جزعناها زمان..!!

> «الأيام» طه عبدربه محمد /كريتر - عدن

> عبارة كنا نقولها ونحن صبية حينما يأتي صديقك ويمازحك بمزحة كنت تعلمها من قبل، فتقول له «جزعناها زمان»..

والذي دفعني لقول هذه العبارة في هذا الوقت تحديدا وليس في ما مضى أيام الصبا هو رؤيتي للواقع الذي يحدث في وطننا (اليمن)، وذلك عندما تقترب أيام الانتخابات ترى الدنيا غير الدنيا التي كنا نعرفها أي أننا نرى الأشياء جميلة بعد أن كانت تعيسة وبائسة، ونرى المسؤولين وأصحاب القرار قد ازدادوا حركة بين المواطنين لمعالجة مشاكلهم وحل قضاياهم ومعضلاتهم، بل إن المشاريع التنموية تكثر وترى الآلات والمعدات قد عادت للعمل من جديد بعد أن كانت واقفة ومشلولة الحركة، جامدة لاحول لها ولاقوة، وكأنها كانت قد صنعت من أجل أن نحطها في مؤسساتها فرجة من دون أي عمل لها.

وترى الحدائق والجولات قد تم تزيينها وإعادة البهجة إليها ولأزهارها وترى أن المواطن أصبح صوته مسموعا وشكواه تلقى آذاناً صاغية إن لم يجد لها قبولا وإنصافاً، ونختصر كلامنا بعبارة (إن البلاد تصبح في أيام الانتخابات مثل المدينة الفاضلة) التي وصفها إفلاطون.

هذه المدينة تتأسس في فترة زمنية قصيرة وتنتهي في فترة أقصر منها، وهي فترة مابعد الانتخابات، حيث تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل.

وترى المدينة الفاضلة قد صارت متعبة تناضل من أجل رغيف العيش الذي يصبح بعد الانتخابات صعب المنال بعد أن كان سهل، ثم يختفي المسؤولون وأصحاب القرار، وكأن ماكان مجرد حلم..!

وعندما تفيق فإنك تصطدم برؤية الواقع بكل نتوءاته ومنغصاته، فتتوقف الآلات عن العمل وتعود إلى متاحفها في منشآتها وتوضع داخل براويزها.. حتى الطيور نراها قد هاجرت باختفاء الأشجار والزهور التي كانت تزين الجولات من قبل، وكذلك الحدائق، وكأنهم يعتقدون أن الشعب لايعي مايحدث ومايحصل، ويتكرر هذا السيناريو في كل فترة انتخابية تشهدها اليمن، بل وحتى الصغير يعي ذلك قبل الكبير، والجاهل قبل المتعلم، وغير السياسي قبل السياسي.. أي أنها أصبحت لعبة قديمة جزعناها زمان ..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى