سادة ومحبوبة وأين وأين..!!

> علي سالم اليزيدي:

> هذا ليس كلاما هنديا أو ملاويا أبدا، هو ترديد للحيرة المفرطة في فهم ماهو أمامنا من دون أن نفقه ما يحتويه من مظاهر ومعان لنا، إنها أغنية بريئة وسهلة على الشفاه يقولها الصغار ويرقصون عليها.

وهي أيضا سؤال وصل إليهم يومئذ وبقيت معنا، وإن نحن ابتعدنا عنها بحكم تقدم الزمن ليس إلا، لكن السؤال يبقى حيا والبحث عن التفسير مازال جاريا حول المقصود.

يقولون: سدة ومحبوبة ووين الديك ووين الدجاجة! هنا اللغز لفتح الطلسم المغلق، وهو وكل ما يضع من تساؤل: وين الديك ووين الدجاجة! فإن واقع الحال السياسي يقترب بدقة مما نحن فيه ما بين أحاديث تتطاير ورسائل توجه وتصريحات كلما زار وغادر وفد أوروبي من عندنا، أما الشارع ورجال اللعبة السياسية والمنتفعون والمتربصون والانتهازيون والوصوليون بشأن الانتخابات وموعدها، وما ستسكبه من أموال وانتهاش لقلة ضد الكثرة، فإن الترنيمة القديمة التي وضعت السؤال عادت اليوم، هو: لماذا يصرخ الديك كلما شاهد بريقا أو لمع شرر عابر أو نغزه عود؟.. وأين الدجاجة هنا؟.. من يصرخ ويزعق ومن هو كما نقول بالحضرمية (محفش) ولابد لبدة بينما مازال نهار الانتخابات لم يظهر بعد أو لنقل بصورة أدق (لم يظهر هلاله قط) أمام أعيننا لنصدق.

هناك تصريحات تتناقل بين الكلام الرسمي للحزب الحاكم ورجاله، والاتجاه صوب الوعد القادم للانتخابات، إذ جاءنا القول بأن كل شيء سيحدث حسب موعده، وقال رأي أوروبي: نحن نطلب من العقلاء التدخل لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن وعودة الحوار، وقال آخر من البلاد الباردة: كل ما يهمنا هو وجود انتخابات نزيهة وسليمة، ونطق الثاني إذ حدد أن الوضع الراهن في البلد لن يخدم الانتخابات.. وكل ماورد هو قريب من هاجس الناس، هناك تخوف وترقب وحيرة بين الجماهير المسحوقة الواعية في الدفع بالسلام الاجتماعي والخلاص بشروق الحلول المعبرة عن ما تقوله صدورهم، إلا أن الحزب الحاكم وأصواته تعلن عكس ما يريد الناس، ضد الشعب، ضد العملية الانتخابية المعتمدة على قواعد اللعبة والديمقراطية، وليس العبور من (المسلف) والدخول إلى الردهة مباشرة والاستيلاء على كل البيت، إننا نرى حشدا غريبا لأول مرة، هناك تهافت لوجوه من الحزب الحاكم صغارا وكبارا نحو الترشح القادم، بل أصبح الموضوع مثل زيارة الولي، الكل يقفز ويبترع كيفما أراد وهو ما يقال له: تهافت التهافت.

من سيدخل الانتخابات إذاً، المؤتمر وحده من دون المشترك والمعارضين والمتحفظين وضد مزاج الناس، من سيتولى بجرأة إعلان الرفض وكيف سيقاطع المشترك ومن معه؟! هل يملك الرؤية والأوراق لهذا اليوم؟! صرخة الديك نسمعها وأنها صوت الدجاجة اللابدة ومنقارها لم نعلم عنه شيئا للحظة، وين الديك وين الدجاجة هنا.

مازال السؤال قائما، هل في الدقيقة التي يزاح فيها الستار عن المسرح الانتخابي ولحظة الوعد، سيكون الجواب نحن الاثنين (سادة ومحبوبة) وانزاح التخوف والترقب، نعم اللعبة السياسية لا أمان لها، هل ستنقلب الأدوات من أعلى إلى القاع؟ ربما! وإنما هنا من يجرؤ على الكلام، الحزب الحاكم يصرخ كل يوم ويتوعد ولاهو كما يقال (فاكر بحد)، والمعارضة جملة وتفصيلا تقول إنها تحذر من التلاعب، والاتحاد الأوروبي الذي حضر شاهدا ذات يوم يقول: أيها العقاء تدخلوا وكفى والعبرة مما حدث بعد غزة، والفجر يقول اصرخ اصرخ أيها الديك، ولكن ربما تقول اللعبة داخل الميدان كلاما لم نسمعه من قبل، وهو مايتردد هل ستصرخ الدجاجة بدلا من الديك.. كل شيء معقول .. والحكمة تقول!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى