> «الأيام» محسن عبده قاسم

الملحمة البطولية التي سطرها شعبنا العربي في مصر أثناء العدوان الثلاثي الغادر عام 1956م ستظل باقية في ذاكرة الشعوب التواقة للحرية والكرامة.

ذلك لأن مصر عبدالناصر استعادت حقها بتأميم قناة السويس, ثار غضب الدولتين الاستعماريتين بريطاينا وفرنسا ومعهما ربيبتهما إسرائيل فشنوا مجتمعين عدوانا ظالما على مصر.

تركز العدوان على مدينة بورسعيد التي استبسلت أيما استبسال أمام عدة المعتدين, لم تكن مصر وحدها في مواجهة الغزاة, فالشعب العربي كله من محيطه إلى خليجه هب مجتمعا مساندا وداعما لمصر العروبة.

عدن التي كانت مقرا للقيادة البريطانية في الشرق الأوسط كانت تغلي مما يجري على الأشقاء, إضرابات عمالية شلت حركة الميناء والمطار فلا شحن ولا تفريغ ولا تزويد بالوقود للبواخر والطائرات, مقاطعة تامة لبضائع ومنتجات دول العدوان ومن معهم, مسيرات غاضبة ومنددة تجتاح شوارع المدينة.

حمود سعد سالم القدسي، صاحب محل صغير بزاوية الشارع المواجه للسوق الطويل بكريتر منذ منتصف الأربعينيات كان يبيع الماء في الأكواز, وهي ظاهرة انتشرت في تلك الحقبة ليتخصص في الخمسينيات لبيع السجائر والولاعات بأنواعها.. هذا الرجل عبّر عن تضامنه مع مدينة بورسعيد وفي تحد واضح للسلطة الاستعمارية, فأطلق على محله اسم بورسعيد. المحل كان ولايزال أشهر من نار على علم, وإذا أنت لا تعرف مستودع بورسعيد فأنت لا تعرف كريتر!!