أوقفوا وضع حجر الأساس ووفروا لنا الماء والكهرباء

> محمد فارع الشيباني:

> هناك في صنعاء قصة تروى عن أبناء مدينة (ذمار) المشهورين بسخريتهم اللاذعة.. وتقول هذه القصة بأنهم جمعوا جميع أحجار الأساس التي وضعت لمشاريع لم تنفذ بعد وضع الحجر ، وحملوها في سيارة نقل (قلاب) إلى مدينة صنعاء، ورموا تلك الحجارة أمام مبنى البرلمان ولسان حالهم يقول:«هذه حجارنكم أعيدت إليكم».

قد لا تكون هذه القصة حقيقية، ولا أقدر أن أؤكد أنها وقعت بالفعل، ولكنها إن كانت حصلت أو لم تحصل فهي تحمل معنى ودلالات عميقة المغزى، فهي تشير إلى أن الناس في مدينة (ذمار) قد أحبطوا ويأسوا من تنفيذ تلك المشاريع بعد سنين من وضع أحجار الأساس لها.. وبما أن القصة تقول بأنهم شحنوها في سيارة نقل، فهي تعني أن تلك الأحجار كبيرة وكثيرة تراكمت منذ سنوات، ولا أحد في اعتقادي يستطيع أن يقول لنا كم هو عدد أحجار الأساس التي وضعت منذ قيام الوحدة، ولكن حسب ما نشر فإن المبالغ التي كانت تعلن عن كلفة تلك المشاريع تزيد ليس عن المليارات، بل قد تجاوزت التريليونات، ولو نفذت تلك المشاريع لكانت اليمن هذه الأيام قد أصبحت من نمور آسيا، ليس ذلك فقط، بل لكانت أرسلت رجال فضاء إلى القمر.

فإذن ما هي القصة؟!.. أنا شخصيا أعتقد أن أحجار الأساس تلك كانت توضع لأغراض سياسية، ولم يكن يوجد لها أية اعتمادات مالية، وهذه مصيبة، وإذا كان لها اعتمادات موجودة ولم تنفذ فالمصيبة أعظم.. والله أعلم.

علما أن وضع أحجار الأساس تلك شملت كل اليمن، ولم تخلُ منها أية محافظة (شرقا وغربا وشمالا وجنوبا)، ولقد كان من نصيب محافظة عدن منذ قيام الوحدة الكثير والكثير منها بالمليارات، والآن وبعد مرور كل هذه السنين اختفت تلك الأحجار، أو زالت مع نهب الأراضي المنظم، ليس ذلك فقط فقد اختفت أيضا أحجار الأساس التي وضعها القطاع الخاص تحت شعار الاستثمار وبناء مرافق اقتصادية تخدم البلد.. وبدلا من ظهور مشاريع اقتصادية منتجة تنقذ عدن وأبناءها وتوفر لهم العمل الشريف، فقد تحولت تلك المشاريع إلى فنادق بين كل فندق وفندق فندق، ولنأخذ مثلا على ذلك حي السنافر الذي أسكن فيه أصبح محاطا بأكثر من عشرين فندقا، وعندما لم يتبق أية أرض حوله هناك نشاهد الآن فندقا يبنى في قلب الحي.. وبذلك تكون قد اختفت جميع أحجار الأساس التي وضعت من قبل مسئولين في الدولة لمشاريع عامة وكذلك أحجار الأساس لمشاريع من القطاع الخاص.

وكنت أتمنى من كل قلبي أن يقدر أبناء عدن على جمع جميع أحجار الأساس التي وضعت ليشحنوها في سيارة نقل إلى باب مجلس الوزراء، ولكن ما باليد حيلة!.. وعلى الرغم من ذلك فإن السلطة لا تفرط بأية مناسبة وطنية إلا بنزول مسئول كبير ليضع أحجار الأساس لمشاريع جديدة، ويقال بأنها سوف تكلف المليارات، وتطبل أجهزة الإعلام لذلك الحدث أسبوعا كاملا.

أيها السادة لقد يئسنا ولم نعد نريد وضع أحجار الأساس لأي مشاريع جديدة وهمية، وفروا علينا ذلك وعلى أنفسكم التعب، كل ما نريده منكم إذا كان فعلا لديكم المال الكافي لإنجاز مشاريع أن تستعملوا تلك الأموال لتوفير الماء والكهرباء لنا، وكما يعرف الكل فإن الماء والكهرباء هما الأساس لكل شيء ولكل مشروع، فوفروا لنا ذلك يرحمكم الله!!

وأخيرا أيها السادة في السلطة وأحزاب اللقاء المشترك أقول لكم لا يهمنا خلافاتكم حول التعديلات الدستورية، كما لا يهمنا أيضا أن تجرى الانتخابات على أساس القائمة النسبية أو غيرها، كما لا يهمنا خلافاتكم في تقاسم لجنة الانتخابات.. لا يهمنا كل ذلك، فالذي يهمنا أن توفر لنا السلطة الماء والكهرباء والأمان.. اللهم احفظ عدن.. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى