كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> كيف نكتب التاريخ؟.. ومن هو الذي يجب أن يكتب التاريخ؟..وهل كل التاريخ الذي كتب من قبل ووصل إلينا عبر قرون وقرون من الزمان صادق وصحيح؟.. وكيف نستطيع أن نفرق بين ماهو صحيح وغير صحيح.

صادق أو كاذب من كتب التاريخ؟.. وماهي المقاييس والمعايير التي قد تساعدنا على فرز كتب التاريخ؟.. وكيف يمكن أن نصدق حوادث وأخباراً وحكايات وقصصاً وقعت قبل آلاف السنين؟ بينما تنقل إلينا حوادث وأخبار حدثت بالأمس القريب بأساليب وروايات متناقضة ومختلفة.

> ثم ماذا سنكتب عن تاريخ بلادنا في المستقبل؟.. أو بالأصح كيف سيكتب العرب تاريخ بلدانهم؟..هل سيكتب (كتّاب) السلطة في البلاد العربية والعالم الثالث أخبار وسيرة الحكام فيها؟.. أم سيكتبون تاريخ الشعوب التي قهروها وأذلوها وأهانوها وحكموها بالنار والحديد؟.. مثلاً قرأنا كثيراً عن حياة الخلفاء والحكام العرب أيام زمان.. ولكن الذي قرأناه عن حياة الشعوب العربية قليل جداً.. كيف كان يعيش الناس في ذلك الزمان؟.. وكيف كانت حياتهم الاجتماعية وحقوقهم الإنسانية.. والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية؟.. كل ذلك لانعرف عنه إلا قليلاً.. وحتى هذا القليل أكثره زيف وكذب وغير صحيح.

> وفي كتب التاريخ الحديث نقرأ أكاذيب وروايات وحكايات ملفقة ومزورة عن الشعوب المختلفة.. مثلاً نقرأ عن الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.. ثم نشاهد بأعيننا ماذا يجري في فلسطين من قتل وتنكيل ومجازر ووحشية وإبادة منظمة للشعب الفلسطيني من إسرائيل.. ونسمع أيضاً تصريحات الإدارة الأمريكية السابقة.. وكلها تصب في مجرى واحد وهو إدانة الشعب الفلسطيني بالإرهاب.

> وقد أصبح الذي يدافع عن أرضه وحريته وعرضه وشرفه وكرامته إرهابياً.. وأصبح الشهيد الفلسطيني قاتلاً.. وأصبح القاتل الإسرائيلي يقتل (فقط) للدفاع عن النفس.. كل ذلك نشاهده ونسمعه ثم نستغرب من موقف أمريكا المنحاز إلى إسرائيل باعتبارها دولة مظلومة ومنكوبة بالاعتداء عليها.. وأن اجتياح إسرائيل لكل الأراضي الفلسطينية.. وتصفية الشعب الفلسطيني.. إنما هو للدفاع عن النفس.. وأن أمريكا تفهم وتقدر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب.

> فإذا كان الذي نسمعه من أمريكا.. ونقرأه في الصحف والمجلات.. ونشاهده في الفضائيات شيئاً.. والذي يحدث أمام أعيننا كل يوم شيء آخر.. فمن الذي نصدقه؟.. هل نصدق أمريكا وكل الكتب التي ألفوها من قبل عن نكبة واضطهاد اليهود في العالم؟.. أم نصدق المسلسل المأساوي الذي جرت أحداثه من قبل ويتواصل اليوم في إبادة شعب بأسره فوق أرضه في فلسطين؟

> إن السر (والتر رالي) أحد رؤساء وزراء بريطانيا السابقين كان مسجوناً.. وفكر في أن يكتب تاريخ العالم في سجنه.. ثم سمع شجاراً خارج الزنزانة وخرج من زنزانته ليعرف سبب المشاجرة.. وروى له تسعة من المسجونين سبب المشاجرة.. ولكن كل مسجون روى سبباً مختلفاً عن السبب الذي ذكره الآخر.. وعاد السر (والتر رالي) إلى زنزانته ومزق الورق الذي كان يريد أن يكتب عليه تاريخ العالم.. وهو يقول:«إذا كان تسعة أشخاص اختلفوا في رواية حادثة واحدة وقعت منذ خمس دقائق.. فماهي صحة الأحداث التي وقعت منذ آلآف السنين؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى