب قد قامت صباح أمس بالتمركز على قمم جبال مناعة فيما شرعت أخرى باستحداث نقطة تفتيش على طريق المسيمير- عقان المغلق منذ مساء أمس الأول.

وعلمت «الأيام» أن جموعا قبلية مسلحة من أبناء منطقة مريب قد شوهدت عقب علمها بوفاة المجني عليه صالح عليوة وهي في حالة تأهب، فيما أحكمت جموع قبلية أخرى سيطرتها على الشريط الجبلي المتمد إلى عاصمة المديرية.

وتفيد المعلومات بأن هذه الجموع القبلية تطالب مدير أمن المسيمر بتسليم جنود الأمن الذين أقدموا على قتل وإصابة ابني المنطقة صالح عليوة وأحمد راشد وتنصلها من القيام بواجبها في معالجة المصابين مما أدى إلى وفاة أحدهما.

وذكرت مصادر محلية أن هذه الجموع المسلحة ترفض التفاوض مع أي جهة أو الدخول في أي تفاصيل لفتح طريقي المسيمير- الحوطة، المسيمير- عقان حتى يتم تسليم الجناة إلى قبضة العدالة.

والتقت «الأيام» بعد ظهر أمس الشيخ محسن علي النقيب، محافظ لحج وسألته للاستيضاح حول ما يجري من تطورات خطيرة مضرة بالأمن والاستقرار والسكينة في مديرية المسيمير، فقال: «نحن قد رتبنا لقاء صباح اليوم (أمس) بديوان المحافظة ضم مشايخ وأعيان المسيمير والأخ الوكيل المطري وقيادات الأجهزة الأمنية بالمحافظة، ونحن على استعداد لدراسة ما تمخض عنه الاجتماع، ولنا لقاء غدا (اليوم) في ديوان المحافظة مع الإخوة مشايخ وأعيان المسيمير لتدارس الأوضاع الأمنية بالمديرية والذي على ضوء نتائجه سوف نتخذ اللازم والمناسب حفاظا على السكينة العامة وحقنا للدماء وصونا للأرواح البريئة».

وأضاف محافظ لحج في تصريحه قائلا: «قيادة المحافظة لن تتهاون في إلزام الجهات المسئولة بالمديرية والمحافظة القيام بواجباتها خدمة للمصلحة العامة».

يذكر أن جثمان المجني عليه صالح عليوة أودع في ثلاجة مستشفى ابن خلدون بالحوطة، وأكد ذووه أن الجثمان سيبقى هناك إلى أن يتم القبض على الجناة والتحقيق في القضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى