في منظرغير مألوف .. سلحفاة في سيئون تأكل البرسيم والطماطم بشراهة

> «الأيام» علي بن سميط:

>
ليس غريبا على المرء أن يشاهد سلحفاة على شاطئ بحر, إلا أنه من غير المألوف مشاهدة سلحفاة بمنطقة حارة كوادي حضرموت, بل لم يسمع أحد بأنه رأى ذلك الحيوان المصنف من الزواحف في هذه المنطقة.

ولعل من يتحدث بأن سلاحف تتواجد بالوادي أو سيئون تحديدا ربما يكون مدعاة للسخرية, لكن الواقع يؤكد ظهور سلحفاة ولأول مرة بالقرب من حوش أسرة المواطن سالم فرج باحمدون, عقب الأمطار الخفيفة والمتوسطة التي شهدتها سيئون قبل أكثر من أسبوع, شاهدها الشاب زكي سالم باحمدون مستغربا إلا أنه تأثر لرؤيتها تبحث كالبهيمة عن شيء تأكله, فقدم لها برسيما فقضمته وماء فشربته.

حتى أمس الأبعاء يكون لها أحد عشر يوما لم يطرأ على سلوكها تغيير, بل شعرت باطمئنان بعد أن ابتنى لها باحمدون مسكنا صغيرا تأوي إليه وترتع حوله, وتحبذ السلحفاة أكل الطماطم الذي يجلبه لها زكي وتلتهم الحبة تلو الأخرى بنهم وشراهة إلى جانب عنايته بها.

سؤال يظهر هل هذا الكائن الغريب عن بيئة سيئون في الأصل يعيش فيها, ولكنه مختبئا، فأظهرته التغيرات المناخية أو بالأصح خرجت هذه السلحفاة من بين الصخور أو من وسط حفرة بإحدى المزارع وظلت طريقها ولم تعد لشبيهاتها المختفيات.

«الأيام» بحثت في العديد من المراجع العلمية ووجدت أن السلاحف نوعان: نوع مائي وهو المعروف والمألوف للكل, والآخر بري وهذا النوع الأخير يتواجد في عدد من المناطق الأفريقية والآسيوية والأمريكتين, ويتغذى على النباتات والضفادع .

لذا من الأرجح أن ظهور هذه السلحفاة البرية بالوادي لمطاردة غذائها, سيما وأن الضفادع تظهر بكثرة هنا بكل مناطق مديريات حضرموت عقب الأمطار وأثناء جريان السيول. وتفيد المعلومات العلمية عن السلاحف البرية أنها لا تختلف عن سلاحف الماء أو البحر, فالبرية أرجلها تستخدمها لحفر حفرة تسكن فيها, وتحبذ الأوحال لاتقاء حرارة الجو, كما أنها يمكن أن تعيش في تشققات الصخور الجبلية.

سلحفاة سيئون البرية شبيهة بالبحرية المائية كما شاهدناها, وبدت كأنها أليفة ولا تلحظ الفرق إلا في الأرجل فقط ولله في خلقه شؤون. عموما الدهشة تزول وتبقى الاحتمالات من التغيرات البيئية ربما أوجدت هذا النوع هنا, وهي ليست مألوفة هنا طيلة قرن مضى بحسب تأكيد كبار السن لنا بعدم مشاهدتهم سلحفاة أو السماع بتواجدها بالوادي.

الفرضيات كثيرة.. والأجوبة لدى الاختصاصيين وخبراء علوم الأحياء والحياة البرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى