المؤسسة المحلية للمياه بعدن تحرث في بحر الدولة الرخوة

> نجيب محمد يابلي:

> من الحقائق التي لاتقبل الطعن ولا اللعن أن عدن، المدينة الدولة CITY STATE عرفت وعركت وخبرت المجتمع المدني بكل مكوناته ومفرداته بما في ذلك الخدمات المقدمة لمواطنيها وساكنيها.

ومن تلك الخدمات كانت خدمة المياه منذ ثلاثينيات القرن الماضي وتكاد أن تكون المدينة الوحيدة في الجزيرة العربية التي تتعامل بتموين المياه من الحنفية عبر شبكة عامة.

عودة إلى وثائق هذه المدينة الدولة CITY STATE عرجت على الجهاز الإداري لمصلحة المياه بعدن واخترت عددا من أسماء عامليها الذين التحقوا بخدمة هذه المصلحة العريقة ومنهم:

عبدالحليم عبدالستار 1946، عبده سالم يافعي 1945، ياسين محمد حسان 1947، محمد عزي إبراهيم 1951، محمد سعيد صوري 1955، عمر حيدرة دهمش 1955، رجب علي جعفر 1958، محمد حسن سبراتي 1957، حسين محمد عراسي 1960، سعيد عبدالرب 1960، جمعان رحمة الله 1960 ومحمد علي عزيم 1961 والقائمة طويلة.

لايختلف اثنان أن إدارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي محافظة عدن هي سليلة مصلحة مياه عدن, وأن إداراتها وكوادرها لاغبار عليهم منهم الأكفياء والقادرون على إدارة هذه المؤسسة وإدارة هذا المورد- الذي قال فيه مولانا عزوجل (وجعلنا من الماء كل شيء حي) - باقتدار وتفان عاليين, والدليل على ذلك أن عملها يسير بكل سلاسة وأن هذه المؤسسة تعقد ندوات وورش عمل تطرح من خلالها قضايا المياه والصرف الصحي الاستراتيجية, وهذه المؤسسة قد عودتنا على إصداراتها باللغتين العربية والإنجليزية تتناول فيها كل ما يعني المياه والصرف الصحي, وأن هذه المؤسسة قد جاءت بضغط قوي من المانحين الذين توسموا فيها القدرة على السير بقواها الذاتية بعيدا عن المركزية الشيطانية التي تأتي على الأخضر واليابس دون اكتراث, لأنها -أي المركزية- لم تحقق تراكما في مفهوم وممارسة الحكم الرشيد GOOD GOVERNANCE.

إن ما دعاني لكتابة هذا الموضوع وبهذه السرعة هو شرف مشاركتي في ورشة العمل التي نظمتها المؤسسة يوم أمس الإثنين 2 فبراير 2009م بقاعة فندق الشيراتون بجولدمور مدينة التواهي, حيث تم استعراض تقرير الخطة الشاملة لتطوير خدمات المياه والصرف الصحي بمحافظة عدن حتى العام 2025م والمعد من الشركة الاستشارية MWHAJ وألقى سعادة الوزير م.عبدالرحمن فضل الإرياني وزير المياه والبيئة كلمة ترحيبية وردت في سياقها بعض البيانات المهمة.

أيها السادة: إن المؤسسة المحلية بعدن بل ووزيرها الإرياني مستوعبان كل شاردة وواردة إلا أنهما لاحول لهما ولا قوة, فالأمور لا تسير وفق رغباتهما, وإنما وفق رغبات قوم يأجوج ومأجوج, القوم العابثين الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الذاتية الضيقة, ولسان حالهم «نحن ومن ورائنا الطوفان».

إن الأوضاع التي أعقبت 7 يوليو 1994م هي أوضاع الدولة الرخوة القادمة من الشمال, ويتجلى ذلك في هذه البيانات:

- أن ضخ المياه من حقول تبن انخفض من 25 لتر/ثانية إلى 6 لترات /ثانية.

- أن الآبار في حقول أبين ارتفعت من نحو 400 بئر قبل 8 سنوات إلى نحو 4000 حاليا!! فمن وراء كل هذه الممارسات ومن الذي صرح بها؟

- أن منسوب الماء في الخزان الجوفي هبط من مستوى 20 مترا تحت سطح الأرض إلى نحو 80 مترا تحت سطح الأرض.

- إنتاجية الآبار بالعربي الفصيح قلت بنسبة تتراوح بين 60 و%70 وإذا كان هذا بالعربي الفصيح فيافصيح لمن تصيح؟

إلى أين نحن متوجهون؟ سينبئك جهينة: إننا متوجهون إلى الهاوية وما أدراك ماهي.. نار حامية.. نعم ..نار حامية, مادام هناك قوم يأجوج ومأجوج على السطح الذي لا نرى فيه دولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى