الإصلاح لا يقتصر على المدن

> سعد أحمد خالد:

> عندما نريد ان نرفع مستوى الوعي القومي في بلادنا يجب علينا اولاً محاولة تفهم عقلية ونفسية هذا الشعب، وبالتالي فعلينا تغيير المفاهيم الخاطئة الراسبة من الازمنة الماضية في كافة انحاء اليمن.

والغلطة الرئيسية التي ارتكبها الذين حاولوا الاصلاح سابقاً هي انهم كانوا يسيرون بلاهدف وقد اقتصروا في نشاطهم على المدن فقط.

وفي كتاب (أهداف الأحرار) للزبيري نجد شرحاً وافياً لهذه المشكلة، وعلى هذا الاساس يجب على كل من استوعب شيئاً من المعرفة ان يحاول توزيع هذه المعرفة على غيره وان لايجعلها قاصرة على نفسه وعدم الاكتفاء بتغيير الاوضاع الحالية ولو بواسطة الشيطان لانه لا فائدة من تغيير حكم فاسد بحكم فاسد ايضاً، منخدعاً وراء التظاهرات الاصلاحية.. فالانسياق وراء الخداع المزيف لا يمكن ان يخدم مصلحة الشعب وما الخداع سوى تخدير للمشكلة.. وهكذا نستطيع ان نكشف حقيقة الوحوش المرتدية جلود الكباش الوديعة .

وبواسطة المنهاج الصحيح المرسوم نستطيع ان نكون في عصمة من الخداع.

اما المشكلة الاخرى فهي مشكلة الوعي في القرى والمدن النائية، ففي زيارة لي لبعض هذه المناطق وجدت ان كل الاهالي يختتمون كلامهم بالدعاء للحاكمين وظننت انهم يسخرون ولكنني عرفت ان دعاءهم حد لا هزل.

وادركت ان زوال الاستعمار التركي واستبداله بالحكم اليمني جعلهم يفعلون ذلك ويشعرون انه ليس في الامكان ابدع مماكان.

وعلى كل حركة تريد الاصلاح ان تتجه الى هذه المواد الخام في القرى والمناطق النائية ليسهل قيادتها الى الطريق السمح.

العدد(30) في 12/سبتمبر/1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى